| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي الخزاعي

6

 

 

 

السبت 9/12/ 2006

 

 

نفس الهدف الخبيث ...!

علي الخزاعي - السويد

سبق لي ان بحثت مخاطر المحاولات التي تربو لانقاذ صدام من حكم الشعب العادل وتعليق جسمه الفاسد جراء ما اقترفته يداه وافكاره الفاشية من جرائم بحق الانسانية والوطن , واليوم بعد ان فشلت كل المحاولات الامريكية والعربية الى جانب محاولات محامي
الدفاع , اتبعوا اسلوب اخر للعمل لانقاذ رأس الطاغية من حبل المشنقه المرتقب وتنفيذ حكم القضاء العادل .

كل هذه المحاولات تنبع من الوفاء لعهدهم الذي سبق وان قطعوه على انفسهم لابنهم المدلل صدام لما قدمه لاسياده والذي لم يقدمه غيره طوال تاريخ البشرية من عمر البرجوازية السياسي , رغم كل الامكانات التي تمتلكها الرأسمالية لخلق بدائل لرجالاتها سواء في بلدانها او البلدان الاخرى , فلم يكن جاسوس وطني او اجنبي خدم المصالح البرجوازية والرأسمالية مثل صدام وما قدمه طيلة حكمه وما قبل ذلك .

فقد حارب صدام منفذا المشروع الامريكي نيابة عنهم وحصل على دعم منقطع النظير فاشعل الحرب في غزوه لايران بعد سقوط الشاه العميل ودمر الاقتصاد الوطني وزج بخيرة ابناء الشعب العراقي في اتون الحرب الطاحنة وبعد هزيمته اعلن انتصاره مواصلا حربه المستعرة ضد القوى الوطنية والديمقراطية التي بدأت منذ امد طال لاكثر من ثلاث عقود ونصف مستعملا انواع الاسلحة المحرمة دوليا واباد الالاف من ابناء شعبنا بانفالاته السيئة الصيت ولم يكتفي بذلك بل عاد ليثبت انه الافضل والاقوى ليغزوا الكويت ويتم تدمير العراق اكثر فاكثر وكانت الانتفاضة التي قالت فيها الجماهير العراقية كلمتها في / 14 محافظة ورفضها للنظام ولصدام المجرم .

ما قدمه صدام ليس بالقليل كي يكافئ بالموت امام انظار الامريكان فقد فتح الطريق لتثبيت اقدام الامريكان في العراقي الذي كان حلما لديهم وكذلك جعل المنطقة تحت السيطرة الامريكية بشكل مباشر والعودة الى الاسلوب الكولونيالي القديم لاستغلال كل الخيرات المادية في المنطقه وتحقيق احلام القادة العرب مع هذا النهج لحماية عروشهم من غضب شعوبهم .

لقد كان الهدف اضعاف العراق والادهى هي المحاولات الجارية لتقطيع العراق وما هي الجولات المكوكية الا خطوات في هذا المسير والذي هو جزء من المشروع الكبير والذي يذكر على الاعلام ليس هو الصحيح وما هي الا ذر الرماد في العيون فامريكا لم تكن وفية لشعبها ترى كيف لها ان تحقق الديمقراطية وهي داخلة بدبابة ومعها رجالات بديل لصدام , انهم جميعا محمين من قبل الامريكان وكي يثبت ذلك ويبرهن على مصداقية وفاءه تدخل محاولاته ضمن هذا السياق .

ان ما يطرحه صدام ضد الاحتلال ما هو الا امر متفق عليه بينه والامريكان كي يبرر موقفه من جهة كونه ضد الاحتلال متناسيا انه سبب كل تلك المأسي , فما هو معنى السباب والاتهامات لدى الامريكان فالضحايا هم من ابناء الشعب العراقي الذي يدفع ضريبة جرائم النظام اما قتلى الجنود الامريكان فلا يعادل الا نسبة ضئيلة وهم ليسوا من ابناء بوش بل من ابناء الفقراء يعني ذلك ان الضحايا هم من ابناء الكادحين في كل الاحوال .

