علي حسين الخزاعي

 

قبـل أن تغــرق الســفينـة

علـي حســين الخـزاعـي - مالمـو

كـل مـا أمـامنـا هـو القبـول بهـذا الـواقـع المـريـر , حيـث الـواجـب يتطـلـب بـذل أقصـى الجهـود لانتشـال هـذا الـواقـع الى واقـع جـديـد ينســجم مـع طـموحـات شـعبنـا الــــــــذي عـانى من ظـلم وبطــش نظـام لا مثيـل لـه فـي تأريـخ الشـعوب , هـذا الـواقـع الـذي ولـد علـى أيـدي خبيثـة شـريكـة فـي وحـل الأجـرام بحـق شـعبنـا , هـؤلاء المجـرمـون مـــــن أيتـام صـدام والتكـفيـريين والـوهـابييـن ومـرتزقـة دول الجـوار ومخـابراتهـم , ولا ننسـى العـامل الخـارجي المتمثـل بالبيت الأبيـض الأمريكـي ودوره فـي تعميـق وتعـزيز الأرهـاب  والطـائفيـة من أجـل تعـزيز سـياسـة الفـرق تـسـد بيـن القـوى السـياسـية العـراقيـة .
أن الأزمـة العـراقيـة تتفـاقـم أكثـر بســبب الطـائفيـة المسـتشـريـة والفسـاد المـالي وألاداري  والاحتـلال والعـلاقـات المتشـنجـة بيـن القــوى السـياسـية العـراقية التـي لا حـل لهـا سـوى الجلـوس علـى طـاولـة الحـوار الأخـوي والاتفـاق علـى بـرنامـج مشـترك يكـون قـاســمه المشــرك الـوحـيد قضــيـة الـوطـن والهـويـة الوطـنيـة , . هـذا الـواقـع الـمرير الـذي نعـانيـه لا بأس أنـه أمـر طبيـعي نتيـجـة لمـا تركـه المقبـور خلفـه من أزمـات سـياسـية واقتصـاديـة وثقـافيـة وافـرازات أخـرى لا تعـد ولا تحصـى , وكـان ممكـن تجـاوز كـل هـذه الأوضـاع لـولا العـامل الخـارجـي وتـدخـله فـي القضـيـة العـراقيـة وتـدويلهـا , ولـو تــــــم الاتفـاق بيـن القـوى السـياسـية العـراقيـة المخلصـة وتحـت شـعار الـوطـن للجميـع ونبـذ الحـرب والاعتمـاد علـى الجـماهيـر الشـعبيـة من أجـل اسـقاط النظـام لكـان الأمـر قـد أخـذ منحـى أخـر بعيـدا عـن الطـائفيـة والنهـج التخـريبـي .
لقـد تعـهد الأمـريكـان علـى أعـادت أعمـار العـراق وتحقيـق الـديمقـراطـيـة , المعـروف أن الـديمقـراطـيـة غيـر ممكـن أن تتحـقق عبـر فـوهـات البنـادق ولا عبـر الحـروب التـي لا تخلـف غيـر الـخراب والـدمار , حيـث أعتـرف الكثيـر من قـادتهـم , فشـلهـم فـي تحقيـق الأمن فـي العـراقي وكـل همهـم هـو أبعـاد شـبح الأرهـاب عـن بـلدانهـم وجعـل العـراق سـاحـة لتصـفيـة الحسـابات مع منـاوئيهـم وخـاصـة من كانـوا ســببـا لـوجـودهـم علـى السـاحـة الـذين تـم صـناعتهـم فـي معـاملهـم الارهـابيـة من أمثـال بـن لادن والظـواهـري وصـدام والعشـرات غيـرهـم , حيـث اليـوم يـريـدون التخلـص منهـم بســبب الافـلاس الـذي أصـابهـم بـعد أن تم نفـاذ عطـاءاتهـم لأسـيادهـم , لقـد حـذرت القـوى الخيـرة من