| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

السبت 12/2/ 2011



مصر.. الاخوان المسلمون قادمون!

أ.د. عبد الجبار منديل

الاحداث التي تشهدها مصر جاءت بعد مخاض طويل . وفي تاريخ مصر الحديث خلال القرن العشرين كانت تنتاب الجماهير المصرية نوبات من الهياج لاسباب متعارضة واحيانا متناقضة .

فحريق القاهرة في 1952 كان هياجا اختلطت فيه عملية الثار للكرامة الوطنية المصرية التي اهينت في الاسماعيلية بعد قتل رجال الامن المصريين على ايدي الجيش الانكليزي المحتل مع النقمة على الطبقة الحاكمة وفسادها وعلى رأسها الملك لذلك فقد كان ابطاله من مشعلي الحرائق هم خليط من الوطنيين المتطرفين والفوضويين والمجرمين والرعاع .

وكان هياج 9 يونيو (حزيران) 1967 هو الاخر متناقض الاسباب والنتائج . فقد خرجت الجماهير المليونية تلطم وتولول وتبكي استقالة جمال عبد الناصر بعد نكسه حزيران التي كان هو احد اسباب حدوثها . ثم هياجها بعد وفاة جمال عبد الناصر بعد ان دخل في روعها ان مصر ضاعت او هي في طريقها الى الضياع بعد وفاة قائدها (الاوحد) .

ثم هياجها في ثورة الخبز ثورة الجياع في 1977 والتي سماها انور السادات (ثورة الحرامية) والتي انتهت الى لا شيء . وهكذا.

الجماهير المصرية كانت طوال القرن العشرين تقاتل من اجل اهداف غامضة لذلك تنتهي ثوراتها الى لا شيء ! حاليا الجماهير المصرية في حالة من حالات الهياج ولكن كالعادة بدون ان تكون هناك قيادة موحدة او تنظيم موحد او اهداف واضحة.

القوتان المهيئتان لاستلام الحكم اذا ما سقط حسني مبارك هما اما الجيش او الاخوان المسلمون .

اما الليبراليون او اليساريون من امثال حزب التجمع او حزب الوفد او حزب الغد فليست اكثر من منابر ثقافية ليس لها قدرات تنظيمية قادرة على استقطاب الشارع المصري .

ونعتقد ان الجيش المصري لن يكرر تجربة الضباط الاحرار بعد ان افلست وانتهت الى ما انتهت اليه من فساد وهزائم على الاصعدة العسكرية والسياسية الا اذا وصلت الامور الى اقصى حالات الفوضى . وفي هذه الحالة سوف لن يكون التدخل الا لتهدئة الامور ومرور المرحلة الانتقالية فالظروف العالمية والمحلية لن تسمح باستمرار الجيش في السلطة .

اما الاخوان المسلمون فهم يعملون بهدوء واصرار لاستلام الحكم بعد تجارب القمع المريرة التي مروا بها سواء في اواخر العهد الملكي ولاسيما في الاربعينات بعد اغتيال المرشد العام (حسن البنا) والتنكيل بهم بعد انقلاب يوليو 1952 لاتهامهم بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في 1954 وتعرضهم للبطش والابادة طيلة الخمسينات والستينات .

ان الاخوان المسلمون هم القوة الاولى المنظمة في مصر وقد تغلغلوا في كل مفاصل المجتمع والدولة وجعلوا من الاصولية الدينية احد اهم اركان المجتمع المصري . وعلى الرغم من عدم وجود تنظيم سياسي معلن لهم فانهم يعملون تحت مختلف اللافتات الاعلامية والاجتماعية والسياسية وقد بنوا تنظيما حديديا كما اسسوا نفوذا واسعا في اوساط الجماهير الواسعة واستفادوا فائدة كبيرة من الشعارات الدينية وصوروا انفسهم للجماهير البسيطة التي تطحنها الحاجة والفقر والمسغبة وكأنهم الوحيدون الذين يتكلمون باسم الاسلام وبالتالي باسم الملة والوطن .

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter