| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

الأثنين 14/9/ 2009



مستلزمات عودة المالكي كرئيس وزراء في المرحلة القادمة

أ.د. عبد الجبار منديل *

يعد نوري المالكي من أكثر السياسيين العراقيين شعبية على رغم بعض الملاحظات السلبية عليه وعلى حزبه وعلى بعض أعضاء حكومته . ولكن أغلب الناس يرون أنه يسعى دائماً الى أن يرتقي بأدائه واداء حكومته لذلك فأنه أحد المرشحين الأقوياء للفوز بنسبة جيدة من المقاعد في الانتخابات القادمة ولكن ذلك وحده لا يكفي فطالما أن لديه طموح في أن يكون رئيساً للوزراء للفترة القادمة فأن امامه مشوار طويل ومضني من العمل الجاد والمثابر لكي يكون أهلاً لذلك . واذا ما فاز بالنسبة التي تؤهله للمنصب وهي نسبة ينبغي أن تكون عالية جداً فأن هذا سوف يعد فتحاً في تأريخه الشخصي وفي تأريخ المرحلة التي أعقبت سقوط صدام حسين .

أن ما يساعد المالكي على نيل ما يصبو اليه هو بعض الخطوات الضرورية والتي لابد منها لتحقيق ذلك وعلى رأس هذه الخطوات أصلاح حزب الدعوة . فحزب الدعوة نشأ على أسس دينية وطائفية وكان ذلك في نهاية الخمسينات كما هو معروف . وكانت تلك مرحلة لها خصوصيتها فكان ظهور الحزب استجابة لمتطلبات أبراز الهوية الشيعية العراقية ودورها في تأريخ العراق الحديث . ولكن تلك مرحلة مضت. فالحزب الآن يتصدى للمساهمة في أنشاء دولة ديمقراطية حديثة على اسس عصرية لذلك فأننا نعتقد بأن عليه القيام بما يأتي :ـ

1ـ تطهير الحزب من القيادات الفاسدة وغير الكفوءة . فقد أظهرت الفترة الماضية أن بعض القيادات سواء في الحكومة او في مجلس النواب كانت متورطة في الفساد المالي والاداري . ويتداول الشارع العراقي الكثير من القصص والروايات حول فساد الذمم واستغلال النفوذ لبعض أعضاء حزب الدعوة وقياداته . والنجاح الذي تحقق في أنتخابات المحافظات أنما كانت تأييداً لدولة القانون وممثلها المالكي وليس بفضل العمل الميداني لاعضاء وقيادات حزب الدعوة .أضافة الى أن بعض القيادات التي كانت في المهجر ارتكبت جرائم أقتصادية يعاقب عليها القانون في دول المهجر التي آوتها وأحسنت اليها ومنحتها جنسيتها . مثل التهرب الضريبي الذي يعتبر في الدول المتقدمة من الجرائم التي لا تغتفر يتم بسببها أسقاط وزارات ووزراء ونواب ولكن هؤلاء أستمروا بعملهم السياسي وكأن شيئا لم يكن برغم أن مخالفاتهم تلك كانت فضائح مدويه نشرتها الجرائد العالمية والعربية.

2ـ يتصرف بعض أعضاء حزب الدعوة الذين تصدوا للمسؤولية في المحافظات بعقلية أمام الجامع وليس عقلية قائد سياسي في بلد متنوع الثقافات والأثنيات والايديولوجيات وعلى طريقة الأحزاب التوتاليتارية كما حدث من قبل قيادات الحكومة المحلية في البصرة وفي غيرها من المحافظات حيث يقومون بفرض رقابة صارمة على سلوكيات الناس وخياراتهم الشخصية وعلى أفكارهم وتصرفاتهم بعيداً عن روح الدستور.

3ـ تغيير فلسفة الحزب . فأذا كان الحزب يتطلع الى ان يكون قائداً لكل العراقيين كما هو واضح من توجهات رئيس الوزراء ورئيس الحزب فعليه أن يطور فلسفته بحيث تستوعب كل الثقافات العراقية وأن يدرس جيداً تأريخ حركة المجتمع العراقي الحديث منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى الآن وان يتفتح على الافكار والايديولوجيات التي تتفاعل في أعماق هذا المجتمع وأن يضع حداً للانغلاق الفكري الذي لازم عقيدة الحزب في الفترة الماضية .

4ـ فتح أبواب الحزب أمام أصحاب الكفاءات وعدم أعتباره حكراً على رجال الدين والحزبيين المسلكيين فأغلب الاحزاب في الدول المتقدمة تسعى الى كسب المزيد من أصحاب الكفاءات واحتضانهم وعدم أعتبار الحزب مثل الجمعيات السرية المغلقة وهو الاسلوب المعتمد في الاحزاب الشمولية .
 

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

free web counter