علي حسين الخزاعي

 

التحـالفات واهميتهـا السـياسـية ..

علي حسين الخزاعي - مالمو

للعـراق وقـواه السـياسـية تجـارب غنيـة فـي التحـالفات السـياسـية , ولغـرض تقـديم افضـل الاليـات لانقـاذ شـعبنا لابـد مـن ايجـاد تحـالفات تعـتمد الاسـس الصـحيحة والعـلمية بين تـلك القـوى صـاحبة المصـلحة الحـقيقية فـي برامجهـا وشـعاراتهـا وتطـبيقاتهـا التـي تضـع كـل ذلـك لخـدمة الشـعب قـولا وفعـلا , فـلا يمكـن ان يكـون النجـاح حـليف اي تحـالف دون اشـراك القـاعدة الجمـاهيرية لتـلك القـوى والا فـانها تكـون تحـالفات تكـتيكية غـير مـوفقة بين قـيادات تضـع مصـالحها الحـزبية الضـيقة فـوق كل شـيئ , ان هـذه التطـبيقات سـتكون فاشـلة حتمـا لانها لاتمسـى بصـلة بحيـاة الجمـاهير .

واقـــــــع الحـــــــال فــــــــي العــــــــــراق :
      لقـد جـرت اصـطفافات جـديدة بعـد سـقوط النظـام البـائد وتـم تشـكيل قـوائم انتخـابية والتـي تكـنى اليـوم بالكـتل النـيابية , تشـكلت علـى اسـاسـى قـومي وطـائفي ومـذهبي مـن دون وجـود اي مـن البـرامج الانتخـابية او بـرنامج اقتصـادي يـوضح بـرنامج هـذه القـائمة او تلـك لعـملها بعـد سـقوط النظـام , نجحـت تلـك القـوى فـي كسـب المـلايين مـن الاصـوات التـي هـي اليـوم ليسـت مجـال بحثنـا لكنهـا لـم تحـقق بمـا وعـدت بـه الجمـاهير التـي تحـدت الارهـاب وخـرجت لتشـارك فـي العملـية الانتخـابية مؤكـدة  اسـتنكارها ورفضـها للبعـث المجـرم وقـادتهم الاشـرار ونظـامهم المقيـت وهـذا نتـاج حـقيقي لضـياع الـبرنامج بـل الـركض وراء الحصـول علـى المكـاسـب الحـزبية الضـيقة واليـوم يـدفع شـعبا ضـريبة تلـك السـياسـة الخـاطئة  .

