| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عربي الخميسي

 

 

 

الأربعاء 8/9/ 2010



الكاتبه العراقيه الدكتورة السيدة ميسون البياتي
تعتبر ثورة 14 تموز1958 انقلابا امريكيا وتطعن بشرف قادتها العسكريين
القسم الاول

عربي الخميسي *

بتاريخ 30 آب نشر موقع الحوار المتمدن مقالة للكاتبه السيده ميسون البياتي تحت عنوان ( شفط حقل خورمالا ) ، تتحدث بها نقلا عن موضوع فني يعود للسيدة ربى الحصري رئيسة مكتب الشرق الاوسط لمجموعة ( انرجي انتليجنس) سابقا ، ثم مراسلة لصحيفة الشرق الاوسط النفطيه حيث تقول الكاتبه ميسون ...
-- الموضوع فني بحت ، لكنه يكشف حقائق مدمره على الارض لا يستطيع انسان شريف السكوت عنه ، ومن اجل ان نلم بكامل الحقيقه ، فقد كان لا بد لي من كتابة هذه المقدمة التاريخيه ليصبح الموضوع متكاملا تماما . وتسترسل فتقول :
حين افلح الامريكان يوم 14 تموز 1958 وبمساعدة السفارة المصريه في بغداد بقلب نظام الحكم الملكي وطرد البريطانيين من العراق ،فان عملهم هذا لم يحقق كل النتائج المرجوة منه . اذ ما معنى اخراج البريطانيين من العراق اذا كانت شركات اجنبيه مختلفه تمتلك حصصا معلومة في نفط العراق ؟ --
انتهى كلام الكاتبه

وتستمر السيدة ميسون بسردها لأحداث الانقلابات اللاحقه في العراق ، وتربطها بقضايا الدستور والنفط وحصة الاكراد منه ، و لكي تبرر فكرتها المطروحه اعلاه ، من خلال مقالتها المذكوره بتوظيف ما يسمى بنظرية المؤامره ، التي تؤمن بها بشكل متجذر عندها يكاد يضفي طابعا مميزا على عموم كتاباتها حول الشأن العراقي ، وحيث اني لا فهم لي بامور النفط الفنيه ، الا اني اشعر ان المقاله لها غاياتها البعيدة ، تحاول الكاتبه بشكل او باخر ايصالها لمن يعنيهم الامر ، او هي من باب اثارة مشاعر الضغينه والفرقه بين العرب والكرد في العراق وخاصة عندما تقول :
– تلاعب الكرد اول ما تلاعبوا على هذه الفقرة باستيراد ما يزيد على المليون كردي اغلبهم من ايران لتوطينهم في كركوك وبقية المدن والقصبات من اجل زيادة الحصه التي يتسلمونها من عائد النفط – ومن اجل خلق كثافه كرديه تؤسس لواقع مختلف بعد عدة سنوات .
وهنا اجلب عناية القارئ الكريم ان الكاتبه لم تقدم اي دليل لأثبات وتوثيق مقولتها هذه ؟ اليس هذا من باب الاثارة ؟

اني هنا لست معنيا بالدفاع عن الاخوة الكرد ، ولست محاميا عنهم ، وهم ليسوا بحاجه لي ، ولكني احاول الوصول للحقيقه ، والنوايا الخفيه من وراء هذا الطرح . . وعليه اترك تتمة مناقشة موضوع النفط بهذه المقاله لأصحاب القضيه الاخوة الاكراد .

ان الذي ابحث عنه هنا هو جانب من المقاله الذي يتعلق بثورة تموز المجيدة ، وتحديدا تلك التهمه الخطيرة التي تجنت بها الكاتبه على حيثيات الثورة ووصمتها بالعماله للامريكان ، التي من شأنها الاساءة لمشاعر الاكثريه من العراقيين وقناعاتهم التي يحتفظون بها منذ 51 عام مضت ، عن ثورة تموز وقادتها الوطنيين المتأصله في وجدانهم حتى اليوم ، ولهذا تأتي اهمية التفتيش عن صحة الاتهام الموجه من قبل الكاتبه لثورة 14 تموز 1958 .. فان صح الخبر بالوثائق الثبوتيه الماديه سنكون والكثرة من العراقيين اناس كنا و كانوا مغفلين وسطحيين خاصة السياسيين منهم !!

والان لكي اكمل الفكرة التي اعمل من اجلها ، اعرج على مقالة اخرى للسيده ميسون بنفس التوجه ، سبق ونشرها ذات الموقع ، تحت عنوان ( نوري باشا السعيد ) .. حيث تقول مستندة بمقولتها هذه على كتاب السيدة عصمت السعيد زوجة صباح نوري السعيد واليكم ما تقوله السيدة ميسون :

( نعود الى الدكتورة عصمت السعيد في كتابها ص 175 حيث تقول : (( كان الهجوم المكثف الذي تشنه إذاعة صوت العرب والإعلام المصري على حلف بغداد ، يرمي إلى إثارة الشكوك ، حول وجود بنود سرية فيه لصالح المستعمر وإسرائيل .......)) .
وعندما وقع إنقلاب 14 تموز 1958 في العراق كان أول ما قام به المتآمرون هو الهجوم على ( دار ميثاق بغداد ) للسطو على كافة الوثائق الموجودة فيه ونقلها الى القاهرة لفحص محتوياتها لكنهم لم يجدوا فيها ما يثير الشك أو الإنتقاد )) .

وهكذا تعتبر الكاتبه السيدة ميسون ان الدكتورة عصمت السعيد زوجة صباح نوري السعيد مصدر موثوق به جدا ، لا اعتراض عليها ، وهي وحدها التي تملك كل الحقيقه ، فمنها ومن كتابها تستقصي ما تعتبره حقائق ، ولا مجال للتشكيك والنقاش حول صحة معلوماتها ، وهي اي السيدة عصمت افضل من يكتب لتاريخ العراق المعاصر ، رغم ان الكاتبه السيدة ميسون تعرف جيدا ، ان السيدة عصمت كتبت كتابها عن مصادر تعود لغيرها من الكتاب ، ولم تكن موجودة داخل العراق يوم 14 تموز سنة 1958 ولم تعاصر احداثها ، بحيث جاءت المعلومات التي اعتمدتها الكاتبه السيدة عصمت في سردها لأحداث يوم الثورة غير صحيحه بمعظمها ، ولا تشكل اساسا موضوعيا لحقيقة ما حدث ، علما انها غير محايدة وتنطلق من نوايا شخصيه اسبابها معروفه للنيل من الثورة وما يتعلق بها ، كونها زوجة صباح نوري السعيد الذي قتلته الجماهير يوم الثورة ، وبامكاني فرز كل الاخطاء بدقه وبامانه .

وفي مكان اخر من المقاله نسبت عمدا عملية الاندماج الوحدوي بين سوريا ومصر للأمريكان ايضا ، وطبعا طعنت بقادتها آنذاك ووصمتهم بالعماله وهما كل من الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم السوري شكري القوتلي ، ومن الغريب ربط تلك الوحده بثورة 14 تموز العراقيه حين تقول الكاتبه السيدة ميسون ما يلي :
(وفي هذه الاثناء كانت الحكومه المصريه والرئيس جمال عبدالناصر شخصيا يجري اتصالات ومباحثات مع مجموعة من الضباط العراقيين لقلب نظام الحكم في العراق والاتفاق معهم على خطة لتنفيذ ذلك )

تعليقي على هذه الحكايه وبقدر ما يخص ثورة تموز اقول اين هي الادله الثبوتيه لهذا الادعاء ؟ اليس ذلك مجرد كلام غير منتج تنقصه الحقيقه ؟ ومحاولة من السيدة ميسون كما مر ذكره تغيير قناعات الجماهير الواسعه من الشعب العراقي بثورة 14 تموز ، واصالتها ، واهدافها النبيله ، ووطنية واخلاص قادتها من عسكريين ومدنيين وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم .....!
واما بشأن عمل منظمة ضباط الاحرار ، كان عملا سريا للغايه ، ولا يعتمد بتنظيمه على سجل او محرر يشير الى اسماء افراده بالمطلق .. والدليل على ذلك ، المفاجأة التي شعرت بها الدوائر الدبلوماسيه الاجنبيه بالعراق والعالم ، وبالتحديد كل من السفارتين البريطانيه والامريكيه ببغداد –
ويمكن للقارئ الكريم الاطلاع على الوثائق لهاتين السفارتين التي جرى الكشف عنها اخيرا وقام بترجمتها الى العربيه الدكتور مؤيد الونداوي ونشرت على صفحات جريدة المدى العراقيه .

وان اتهام جمال عبد الناصر بالعماله للامريكان بحاجه للتوثيق ايضا ، وان الكاتب بمستوى السيدة ميسون البياتي ، الاستاذة التدريسيه الجامعيه بدرجة دكتوراء معنية امام الشعب العربي قبل العراقي ، لأثبات كل معلومه ودرجة مصداقيتها والاشارة لمصدرها ، وليس ( القاء الامورعلى عواهلها ) كما يقال ، وهنا اعود فاقول ان الرئيس جمال عبد الناصر كان قد تفاجأ هو ايضا بقيام ثوره 14تموز ، وكان يومها بزيارة الى يوغوسلافيا ، مما حدا به الى تغيير صوب توجهه وذهب الى الاتحاد السوفيتي بدلا من القاهره لطلب اسناد الثورة العراقيه .

اما رواية وصفي طاهر فهي غير صحيحه ، فقد انضم هذا الرجل لتنظيم الضباط قبل موعد الثورة بوقت طويل ، وليلة الثورة كان احد الادلاء المكلفين لمساعدة القطعات الداخله لبغداد لبلوغ اهدافها ومنها دار نوري السعيد ، ومن هؤلاء الادلاء وصفي طاهر مرافق نوري السعيد سابقا ، وابراهيم اللامي عضو محكمة الشعب لاحقا ، وغيرهما من الضباط .. وان نوري السعيد حسب علمي قُتل برصاص العراقيين المدنيين ولم ينتحر كما ورد ، وكان متخفبا بالزي النسوي في منطقة – بستان الخس ، عندما كان يفتش عن بيت النائب الملكي المخضرم الشيخ محمد العريبي احد شيوخ عشائر العمارة ليختبئ عنده ، وقد جلبت جثته الى مقر وزارة الدفاع وقد امر عبد الكريم قاسم بدفنها وفق الاصول ولا علاقه له بما جرى لها فيما بعد ...!

عزيزي القارئ الكريم
الى هنا ينتهي القسم الاول وسيتبع القسم الثاني وعنوانه الكاتبه الدكتورة ميسون البياتي ومداخلات وردود قراء مقالتها  .

 

اوكلاند – نيوزيلاند
ايلول / 2010

 

* حقوقي وضابط ركن متقاعد


 

 

free web counter