الوثائق الاخيرة كشفت عن المساعدات الكبيرة التي قدمتها الحكومات البرجوازية في الدول الرأسمالية كثمن للحروب الطاحنة التي اشعلها صدام بالنيابة وهي تتضمن ارقام خيالية قدمت خلال الاعوام ( 1980 ---1988 ) اي منذ اشعال الحرب العراقية -الايرانية وقدرة ب خمسة مليارات و 600 مليون دولار بالاضافة الى ما قدمته البيت الابيض عام / 1983 وذلك لدعم التصنيع العسكري للاسلحة الكيمياوية والجرثومية والتي قدرت ب / 500 مليون دولار وهي مساعدة امريكية , بريطانية , فرنسية وايطالية مشتركة ... انها كانت الجريمة المشتركه !!!

من هذا الموقع يلعب كل منهم دوره وبشكل مدروس على خشبات المسرح السياسي واليوم جاء دور احفاد موسوليني العجوز , حيث قدم المحامي الايطالي جيوفاني دي ستيفانو طلبه بايقاف طارئ لتنفيذ الاعدام بحق صدام لمدة /12 اسبوع بموجب قرار اصدرته محكمة العدل الامريكية العليا , تمهيدا لنقله الى الولايات المتحدة الامريكية مع متهمين اخرين من ازلام النظام البائد لتقديمهم الى المحاكمة في قضية رفعها عراقيا يدعى ( حيدر عزيز السيد جاسم علي رشيد ) والذي حرك دعوة قضائية لدى محكمة مقاطعة كولومبيا في الولايات المتحدة يطالب بتعويضات مالية عن جرائم القتل الخطء , هذه المسرحية سوف لاتنطلي على العراقيين النجباء والمخلصين والحقيقة واضحة وضوح الشمس فقد التقى السيد ديستفانو ابنة المدان صدام في عمان ( رغد ) وجرى الاتفاق على كيفية تنفيذ السيناريو الجديد القديم .

ان اللقاء بحد ذاته يعني الكثير ويكشف النقاب عن المخفي اصلا , ان ما يجري ليس بجديد بل تم التمهيد له منذ امد طويل وما تصريحات محامي الدفاع وفي المقدمة خليل الدليمي ومحاولاته لنقل محاكمة صدام الى الخارج هي جزء من هذه المسرحية والتي تم نسجها خلف الكواليس وبالاتفاق مع المخابرات الامريكيه وان عدم قتله يوم اعتقاله ما هو الا دليل اخر لوفاء الاسياد لعبدهم كما هي الحالة مع الحفاظ على وزارت النفط دون الوزارات الاخرى التي ابيحت .

هذه القضية تحتاج الى وقفة جدية ...من الجهات المسؤولة وخاصة الحريصة ولكي تثبت هذه القوى حق انتمائها للوطن واخلاصها للشعب عليها ان تقف وبكل قوة ضد تلك المحاولات التي تريد نقل المجرم صدام خارج العراق ... فالسيد حيدر عزيز مثلا ولنفترض انه حقيقة ومن حقه رفع الدعوة ولكن لماذا لم يرفع دعوته في العراق وان ادعى انه يحمل الجنسيه الامريكيه فان العديد ممن يحملون الجنسية الامريكية او غيرها وصلوا كمشتكين او شهود اثبات هذه من ناحية ومن ناحية اخرى فان السيد حيدر عزيز العزيز فرد واحد فهل يعقل ان يتم نقل هذا الكم من المجرمين لمجرد ان شخصا رفع الدعوة وقرر في الحصول على تعويضات ويحرم الملايين من ابناء الشعب الذي ذاق العلقم جراء ما اقدم عليه صدام من جرائم بحقه , فان ارادت الارادة الدولية تحقيق العدالة كما تدعي فليتركوا شأن صدام بيد العدالة العراقيه فهي الاحق بانزال القصاص العادل به في بغداد العاصمة , لقد وزع صدام ظلمه بعدالة لاتفوق عليها عدالة وكل اجراءاته الجرمية اصدرها من بغداد وعليه لابد من ان يقر التنفيذ في بغداد ليكون ذلك درسا لكل الطغاة او من تسول له نفسه بانتهاج نفس الطريق .

ولهذا احذر من تحقيق مطلب دي ستيفانو المحامي وادعوا كل الاقلام الشريفة بعدم السكوت كي لاتمرر المؤامرة الجديده بترحيل المجرم الى الخارج وانقاذ رقبته من الحبل المقدس .
ان تحركات السيد دي ستيفانو يصب في نفس الهدف الخبيث الذي كان عليه زميله المحامي خليل الدليمي .