| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       الخميس 22/2/ 2013



الثوار في مصر يعيدون كتابة تاريخ المنطقة

أ.د. عبد الجبار منديل *       

منذ ان انقلب انور السادات على خط عبد الناصر الوطني التحرري القريب من اليسار ووضع الاخوان المسلمين في مواجهة اليسار واخذ يدعم خطهم واسمى نفسه الرئيس المؤمن اخذت حركة الاسلام السياسي تتصاعد في مصر والعالم العربي . فمن المعروف ان حركة الاخوان المسلمين هي الاب الشرعي وغير الشرعي لكل الحركات الاسلاموية المعتدلة والمتطرفة وصولا الى السلفيين وحركة القاعدة .

حركات التمرد القائمة الان في مصر ضد خط الاخوان المسلمين الذين يتربعون الان في دست الحكم انما تأكل من شعبية الاسلام السياسي الذي ظل يتنامى طيلة العقود الماضية .

لقد استلم الاسلام السياسي الحكم لاول مرة في مصر وكان يعد الناس طيلة العقود الماضية بان استلامه الحكم يعني ان تغرق مصر بالخيرات وفي اللبن والعسل . ولكن ما ان استلم الحكم برغم قصر الفترة حتى بدا يتخبط في قراراته وظهر ان العهود والوعود يخدر بها الجماهير البسيطة تبخرت في ظرف عدة اشهر وان الكلام النظري هو من اسهل الامور في حين ان التطبيق وتحقيق النظريات هو الفيصل الذي يفصل بين الاحلام والوقائع ومتطلبات الحياة .

لم يستطع الاسلاميون ان ينجزوا وعودهم ليس فقط في مجال السياسة بل وحتى في مجال الاقتصاد وظهر امام الشعب المصري بوضوح ان الكلام الجميل عن الاسلام هو الحل انما هو نوع من المزايدات السياسية التي هدفها الوصول الى الحكم .

حاليا وامام الفشل الذريع للاخوان المسلمين وامام هبوط شعبيتهم وشعبية كل الاسلام السياسي الى ادنى حد اظهرت كل النظريات السياسية الدينية فشلها في معالجة المشكلات المعقدة للاقتصاد العصري والحياة العصرية وستفتح الان ولاول مرة منذ عدة عقود البوابات امام طريقة جديدة لدى الجماهير العريضة من المصريين وتاليا من العرب والمسلمين جميعا بان طريقة معالجة المشكلات التي تفرزها الحياة العصرية تتطلب اساليب عصرية ايضا تتفق مع طبيعة الحياة المتغيرة والمتطورة.

 

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter