| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       الأحد 11 / 8 / 2013



بعد اطلاق الوحش من القمقم ...هل تستقيم اوضاع مصر؟

أ.د. عبد الجبار منديل *          

عندما اسس حسن البنا جمعية الأخوان المسلمين في عام 1928 كان الهدف المعلن هو انها تجمع غير سياسي يسعى الى محاربة الافات الأجتماعية واصلاح احوال المجتمع المصري . واستمر الأخوان يعملون وفقا للهدف المعلن طيلة فترة العشرينات والثلاثينات وحتى نهاية الأربعينات عندما اسفروا عن وجههم الحقيقي وبدأوا باستخدام اعمال العنف والأغتيالات ، وعلى اثر ذلك اغتيل مؤسس الجمعية حسن البنا نتيجة تبادل اعمال العنف والعنف المضاد مع الدولة المصرية .

في عام 1952 حدثت ثورة 23 يوليو بقيادة جمال عبد الناصر حيث حاول الأخوان احتواءها والسيطرة عليه ولكن خاب فألهم في ذلك فلجأوا الى العنف مرة اخرى، ففي عام 1954 حاولوا اغتيال جمال عبد الناصر فشنت عليهم الدولة المصرية حملة عنيفة وشتت شملهم وبقيت الجمعية محظورة او شبه محظورة طيلة سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات ولكنها هذه المرة ايضا اصطدمت مع الدولة المصرية عندما عاودت عمليات العنف مرة اخرى انتهت باغتيال السادات .

ان الأخوان المسلمون يتبنون استراتيجية مزدوجة فهم في البداية يستخدمون البرغماتية ولكم ما ان يتمكنوا حتى يسفروا عن وجههم الحقيقي وهي الإستراتيجية الثانية القائمة على العنف ومحاولة قمع الأخر وتوجيه المجتمع الوجهة التي يسعون اليها في اهدافهم النهائية وهي الإنقلاب على الديمقراطية وقمع كل الأطراف الأخرى وصولا الى تطبيق الشريعة .

بعد الأحداث التي انتهت بالأطاحة بمبارك حاول الأخوان تطبيق ذات الأستراتيجية البراغماتية وهي رفع الصوت بالحديث عن الديمقراطية واحترام الراي الاخر ولكن ما ان وصلوا الى السلطة حتى بدأوا بتطبيق استراتيجيتهم الحقيقية عن طريق توجيه اجهزة السلطة التشريعية وفقا لمصالحهم وكتبوا الدستور على هواهم مستبعدين كل الأطراف الأخرى التي لا توافقهم على ارائهم وكان ان فضحتهم الأحداث فاصطدموا بالشعب اولا و بالجيش ثانيا الذي تبنى موقف الشعب .

لا شك ان المرحلة القادمة سوف تكون صعبة لأرض الكنانة . فالأخوان المسلمون الذين خرجوا من غيبوبة قسرية دامت اكثر من نصف قرن لا يمكن ان يصلوا الى الوفاق بسهولة ، فهم في حقيقة الأمر قوة عاتية تكفر بالحوار وسماع وجهات النظر الأخرى وهم جماعة لديها تاريخ طويل من العنف وكره الأخر كما ان لديهم ميليشيات تسعى الى تطبيق ارائهم المتطرفة التي لا يعلنون عنها الا في الأوقات التي يرون انها مناسبة لوضع تلك الأفكار موضع التطبيق .


* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter