| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عربي الخميسي

 

 

 

الأربعاء 15/7/ 2009



أنا شاهد عَيّان على ثورة 14 / تموز

عربي الخميسي

في مثل هذا اليوم حدثت نقلة نوعيه غيرت طبيعة الحكم بالعراق ، وأدخلت الفرحه والامل بقلوب ابناء الشعب العراقي ، واذهلت القوى الامبرياليه العالميه واعوانها المحليين وفي المنطقه العربيه وارعبت انظمة الحكم فيها ، واسقطت بايدهيم كل دسائسهم ومؤامراتهم وجعلتهم في حيرة من امرهم .

منظمة ضباط الاحرار
كنت على علم واتصال بمنظمة ضباط الاحرار ، اؤلئك الضباط الابطال الشجعان الذين اعلنوا الثوره ، الثورة التي غيرت مجرى التاريخ المعاصر للعراق ، كما اثرت تأثيرا جذريا بسياسات بلدان المنطقه برمتها ، واطاحوا بعرش الملكيه ، واشعلوا الاضواء لهدى مسيرة الاحرار والتحرر وكان قائدهم الزعيم عبد الكريم قاسم الخالد ...
منظمة ضباط الاحرار كانت تضم عددا غير قليل من خيرة ضباط الجيش العراقي ، ومن مختلف الرتب والمناصب التي كانوا يشغلونها ، والاهم من كل ذلك ان جميعهم عملوا كفريق واحد بامانه واخلاص وبحذر وكتمان شديدين ، لم تتمكن من كشفهم دوائر الامن والاستخبارات العسكريه رغم انشطتها وجواسيسها ...
كان اسلوب العمل التنظيمي متقن ، والاتصال مع بعضهم البعض فرديا ، وبمعنى اخر ان العضو الواحد لا يعرف غير مسؤولهِ ، ولا تُعقد اجتماعات او تجمعات الا للضروره ، ولأعضاء قيادتها فقط .

وردا على اؤلئك البعض الذين يصفونها بالعبثيه ويتجنون على القائمين بها من الضباط بتوجيه اتهامات باطله بحقهم ، مثل توخي المصلحه الشخصيه ، وحب التسلط ، والزعامه ، والمنصب ، وممارسة الحركات الانقلابيه العسكريه غير المبرره ، فقط لغاية إستلام الحكم والتحكم وغيرها من الاقاويل ، كل ذلك مردود جملة وتفصيلا والدليل على ذلك ابين الحقائق التاليه : --
كان قد انتسب لمنظمة ضباط الاحرار خيرة ضباط الجيش العراقي ، والأكثرية منهم يحتلون المناصب المرموقه بالجيش ، ومن ذوي الرتب العاليه ، وممن اشتغل او كان لا يزال يشتغل حتى يوم الثوره بمعية الملك والوصي والعائله الملكيه وباقي حكام البلد المهمين الاخرين ..
فالزعيم الركن ناجي طالب كان مرافق للملك ، و المقدم الركن عارف عبد الرزاق كان لا يزال حتى يوم الثورة طيار الملك والوصي الخاص ، والزعيم الركن احمد يحيى محمد علي كان مرافق للملك ،والزعيم الركن ناظم الطبقجلي كان مرافق للملك وامر الحرس الملكي ،والمقدم طه البامرني امر فوج في الحرس الملكي ، والمقدم الركن صبحي عبد الحميد كان احد ضباط الحرس الملكي ، والمقدم الركن عدنان ايوب صبري كان احد ضباط الحرس الملكي ، والمقدم وصفي طاهر كان مرافق رئيس الوزراء نوري السعيد ، والعقيد زاهد محمد صالح رئيس شعبة في مديرية الاستخبارات العسكريه ، وهناك الكثير غيرهم لم تحضرني اسماؤهم كلهم .

من الكشف البسيط اعلاه ، يتبين على وجه اليقين ، ان معظم هؤلاء الضباط لم يكونوا اصحاب مطاليب ذاتيه للرتبه او المنصب او أية منفعه شخصيه على الاطلاق .
اما انتماءآتهم السياسيه او الأثنيه ، فلم تكن موضع تمحيص او مراجعه ولا ذات اهتمام او اعتبار بالمطلق ، ولم تظهر للسطح الا بعد نجاح الثورة ، وبعد ان اشترك ممثلو الاحزاب السياسيه من وزراء او غيرهم من المسئوليين المدنين بالحكم ، لأدارة شؤون البلد مع ضباط قيادة الثوره ، ومن خلال ممارسة النشاط السياسي برزت التناقضات الحاده لهؤلاء مما اعطى انطباعا مغايرا للتوجه العام للثورة، وطغى هذا التيارعلى طبيعة اعمال السلطه وتوجهاتها السياسيه المختلفه ، وكان من افرازاتها ظهور الخلافات الحاده بين بعض ضباط قيادة الثورة انفسهم ، بعد ان ارتبطوا بانتماءآتهم الجديده بتلك الاحزاب كنتيجة لعوامل هذا الصراع المحدث ، وكان ولاؤهم لهذا الانتماء الفكري والسياسي او ذاك ، وقد وصل بهم الامر توظيف اعمالهم لصالح سياسة احزابهم ، ومما زاد في ذلك كله تدخل قوى خارجيه عربيه بالشأن العراقي ، بحجج وشعارات متطرفه وبمصلحة ضيقة لأذكاء هذه الصراعات بين اخوة الامس ، رغم محاولة قائد الثورة الزعيم عبد الكريم قاسم السيطرة على الوضع عن طريق المحافظه على التوازنات بين الاطراف ، الا انه لم يتقن اللعبه كرجل سياسي كما اتقن الحرفة العسكرية ، وقد اصبح الامر ابعد من ذلك بكثير ، وبهذا نجحوا بشق الصف الوطني بين العراقيين ، وبالنهاية وصل الامر لأعلان حالة الاقتتال بين قادة منظمة ضباط الاحرار انفسهم ،وكانت النتيجه مؤسفه ومميته اضاعت الثورة وقضت على طموحات واحلام الشعب العراقي كما ضاع قادتها مع الأسف الشديد .

يوم اعلان الثورة
في مثل هذا اليوم اعلن البيان الاول للثورة من دار الاذاعه العراقيه ، وكانت الساعه تشير الى السابعه من صباح يوم الاثنين الرابع عشر من تموز سنة 1958 ، وكان عليّ انا العسكري ، ان التحق باحدى الوحدات العسكريه المرابطه في بغداد او القادمة اليها ، حيث اني وضباط خرجي دورتي الثالثة والعشرون لكلية الاركان لم تصدر بحقنا التعينات الجديده بعد ... وقد تخرجنا منها توا يوم التاسع من شهر تموز نفسه ، وكان من المفترض ان يكون يوم تخرجنا هذا الموافق 9 / تموز / 1958 هو يوم الثورة ، الا انها تأجلت الى وقت اخر بسب عدم حضور الوصي عبد الاله ونوري السعيد الحفل المقام بهذه المناسبة بكليه الاركان الواقعه في منطقة الرستميه على نهر ديالى جنوب معسكر الرشيد وفق الخطة الموضوعه لهذا الغرض ، والتي اعلن عنها الان ولأول مره ، كما سبق وتأجلت قبلها محاولات عديده لأسباب مبررة على ممر السنين وفي مختلف الاماكن والمناسبات ...

ثورة تموز موضوع مقالتي ، كتب عنها كثير من الكتاب والباحثين واصحاب السير ومؤلفي الكتب والدراسات ولا تزال موضع الهام وبحوث وكل منهم نهل من منهلها ما شاء وارتأى ..

فكرة الثورة وتغيير الحكم بالعراق ، لم تكن وليدة رغبة فرديه ،ولا هي مجازفة شخص مغمور ، او ردة فعل عفوية ولا بدوافع انتقاميه او ثأريه ، او تصرف كيفي ، اوممارسه غير محسوبه قامت بها مجموعه معينه ، كما يحلو للبعض ان يصفها لغاية في نفسه للنيل منها والاساءه اليها قصدا ، وربما بسبب جهله المطبق بحيثياتها ووقائعها ، وعلى العموم هي ليست ظاهره شكليه ، بقدر ما هي نقلة نوعيه تجذرت في عمق المجتمع و بكل جوانب الحياة ، اهدافها نبيله وطنيه تحرريه ، من اجل الجماهير المسحوقه والفقراء بشكل خاص ، والطبقة المتوسطه من الناس ، لترتفع بهم من كابوس البؤس والمعاناة الى الحريه و العيش الكريم ، هذه الثوره التي فرضتها واملتها تراكمات وتفاعلات في الزمان والمكان داخل المجتمع ، وكنتيجه لنضوج الظروف الموضوعيه الأجتماعيه والسياسيه والأقتصاديه التي عاشها الشعب العراقي بكل آلامها ومآسيها منذ نشؤ الدوله العراقيه ، ولهذا اشتركت بها منذ اعلان انبثاقها كل اطيافه المختلفه ، بعد ان ذاقت مرارة العيش وشضفه ، وقهر سياسيه الحكم الملكي القائم وكادره المنفذ لسلطانه ، والمتمثل بالوصي عبد الاله ورئيس الوزراء المخضرم نوري السعيد وباقي الشله من الحكام المسؤولين .. فكانت الثورة ثورة حتميه يجب ان تقع بالضروره ، و بمعناها الحداثوي والمتحضر ، والتي ارست عهدا جديدا من منظومة العلاقات الاجتماعيه والاقتصاديه و لتبدأ من القاعدة لتبني واقع جديد هو نواة المجتمع المدني ومؤسساته ومنظماته لأول مرة بالعراق ..

ثورة تموز الخالده انبثقت ولها اسبابها ومسبباتها وبرأيي الجازم ان السبب الرئيسي الذي عجل بانفجارها كان الحصول على الاستقلال الناجز ، والسياده الكامله عن طريق الغاء الارتباط السياسي والاقتصادي والعسكري ببريطانيا ، ورفض تلك الاحلاف المشبوه التي ارتبط بها العراق معها ومع بلدان ودول الخارج ، تلك الاحلاف التي ليس للعراق بها لا ناقة ولا جمل ، منها حلف بغداد والاتحاد الهاشمي وانهاء نشاط التآمرات التي كانت تحاك في داخل العراق ضد الدول العربيه للتدخل في شئونها مثل لبنان وسوريا ومصر العربيه ، كما كان من اهدافها اقرار شكل من اشكال الاتحاد بين العراق ودولة مصر العربيه ، والاخذ بايادي الفقراء ورفع من شأنهم ، والتخلص من نير الحكم الجائر في الداخل وعملاء بريطانيا ، وعلى رأسهم نوري السعيد وزمرته ، وانهاء حالات الظلم والتعسف واستغلال موارد العراق النفطيه من قبل الشركات العالميه ،واطلاق الحريات لتشكيل الاحزاب الوطنيه والعمل علنا ، واصدار قانون الاصلاح الزراعي لأنعتاق الفلاح وتحريره من عبودية وظلم النظام الاقطاعي الجائر ، وكذلك قيام الاتحادات والمنظمات الاجتماعيه والمهنيه ، وتحرير النقد الوطني ، وتامين الحقوق للمرأة ومساواتها مع الرجل وفق قانون موحد هو قانون الاحوال الشرعيه الجديد ، واطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، والغاء القواعد العسكريه البريطانيه المتواجده على الاراضي العراقيه في الحبانيه والشعيبه ، والاعتراف بالشراكه الاخويه والمصيريه بالوطن بين الكرد والعرب وباقي مكونات الشعب العراقي ، واعادة الاعتبار لكل المناضلين والمبعدين في الخارج واعادتهم للوطن واعادة الجنسيه العراقيه لمن سحبت منه ، وتسليح وتقوية الجيش العراقي بالاسلحه الحديثه المتطوره ، وعقد الاتفاقيات المتكافئه مع الاتحاد السوفيتي سابقا والدول الديموقراطيه ، واتباع سياسة عدم الانحياز ، تأسيس جامعة بغداد والاهتمام بالثقافه بشكل عام .. انجازات كثيرة وعظيمة قدمتها الثورة .. وكان قادة الثورة والزعيم عبد الكريم قاسم بالذات حريص لأعلان انجاز او مكسب واحد على الاقل لصالح الشعب لكل شهر ، هكذا عشت احداثها عن قرب، فكل هذه الاهداف وغيرها كان مخطط لها من قبل قادة منظمة ضباط الاحرار، وكان الهدف الأرئيسي بعد نجاح الثورة انسحاب الوحدات العسكريه الى ثكناتها ، بعد الانتهاء من مهماتها و تشكيل دوله مدنيه وتسليم امور الحكم للسياسين المدنيين ، بموجب دستور جمهوري جديد جرى تشريعه بعد الثورة...

موقفي من الحدث
وبما اني كنت شاهد عيان للثورة منذ ساعاتها الاولى ، وقد التحقت بمقر اللواء العشرين بقيادة العقيد عبد اللطيف الدراجي ، الذي اتخذ من بناية الثكنه الشماليه ( الكرنتينه كما كان يطلق عليها ) مقرا له ، بعد ان تمت له السيطرة على وزارة الدفاع والاهداف الاخرى الموكله له ، ومن هذا الموقع سنحت لي الفرصه للاطلاع ومعرفة سير الاحداث ووقائع الثورة .

ولكي لا اتعب القارئ الكريم بسرد كل التفاصيل لذا ، ارتأيت ان ابين اسباب نجاح الثورة دون ان تحصل اية معوقات او مواقف صعبه اعاقت التنفيذ ، فكانت القطعات تقوم بتنفيذ واجباتها وتحتل اهدافها باحسن حال ، دون اراقة دماء عدا بعض القتول التي لا تتجاوز العشرة اشخاص بضمنهم افراد العائله الملكيه ، وما حصل بقصر الرحاب لم يكن مخطط له من قبل قيادة منظمة ضباط الاحرار بالمطلق ، واني هنا اؤكد ان ما جرى باطلاق النار كان ردة فعل للقوة العسكريه المهاجمة للقصر المذكور ، وكان سببها الرئيسي هو تصرف غير مسؤول لرجل مغورالذي اعرفه جيدا وهو ( الملازم الاول مؤنس ثابت ) ضابط خفر القصر لتلك الليله ، وهو بذات الوقت كان يشغل منصب مرافق الملك ، ولمن يريد المزيد من التفاصيل ادعوه لقراءة مقالتي للسنة السابقه والمنشورتين على موقع الناس وموقع الحوار المتمدن وموقع عراق الغد ومواقع اخرى والتي بعنوان ( وقائع قصر الرحاب يوم ثورة 14 تموز سنة 1958 )

ارى ان اهم اسباب نجاح الثورة هي :
- مواقف الحذر والحيطه والكتمان التي أتخذت من قبل منظمة ضباط الاحرار ، وعدم الكشف عن اعمالها وتحركات افرادها ، رغم نشاط وفاعلية الجهات الامنية كل من الاستخبارت العسكريه ومديرة الامن العامه خلال سنوات عديده منذ قيامها حتى يوم التنفيذ ، مما ساعد على تحقيق عامل المباغته ، للجهات العراقيه والاجنبيه بتحرك القطعات العسكرية نحو اهدافها باليوم والساعه المخطط لها بدقة واتقان .

- التأييد المطلق للعمليه من قبل الشعب المتمثل بجبهة الاتحاد الوطني لكل الاحزاب الوطنية والديموقرطيه ، (الحزب الوطني الديموقراطي وحزب الاستقلال ، والحزب الشيوعي العراقي ، وحزب البعث العربي الاشراكي ، والحزب الوطني الديموقراطي الكرستاني ، وشخصيات وطنيه مستقله) وانضمام الجماهير الشعبيه الهادره للقطعات العسكرية منذ الساعه الاولى للتنفيذ ، ودعمها الفاعل ومساندتها للثورة واملاء ارادتها على الساحه وردع الاخرين من التعرض للقائمين بها.

- الالتزام العسكري الصارم بالتنفيذ وفق الخطة ، وتعاون الضباط حتى من خارج المنظمه باتخاذ المواقف الوطنيه والداعمه للثورة ، فكان لموقف المقدم طه البامرني القائم بواجب مقدم الخفر للحرس الملكي لتلك اليله خير برهان على الالتزام وتحمل المسؤولية التاريخيه.

- موقف الدعم من قبل حكومة مصر العربيه للثورة ساعة اعلان الثورة ، وكذلك موقف الاتحاد السوفيتي السياسي والعسكري الصارم مع الثورة آنذاك ، ومعه باقي الدول الاشتراكيه والديموقراطيه المؤيده بشكل مطلق للثورة.

- السياسة الصائبه التي اعلنت عنها قيادة الثورة بتطمين كافة الدول باهداف الثورة المشروعه عن طريق اعلان حالة الحياد والتعاون والصداقه بين العراق وبين دول الجوار وكافة دول العالم .

- الاعتراف السريع بدوله العراق الجمهوري من قبل عديد من دول العالم وعلى راسها دولة مصر العربيه ودول الاشتراكيه في حينها.

- استمرارية الدعم الشعبي الناشط والمؤيد لحكومة الثورة والألتفاف حولها ومنحها ثقتها المطلقة لأتخاذها خطوات سريعه وفاعله وحقيقية لصالح الجماهير الفقيرة والطبقه المسحوقه .

اما اسباب نكستها هي باعتقادي ما يلي :
- سبق الثورة زمانا لتطلعات الجماهير نسبة الى قيادتها السياسيه التي اصابها حالة من الوهن ومواقف التلكؤ والتردد التي شابت ممارسات هذه القيادة وعدم ادامة الزخم الوطني والجماهيري لتحقيق تلك الطموحات والمطاليب والاهداف المشروعه التي قامت من اجلها الثورة .

- تفكك الوحده الوطنيه وحل ميثاق جبهة الاتحاد الوطني بين الاحزاب وايقاف نشاطاتها سواء كان بقرار الاحزاب نفسها او بتدخل قيادة الثورة ذاتها ما اضعف الثورة وعزل قيادتها عن الجماهير.

- تلكأ قيادة الثورة بتسليم الحكم الى رجال السياسه المدنيين كما كان مقرر له قبل الثورة ، وقد يعود ذلك الى كثرة المهام للثورة وتكالب اعداءها للأطاحه بها ، ومحاولاتهم المتكرره كلها الهت القياده ، ولم تعطها الفرصه للتفرغ لتنفيذ هذا الامر ، كما اني ارى ان قادة الاحزاب الوطنيه آنذاك يتحملون نصف المسؤولية لمواقف احزابهم السياسيه المتخذه اتجاه الثورة ، وعدم اخذ البادره والضغط لأجل استلام الحكم من العسكرين بدلا من قرار تجميد انشطتها ، كما فعل الحزب الوطني الديموقراطي في حينه.

- تكالب قوى الشر واعداء الثورة للأطاحه بها وبمنجزاتها ، وايقاف مدها خوفا من الافكار التقدميه التي اتت بها ، وكانت مؤلفة من قوى خارجيه على راسها الامبرياليه الامريكيه والبريطانيه ، وعملاء شركات النفط والرجعية العربيه والعناصر المتضرره من الثوره والجهات الدينيه ذات النفوذ والقوى القومية المتطرفه والبعث الفاشي .

- تعنت قيادة الثورة بمواقفها اتجاه بعض القوى الوطنية والديموقراطيه ، ومحاولة تهميشها والتشكك في ولائها ، مما سبب في تصدع وحدة الجماهير المسانده ، واحداث فجوه واسعه من عدم الثقه فيما بين القوى الوطنيه ذاتها احزابا ومنظمات ، والتي هي صاحبة المصلحه بترصين الثورة.

خلاصة القول
وحيث ان ثورة تموز المجيده افرزت دروسا وعبرا كثيره ، فكان على القوى السياسيه استحضارها ، والاستفاده منها لبناء العراق الجديد ، وانتشال الشعب العراق من محنته الحاليه التي افرزتها ظروف الاحتلال الامريكي ،
ان ما ينقذ العراق في الوقت الحاضر ، ويأخذ بيد ابنائه هو وحدته الوطنيه عن طريق التوجه الديموقراطي اللبريالي لنظام حكم قائم على مبادئ حق المواطنه وتحقيق العداله الاجتماعيه لجماهير الشعب العراقي في ظل حماية مؤسسات دستورية وقانونيه بعيدا عن المحاصصات العنصريه والطائفيه .

المجد لثورة تموز وقادتها الابرار الخالدين
المجد والعلا للشعب العراقي بكل اطيافه وقومياته المتآخيه
 

تموز / 2009
 

 

free web counter