| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبدالجبار منديل
Salal17@yahoo.com

 

 

 

                                                                                       الجمعة 10/6/ 2011



الشباب يصنعون الثورات والسلفيون يجنون الثمرات

أ.د. عبد الجبار منديل *  

منذ قيام ثورة تونس وبعدها ثورة مصر والاصوات ترتفع مهللة لدور الشباب في هذه الثورات وما يمكن ان تتمخص عنه من تغييرات بنيوية ليبرالية في هيكل المجتمع العربي . وها قد مرت عدة شهور على بدء هذه الثورات وما تبعها من تحركات في اكثر من بلد عربي فكيف نرى الواقع الان ؟!

لم تظهر بعد الروح الليبرالية والديمقراطية لا في ثورتي مصر وتونس ولا فيما تبعها من ثورات وتحركات فهي خليط من السلفية والعشائرية والمناطقية وليس فيها الا الكلام العام عن الديمقراطية والبناء الديمقراطي .

ان المجتمعات العربية غرقى في الروح العشائرية والطائفية والسلفية فكيف نتوقع من مجموعة من الشعارات التي طرحها مجموعة من الشباب الليبرالي ذو التوجهات الغربية ان يكون لها اثر عميق في مجتمعات تقاوم هذه التوجهات منذ اكثر من مائة عام ؟!

ان الديمقراطية هي الوليد الشرعي للانتخابات التي تعبر عن راي الاغلبية الساحقة وهذه الاغلبية التي نتوقع ان يستكمل على ايديها البناء الديمقراطي  منقاده للقيادات العشائرية والسلفية فهل ستكون نتائج المخاض الا وليدا مشابها للمجتمع نفسه ؟!

كاتب هذه السطور من المتابعين اليوميين لكل ما يكتب من مقالات ودراسات في الصحافة العربية في كل البلدان التي تجري فيها الثورات فماذا يجد المتابع والمراقب ؟

صحيفة الاهرام على سبيل المثال وهي اعرق صحيفة عربية واقدمها ذلك انها مستمرة منذ اكثر من قرن ونصف القرن .  ومهما قيل عن توجهاتها ومن انها جريدة حكومية تتبع النظام الحكومي فانها جريدة مقروءة من مختلف طبقات المجتمع المصري والتعليقات التي تصدر من قرائها تعطي صورة واضحة للمجتمع المصري . كتاب هذه الصحيفة حاليا هم خليط من الليبراليين والعلمانيين ورجال الدين والاخوان المسلمين . ولا تكاد تمر مقالة لهؤلاء من دون عشرات التعليقات .

ان اغلب هذه التعليقات هي نوع من السباب المقذع للديمقراطية والليبرالية والعلمانية وللكتاب اصحاب المقالات انفسهم . كما انها دعوة الى السلفية والى تمجيد خط الاخوان المسلمين والسلفيين والوهابيين . وهذه عينات واضحة من المجتمع المصري فماذا نتوقع من المستقبل . ولا نريد ان نذكر ما يجري من اختراقات سلفية في الصعيد والقاهرة والاسكندرية او الصراعات الطائفية المفتعلة بين الاقباط والمسلمين . كما لا نريد هنا ان نذكر التفاصيل الخاصة بالثورات التي تحولت الى حروب اهلية في ليبيا واليمن وغيرها على خلفية من الصراعات العشائرية والمناطفية ولا يجب ان نصدق كلام الصحف الامريكية والاوربية التي لا تعرف ما يدور في اعماق المجتمع العربي .

لا نود ان نتشاءم بل ان نكون متفائلين بان شبان (الفيسبوك) و(التويتر) وهم قلة قليلة من المتنورين من ابناء الشعب المصري سوف يستطيعون ان يوصلوا وجهات نظرهم الى قطاع واسع من الشعب وان يستميلوهم الى صفهم خلال الاشهر القليلة القادمة قبل بدء الانتخابات مع انهم لم ينجحوا في استفتاء الدستور فهل سوف ينجحون الان؟!

 

* اكاديمي عراقي / كوبنهاغن

 

 

 

free web counter