مـا هـي السـبل لانقـاذ شـعبنا ......؟؟؟
    لااعتقـد ان هنـاك وسـيلة افضـل لانقـاذ شـعبنا مـن كـل تلـك الـويلات والمأسـي التـي يمـر بهـا سـوى تفـعيل المصـالحة الـوطنية ومسـاندة الحـكومة لتحـقيق فـرض القـانون والقضـاء علـى الارهـاب وحـل الميليشـيات وتطـهير مؤسـسـات الـدولة مـن العنـاصر الضـارة مـن اصـحاب السـوابق مـن الصـداميين والانتهـازيين ومـن مظـاهر الفسـاد المـالي والاداري وان اردنـا اجـراء التغـيير الصـحيح لابـد مـن اتبـاع التغـيير فـي التـركيبة القـائمة علـيها تحـالفات القـوى السـياسـية والـدعوة الجـادة الـى نبـذ الطـائفية ورفـض كـل الهـويات المتنـاقضة مـع الـدعوة لآعـادة الـهوية الـوطنية واعتـمادها فـيالخـلاص مـن سـياسـة المحـاصصة الطـائفية وتفعـيل لجنـة النـزاهة بعـد تغـييربعـض عنـاصرها وتطـبيق قـانون مكـافحة الارهـاب واجـراء تغـييرات فـي قـانون اجتثـاث البعـث بمـا يخـدم ذلـك فـي تطـهير المجتمـع مـن الافكـار النـازية والشـوفينية والقـومية المتعصـبة واتخـاذ الاجـراءات القـانونية بحـق كـل مـن ارتكـب جـرائم بحـق ابنـاء الشـعب بغـض النظـر عـن مـوقعه الحـزبي او الاداري فـي دولة البعـث .
     ان الجبهـة المنشـودة مـن الـدكـتور عـلاوي والتـي اعلنهـا الـدكتور الـدليمي ( ماشـاء اللـه كـلهم دكـاترة ......... ‍ ) لـم تكـن وليـدة اليـوم بـل هـي نتيجـة لجهـود قـام بهـا السـيد عـلاوي وقـد اكـد السـيد عـزة الشـابندر ذلـك فـي تصـريح لـه لتـوضيح البيـان الـذي اعلـنه الـدليمي قـائلا , ان مـن مهـام الجبهـة دعـم الخطـة الامنيـة للحكـومة والـى نبـذ الطـائفية وعـدم اعتمـاد المحـاصصة وانمـا اعتمـاد الاسـسـى لبنـاء الـديمقـراطية , كـل ذلـك جميـل ... كيـف يتـم دعـم الحكـومة وتفعـيل البـرنامج الحكـومي واسـتباب الامـن واعتمـاد  بنـاء اسـسـى ديمقـراطية ؟؟؟ ومـع مـن وهـل يعقـل ان يتغـير مـن رفـض الطـائفية فـي بـداية الامـر واصـبح بعـدها طـائفيا اكـثر مـن الطـائفيين , وهـل يعقـل الاعتمـاد علـى مـن يـدعوا بلـدان اجنبيـة للتـدخل فـي شـؤون العـراق الـداخلية بحجـة حمـاية طـائفة مـن اعتـداءات طـائفة اخـرى , وهـل يمكـن لمـن يتـرحم علـى مصـاص دمـاء ابنـاء الشـعب وقـاتلا لنسـائه واطفـاله  باسـلحة محـرمة ان يحـقق الـديمقراطـية أم ان كـل هـؤلاء وبقـدرة قـادر ومـا بين ليـلة وضـحاها قـد تغيـروا واصبحـوا هـم اصحـاب الحـق كمـا يـدعي المجـرمون فـي محـاكمة الانفـال انهـم ابـرياء ,,, لـو صـدقوا ومعـهم السـيد عـلاوي لحضـروا اجتمـاعات المجلسـى النيـابي كـل تلـك الفتـرة والشـعب يعيش فـي احلـك الظـروف .
      ان هـذا التحـرك لاصـلة لـه بالـديمقراطـية انه تجمـع مـن خليـط غـير متجـانس لايختلـف عـن التجمعـات الاخـرى والكتـل النيـابية التـي تشـكلت لان مثـل هـذه التحـالفات تعتمـد الارضـية الهشـة ويمكـن ان ينفـرط عقـدها وفقـا علـى المصـالح الحـزبية الضـيقة التـي تأسـسـت عليها .
      يقـال ان مسـيحيا تقـدم لخطـبة فتـاة احـلامه وعنـدما واجـه اهـل الفـتاة طلـبوا منـه ان يعـلن عـن اسـلامه ويتـرك دينـه طلـب الشـاب فتـرة للتفكـير ثـم عـاد بعـد ايـام فـوافق وبعـد سـنوات بعـد ان اهـدته حبيبتـه عـددا مـن الاطفـال اسـتضاف اهـل زوجتـه علـى اكلة خـاصة بمناسـبة المـولود الجـديد واتفـق مـع زوجتـه ان يهـيئ السـمك بنفسـه وعنـد جلـوس الجميـع كشـف عـن الاكـل فـاتضح انه دجـاج وليس سمكـا فسـأله والـد زوجتـه مـاهـذا قـال اقسـم اني طبخـت السـمك ولكـن كيـف تغـير , تعجـب الـوالد فقـال كيـف يمكـن ان يتحـول السـمك الـى دجـاج فـاجابه زوج الابنة ألا تصـدق ولكـن كيـف صـدقت انـي تحـولت الـى مسـلم هـذه الحكـاية حـدثت ولـكن كيـف يمكـن ان يتحـول بعـثي الـى انسـان ديمقـراطي ام انـه مثـل السـمكة التـي تحـولت الـى دجـاجة .
     يا للعجـب ان يتحـول الـدليمي والمطلـك والهـاشـمي والعـليان والطـليان والخـرفان الـى ديمقـراطيين وبهـذه السـرعة والانكـى تحـول الجـابري الـي راعـي الـديمقـراطية لانـه يفكـر بجـد  بمصلحـة حـزبه الـذي كـان مخنوقـا فـي ظـل الائتـلاف ,ان اي تحـالف مبنـي علـى اسـاسـى مصـالح حـزبية وطـائفية لايمكـن ان يـدوم بـل سـيزيد الطـين بـله ومـا الـوسـيلة الصـحيحة الا تلـك التـي طـرحتها فـي بـداية البحـث ولا يبـقى سـوى الـوجه الكـريم والشـعب العظـيم والاخـرون الـى مـزبلة التـاريخ .