| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       الأحد 22/7/ 2012



سوريا .... حرب الطوائف

أ.د. عبد الجبار منديل *      

بعض الكتاب والمحللين عندما يتصدون لمناقشة الوضع الحالي في سوريا يلجأون الى الاغتراف من القاموس الاعلامي والسياسي الذي كان سائدا في الستينات والسبعينات حول الثورة والثوار والجيش الثوري والحركات الثورية الخ .وخاصة في ظل الجمهوريات الانقلابية التي افتتحها الضباط الاحرار في مصر في 23 يوليو 1952و14 تموز 1958 في العراق وغيرها من الانقلابات والثورات في العالم العربي . ومع ان من يحكم سوريا الان هو امتداد لتلك العهود ولكن تلك عهود غابرة سقطت وسقطت معها شرعيتها بعد سقوط نظرية الحزب الواحد والحزب القائد مع سقوط الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي السابق .

كل شيء تغير الان سواء على مستوى الجماهير او على مستوى الحكام ولكن ما لم يتغير او يسقط هو الخطاب (الثوري) القديم الذي ما يزال يتمسك به البعض من الكتاب ولا يريدون ان يروا الزمن على حقيقته ويستخدمون الخطاب الاعلامي الجديد الذي يتلائم مع طبيعة التطورات الحالية ما يسمى بالجيش الحر في سوريا ما هو الا مجموعات دينية متطرفة على سنة بن لادن ومنهج طالبان والقاعدة وملا عمر . والمجلس الانتقالي الموجود في تركيا لا يمثل الا نفسه وليس له اي تأثير على المجموعات المسلحة .

ان خطاب هذه المجموعات المعلن ميدانيا والذي يمارسونه فعليا في المناطق التي ينشطون فيها يظهرهم على انهم اصوليون متشددون ضد كل الفئات والطوائف الاخرى في سوريا بمن فيهم السنة المعتدلين والعلويين والشيعة والمسيحيين والاكراد والاسماعيليين الخ..

ان تصوير هذه المجموعات على انها هي الفئة الناجية التي يمكن ان تنقذ سوريا من حكم الطاغوت هو تضليل اعلامي وعلمي . فهذه المجموعات لو قرر لها ان تحكم سوريا فانها ستحولها الى افغانستان اخرى او صومال اخرى او يمن اخرى وغير ذلك من النسخ الكثيرة التي باتت تمتليء بها الساحة العربية والاسلامية وسوف تمتليء بالمزيد .

ان الحكم الحالي في سوريا والذي كان يسمى ثوريا بمقاييس الستينات والسبعينات هو بالطبع لا يلائم العصر الحالي الذي اتسعت فيه حركة الديمقراطية ولكن البديل بالتاكيد لا يمكن ان تكون هذه المجموعات الطالبانية المتشددة التي ترفض الجميع ولكنها لسوء الحظ هي الوحيدة التي تتصدى لقتال النظام القائم .

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter