علي حسين الخزاعي

 

اين هـو الملاذ الاميـن . . . ؟

علـي حسـين الخـزاعـي - مالمـو

اثبتـت تاريـخ الحركـه السـياسـية للشـعوب ولقواهـا السـياسـية ان اي ارتبـاط بيـن قـوة سـياسـية او حـزب مـا مـع دولـة اجنبيـة لايمكـن ان تكـون من دون قيـود واشـتراطات من قبـل الدولة الاجنبيـة تلـك , وخيـر مثـال هـو التاريـخ السـياسـي للاحـزاب السـياسـية العـراقية علـى مر العقـود التـي مرت اثنـاء النضـال ضـد الانظـمة الدكتاتـورية وخاصـة ضـد النظـام المقبـور , حيث من النـوادر تحـرر هـذا الحـزب او ذاك من القـيود التـي يكبـل بهـا اثنـاء الاتفـاق مـع هـذه الدولـة او تلـك لمـا شـكل ذلك فـي تشـديد الاملاءات السـياسـية وفقـدان الاسـتقلالية فـي اتخـاذ القـرار الخـاص بعمـل الحـزب فـي وطنـه الام حـيث يؤدي الـى انعكـاسـات سـلبية علـى الوطـن وعلـى واقـع الحركـه السـياسـه العـراقية .
لقـد كانت اغلـب الاحـزاب الكوردسـتانية علـى عـلاقة مـع الكثيـر من دول الجـوار خاصـة ايران وتركـيا وسـوريا بحـيث اصـبحت الحـركة الكوردسـتانية ورقـه رابحـه بيـد هـذه الدول وشـكلت عـلامة سـوداء فـي حيـاتها النضـالية والتـي تمكـنت هـذه الدول الـى زرع الشـقاق بين الاخـوة الكـورد واحـزابها السـياسـية وعنـد النظـر الـى هـذه المسـألة نرى عـلاقة الحـزب الديمقـراطي الكوردسـتاني مـع نظـام الشـاه وبعـده مـع النظـام الاسـلامي فـي حـين ان للحـزب الديمقـراطي الكوردسـتاني الايراني عـلاقة مـع النظـام البعـثي في العـراق ونفسـى القضـية مـع النظـام التركـي ضـد الاحـزاب الكوردسـتانية التركـية وهنـا لابـد من التـذكير بالمضـار التـي خلفتهـا هـذه السـياسـة المتناقضـه فـي الموقـف ومـدى الخسـائر التـي حلـت علـى القضـية التحـررية الكوردسـتانية ومديات الخسـائر الماديـة والبشـرية التـي حلـت علـى شـعوب المنطـقة .
نفسـى القضـية مـع القـوى والاحـزاب القـومية العـربية والاسـلامية ومـدى تأثيـر تلـك البلـدان علـى تاريـخ الشـعب العـراقي وطـموحاته فـي الخـلاص من النظـام الدكتاتوري والانكـى من كـل ذلـك ان هـذه القـوى لـم تسـتفيد من تجـارب العـلاقة مـع هـذه البلـدان والتـي تسـيرها وفقـا لمـا يتجـاوب مـع مصـالحهم واطمـاعهم الضيقـة علـى حسـاب الشـعب العـراقي ثـم ان من حقنـا ان نعيـد النظـر للفتـرة ما بعـد سـقوط النظـام والـذي سيـحل غـدا الذكـرى الرابعـة لسـقوط الصـنم المنبـوذ , ترى كـم من الخسـائر التي حلـت علـى شـعبنا ووطـننا الحبيـب ومـاذا قـدمته هـذه البلـدان الحليفـة للقـوى السـياسـية العـراقية من دعـم للشـعب العـراقي مـع الاخـذ بنظـر الاعتبـار ان كـل ما قـدمته باليـد اليمنـى اخـذته باليـد اليسـرى وكـانت المسـتفيدة الوحيـدة من الاضطـرابات الامنيـة والسـياسـية والاقتصـادية والاجتمـاعية وتقـديمها الـدعم المادي واللوجسـتي للجمـاعات المتحـالفة معهـا لتمريـر مؤامراتهـا والعـمل المتـواصـل لتعميـق النهـج الطـائفي المقيـت , لـم تكـن هـذه البلـدان لتشـفق علـى الشـعب العـراقي قيـد انملـة بـل زادة الطـين بلـة , لقـد اصـبحت هـذه البلـدان افضـل المـلاذات لهـذه القـوى دون اي اعتبـار لمصـالح الشـعب وما يعـانيه من ظـروف اسـتثنائيـة .
اذن ايـن هـو المـلاذ الامـين ؟
واقـع الحـال ان من يعطـي ظهـره الـى الشـعب العـراقي ويـدعي فقـط بالدفـاع عن مصـالح الشـعب العـراقي سـوف لـن تقـوم لـه قـائمة ولـن يكـون التأريـخ حليفـه مطـلقا وسـتكون كـل همـومه الحصـول علـى اكـبر الغـنائم والاربـاح وتحـقيق المصـالح الحـزبية الضـيقة وفـي الختـام سـيكون عمـره قصـير وهـو امـر طبيعـي فان عمـر هكـذا قـوى لن تطـول علـى كرسـي الحكـم كمـا كـان لصـدام فـرصة الحكـم لثـلاث عقـود خـاصـة والجميـع مؤمنـون ان العمـلية الانتخـابية هـي التـي ستقـرر من يحـكم علـى اسـاسـى صـناديق الاقتـراع وهـذا يعتـمد علـى الالتزام ببنـود الدسـتور الـدائم النـافذ وعـدم الالتـفاف عليـه كمـا حـدث فـي سـوريا ومصـر واليمـن عنـدما اجـريت تعـديلات لصـالح الحكـام الاشـاوسـى , هنـا لابـد الاخـذ بنظـر الاعتبـار ان من يـدافع عـن مصـالح الشـعب العـراقي ويضـع برامجـه السـياسـية لصـالح الكـادحين ويعـمل علـى تحقيقهـا هـو من سـيملك الاحقيـه لتحمـل المسـؤولية بجـدارة ولذلـك فـان خيـر مـلاذ للقـوى السـياسـية المخلصـة هـو الشـعب والشـعب فقــــــط.