العـرقييـن من مقـاصـد وأهـداف الأحـتـلال قبـل الحـرب واليـوم ظهـرت تصـريحـات قـادتهـم لتفضـح نـواياهـم الخبيثـة فصـدق بـريمـر عنـدما أكـد أن الأمـوال التـي تـم حملهـا الى العـراق كـانت من الأمـوال العـراقية المجمـدة وليـس من أمـوال دافعـي الضـرائب الأمريكـان , وقبـل أيـام صـرح الســيد ( ميـشـيل والـش ) الجنـرال الأمريكـي , قـائـد فيلـق مهنـدسـي الجيـش الأمريكـي فـي العـراق : أن منحـة بـلاده ( أمـريكـا ) لاعـادة بنـاء العـراق لا تمثـل ســـــــوى 5 % من حـاجـة العـراق مشـيرا الى أن البنـك الدولـي يقـدر كلفـة أعـادت أعمـار العـراق بحـدود ( 82 بليـون ) دولار وأكـد , علـى الحكـومـة العـراقيـة أن تتحمـل بـاقي المبلـغ وهـو 78 بلـيون دولار .
هـذا الـواقـع المـؤلـم ,,, هـذا التحـدي الكبيـر الـذي نعيـشـه فـي ظـل هـذه الظـروف المعقـدة التـي تضـع أمامنـا العـراقيـل والصـعوبات التـي لا أعتقـد أنـه بالأمكـان تجـاوزهـا حيـث يعـشـعـش الطفيـليين من القـومجيـة والطـائفييـن الانـذال فـي ســرقـة خيـرات الـوطـن وذهـبه الأسـود وبـدعـم مفـضـوح من دول جـوار وهـي لا تفكـر بغيـر مصـالحهـا الضـيقـة .
أيـن الحـل وكيـف يمكـن كسـب ثقـة الجمـاهيـر من أجـل البـدء من الخـطـوة الأولـى لقطـع مســافـة الألـف ميــل من أجل خـلاص شـعبنا , وهـل تعـي القـوى السـياسـية اليـوم لنفسـها والمخـاطـر المحـدقـة بشـعبنـا من كـل صـوب , وتتعلـم أسـلوب الحـوار وحـسـن الاسـتماع بـدلا من تـوجـيه الاتهـامات المتبـادلـة وتـراشـق السـباب السـياسـي .
لا بأس فـي كـل مـرحـلة من مـراحـل الحـياة السـياسـية تحـدث اصطفـافات طبقيـة وسـياسـية وهـي تتطـابـق مـع طبيعـة المرحـلة والتـوافق بيـن القـوى السـياسـي وهـي مـسـألـة طبيـعيـة يمكـن عبـر الحـوار أن تتـوفـر سـبل سـليمـة للمعـالجـة وهنـا لا بـد من التفكيـر بمصـالح الشـعب العـراقي لأن الجميـع فـي مـركـب واحـد مثقـوب وبحـاجـة الى أيـدي مخلصـة لـردم الثقـب ونجـاة الـمركـب من الغـرق وألا فـان الجميـع سـيغـرق من دون نجـاة أحـد لأنـه ليـس بينـكم الأفضـل لمـواجهـة المـوج العـاتـي وليـس من هـو أفضـل من الأخـريـن فـي السـباحـة ألا اللـهم أن يكـون من جمـاعـة السـبحلوجية .
أن الـواقـع العـراقي يفـرض حقيقـة واحـدة من أجـل خـلاص الشـعب والـوطن وقـيادة المـركبـة الى شـاطئ الأمـان وذلـك عبـر الخـلاص من التخـندق الطـائفي و من المحـاصـصـة التـي هـي جـرثـومـة الـخلافات والتحـلي بـروح التـواضـع وتقـديـم التنـازلات المتبـادلـة من أجـل تـوحـيد الصـفـوف لأخـراج العـراق من أزمـته ومن هـذه الطـامـة الكـبرى .