| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي الخزاعي

6

 

 

 

الثلاثاء 9/1/ 2007

 

 

ملاحظات اولية ...

 

علي الخزاعي / السويد

 لا ضير ان يجري حوار او تبادل للاراء في القضايا السياسيه او الفكرية , فالحوار هو اساس للتطور الذهني وتطور للنهج السياسي ومن دون ذلك فالركود الحتمي اوالتخلف ,,,ما اود طرحه هو ابداء ملاحظات اولية على ما طرحه السيد عارف معروف في بحثه وعلى مدى ثلاث حلقات تم نشرها على احدى المواقع الالكترونية تحت عنوان (( الحزب الشيوعي العراقي ...بلا لون ولا طعم ولا رائحة )) حيث ارجوا ان يسع صدره كما كنا وتابعنا طرحه الذي تضمن جملة من القضايا بعضها تنسجم مع ضرورات العمل واخرى تدخل اما في باب التجني او ضعف اطلاع وعدم متابعة لواقع ما جرى من تغييرات في حياة الحزب .
يعتبر الحزب الشيوعي العراقي اليوم من اقدم الاحزاب السياسيه العراقية واكثرها في الصمود وتحمل المصاعب حيث اجتاز عمره السبعين وهو يخوض غمرة النضال السياسي ضد كل انواع الظلم والاضطهاد الطبقي والاجتماعي ولعقود متوالية دون كلل او ملل وقد ارتبط تاريخ العراقي السياسي الحديث بتاريخ الحزب الشيوعي العراقي وعاصر الحزب كل تلك المتغيرات والاحداث وواجه كل الانظمة العسكرية والدكتاتورية بكل شجاعة وقدم المئات بل الالاف من خيرة ابنائه شهداء من اجل الوطن وعلى مذابح الحرية .
لقد وقف الحزب الشيوعي العراقي ضد الاحتلال منذ نشوءه ودافع عن الجمهورية الفتية ضد الانقلاب القومي البعثي الامريكي عام / 1963 وسجل اروع ايات النضال السياسي ضد كل الانظمة التي تعاقبت على كرسي الحكم مدافعا امينا عن اماني الشعب ولم يترك الحزب وطنه العراق حيث عقد كل مؤتمراته الوطنيه داخل الوطن متحديا كل جبروت الانظمة الدكتاتورية اضافة الى السجل النضالي المشرق, اضاف الحزب صفحات مشرقة في حركة الانصار التي قارع من خلالها اقوى جيش مدجج بافضل انواع الاسلحة الفتاكة في المنطقة ولم يملك الحزب واعضاءه سوى ايمانهم بالشعب وعدالة قضيته , فهل من العيب ان يشيب الرأس , فالشيب وقار وهو جزء من ضريبة نضال يدفعه الشيوعي العراقي , ان الشيب الذي يحمله الشيوعي هو دليل من دلائل العلم فهو ليس بكهل كما تتصور اخي معروف بل نتاج نضال مرير وتفكير متواصل من اجل ايجاد السبل الكفيله لانقاذ الشعب من الكوارث المحدقة بالشعب طوال العمر النضالي , فهل تتذكر ايها العزيز ما عاناه الشعب جراء قساوة بعض القوى الرجعية من قومجية وبعثية وغيرهم من القوى العربية الرجعية وحكوماتها التي تامرت ضد الشعب العراقي ,,, حقا ان الشيب قد غزى المفرقين ولكنه لم يغزو الدماغ لانه يعتمد الفكر المرشد في التخطيط ورسم السياسة والشعب كصانع للتاريخ .
صحيح ان ما حصل للحركة الشيوعية العالمية ليس بامر هين ولكن الحزب الشيوي العراقي تمكن وبجهود مضنية ودراسات كبيرة ومعمقة من الخروج من تلك الازمة وبشموخ حيث عقد الشيوعيون مؤتمرهم الوطني الخامس عام / 1993 والذي بحق اطلق عليه بمؤتمر الديمقراطية والتجديد وجرت تغييرات كبيرة في السياسة والفكر واعيد تشكيل هيكلة التنظيم وفقا على ما ينسجم ذلك مع متطلبات العمل النضالي وطموحات الشيوعيين في نضالهم الثابت لخدمة الشعب , ويتضح ان الاخ عارف قد تغاضى الطرف عن كل تلك المستجدات التي حصلت في الحزب امل العودة الى وثائق الحزب او مراجعة الوثائق الاخيرة التي سيتم تقديمها الى المؤتمر الوطني الثامن للحزب .
اليس من حقنا ان نفخر بتراث حزبنا وتاريخه النضالي ؟ اليس من حقنا ان نستفيد من تاريخنا وتجاربه الغنيه ؟ وهل هو حرام علينا الغناء ؟ اي غناء ؟ نحن لانغني اغنية البرتقالة بل نغني للسلام والحب , نغني للاطفال والنساء , نغني للشبيبة والعمال والفلاحين , نغني للوطن وشهداءه الابرار , نغني لندين الاجرام ومسببي الاجرام من الانظمة الدكتاتورية , نغني لندين الاستعمار بكل انواعه ونغني للشعب والوطن فهل هذا بكثير علينا ام هو حق للاخرين فقط ,,, نحن نغني بطريقتنا ونغني لنناضل ونحترق كشمعة لنضيء درب خلاص شعبنا من الانظمة الدكتاتوريه , نغني لشعوب الارض من اجل خلاصها من الحروب والاضطهاد واحلال السلام والعدل .
نحن سادة انفسنا ولنا الحق في اختيار ما هو مناسب لخدمة الشعب , نحن طيور السلام كما قال الطالباني عام / 1983 وقبل احداث بشت اشان , فعطرنا ان عم الوطن سيعم الخير والسلام والوئام .
تعيرنا بالمقر وتشبهه بدائرة التقاعد ... لابأس فالحزب الشيوعي العراقي ولد في بيوتات الفقراء والكادحين ويفخر الحزب استمرار بقاءه في تلك البيوت لانه يشعر بمعانات الناس ويدافع عنها وهو خير ما فعله , عندما لم يسمح لنفسه ان
يستولي على احدى مؤسسات الدولة وتحويلها الى مقر , ولم يفكر الحزب لحظة واحدة ان يستولي على احد قصور صدام التي تم بنائها من اموال الشعب والتي سرقها الطاغية المقبور من افواه الاطفال ولم يفكر الحزب ان يحتل البيت الصيني الفاخر ولو فعل ذلك لاصبح الحزب شماعة تعلق علية اخطاء وجرائم تلك السرقات والمصادرات غير المشروعة , فهل لا تفخر بحزب يفخر بانتماءه الى الشعب ليس بمقره بل بانتماءه الخالص للشعب .
بالتاكيد ان لكل مرحلة نضالية ظروفها والية نضال خاصة بها ولايمكن المقارنة بين تلك المراحل ولكن يمكن الاستفادة من دروس وتجارب الماضي وهذا الفعل استفاد ويستفيد الحزب منه والدليل سرعة استيعاب الجديد وتدارك الامور وعقد المؤتمر الوطني الخامس مع التغيرات الكبيرة التي حصلت في الحزب ... الفتره التي عاشها الرفيق الخالد - فهد - والحزب تختلف عن الواقع الحالي , فالاحتلال هو نفس الاحتلال ولكن الية ظروف النضال تختلف ولذلك ى ان هناك مخاطر جمة لابد من مواجهتها لم تكن في عصر الرفيق الشهيد - فهد - الواقع ان الشعب اعراقي يعاني اليوم من الارهاب الفاشي الممول من دول الجوار وكذلك من دور مخابراتها ودعمهم المادي واللوجستي للمنظمات الارهابية المسندة بشكل كبير من حزب العودة ( حزب البعث الصدامي ) ومنظماتهم المافيوية ومن الميليشيات المنفلته وكذلك من الدور السلبي لبعض القوى السياسية المشاركة في العملية السياسيه ومن سياسة ونهج المحاصصة التي ابتلى الشعب العراقي بها والادهى هو الفساد المالي والاداري وسرقة الذهب الاسود واموال الشعب من قبل الكثير من المسؤوليين الذين يدعون ولايطبقون غير ما لصالحهم والانكى تكاثر الخنازير المفخخة التي تقتل من ابناء شعبنا كل تلك القضايا لم تكن ايام تاسيس الحزب .
ان الحزب الشيوعي العراقي لم ولن يبتعد عن جماهير الكادحين من ابناء الشعب لانه جزء منهم ولكن من غير الصحيح ان تطالب الجماهير للخروج بمظاهرة تعرض حياتهم لاحدى المفخخات او ان يندس عنصر خبيث مفخخ ليقتل العشرات من ابناء الشعب , فهل من المعقول ان نصبح كالكوفي لننصح بالصلاة .... ! ان هذا العمل غير منطقي ولا يمكن ان نسمح بسفك دماء نكون نحن سببا لها , هناك اساليب عديدة وافضلها هي تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وتنشيط دور العاملين فيها للمطالبة في الدفاع عن مطاليب الناس المشروعة .
ان تفاقم الاوضاع السياسية وعدم ايجاد حلول لها من قبل المؤسسات التشريعيه والحكومية ادت الى ما عليه شعبنا وهذا يؤدي الى تعطيل للصراع الطبقي , ان الصراع الطبقي هو المحرك لتغيير المجتمع من حالة الى حالة اكثر تطورا ,اي احداث ثورات اجتماعية ثقافية , تكنولوجية , علمية ... كل تلك تؤدي بالنتيجة الى تطور المجتمع والصراع الطبقي لم يعد محصورا فقط لتغيير السلطة حسب تصور البعض فاي تعطيل للصراع الطبقي هو اضرار بالمجتمع ومستقبله ولذلك فان النهج الطائفي يعتبر المعرقل الاول للتطور الاجتماعي .
فالواقع يفرض امور هي خارج ارادة الانسان او الحزب المعني لذلك على الحزب البحث المستمر عن الاساليب الاكثر ملائمة لخدمة المجتمع وهذا لايعني مطلقا القبول بالاحتلال بل النضال المستمر لازالة الاحتلال ولكن لابد من التمهيد لذلك عبر القضاء على الارهاب بعد تطهير مؤسسات الدولة العسكرية والامنية من العناصر المندسة والخلاص من الفساد المالي والاداري وتوفير مستلزمات الحياة المعيشية وحل الميليشيات ووضع الشخص المناسب في الموقع الصحيح واعتماد الهوية الوطنية العراقيه ونبذ كل الهويات الطائفيه والمذهبية والقومية , ان استتباب الامن والاستقرار يمهد الطريق لانسحاب القوات الاجنبية وازالة الاحتلال وعندها لكل حادث حديث .