| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الخميس 8/5/ 2008



كرة القدم في العراق مثلها مثل البلورة السحرية

علي حسين الخزاعي

تذكرت بالأمس هذا العنوان اعلاه الذي لم يعني الكرة العراقية , بل قرأته في صباي على صفحات احدى المجلات الرياضية كما هو ( كرة القدم في السودان مثله مثل البلورة السحرية ) , والان اين هي الكرة السودانية من هذا الوصف الجميل , لابأس فالحديث ليس عن الكرة السودانية بل عن الكرة العراقية بالذات .
لعبة كرة القدم هي لعبة جماعية تختلف عن الألعاب الفردية مثل الملاكمة والمصارعة وبعض العاب الساحة والميدان ... الخ , وما يلفت النظر ان الجميع يتحدثون عن الامجاد وهذا ليس بخطء , بل علينا التفكير بما يجري وما هو العلاج لواقع الرياضة في العراق بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص .
ان ما قدمه الرياضيين في سابق الزمان يبقى في الذاكرة وهم موضع اعتزاز وفخر , وصورة مضيئة ومشرقة في تاريخ الرياضة العراقية , وهنا لابد من تكريم الأوائل والرواد في عالم الرياضة العراقية , وضمان العيش الكريم لهم , وتقديم كل ما يمكن لمعالجة الاوضاع المزرية التي يعيشونها , فهناك الكثير منهم يعانون من العوز والامراض فقد سبق للأعلام ان تحدث عن الكثير منهم ( جبار رشك , نوري ذياب , قيس حميد , كاظم عبود , لطيف شندل وعلي كاظم ... الخ ) مما يتطلب ذلك تشريع قانون تقاعد وضمان صحي لهم .
لابأس فالحديث في هذا الجانب طويل وبحاجة ماسة الى دراسة من قبل المعنيين وكي لااخرج من الموضوع , نعود الى الفريق الوطني الذي عليه الاستحقاق الوطني لتجاوز عقبة الكنغر الاسترالي في تصفيات كأس العالم / 2010 , ترى ماذا تم تقديمه للفريق الوطني منذ الخسارة الاخيرة التي مني بها امام الفريق القطري ؟
لقد تطورت كرة القدم في العالم , وبشكل ملحوظ ولم يعد كما في السابق حيث حركة اللاعب على المستطيل الاخضر اصبح اوسع سواء كانت بحوزته الكرة او من دونها لخلق اختراقات في صفوف الفريق الخصم , وارباكها , واستغلال الفرص لتسجيل الاهداف , وهذا يعني ضرورة اجراء الوحدات التدريبية ومبارات تجريبية مع فرق توازي بامكاناتها الفريق الخصم ان لم يكن اقوى ورفع عاملي حالة الانسجام داخل الفريق , وتطوير عناصر الفهم المشترك لاعضاء الفريق ,ورفع اللياقة البدنية , وتفهم ما مطلوب من اللاعبين في تنفيذ الخطة التي يضعها المدرب .
أن الواقع المؤلم الذي نلمسه اليوم , ان الفريق العراقي منذ خسارته المؤلمة امام الفريق القطري لم يجري اي مباراة مع اي فريق , ولم تتحقق الوحدات التدريبية لكامل اعضاء الفريق , ترى كيف يمكن له ان يحقق الفوز على فريق قوي مثل الفريق الاسترالي وعلى ارضه وبين جمهوره ؟ هل يتحقق ذلك بالغيرة العراقية كما يصرح الجميع من المسؤولين , وهل يكفي اللعب بالغيرة العراقية ؟
ان هذا الطرح ما هو الاضحك على الذقون , فانا لااشك بأخلاص اللاعبين مطلقا ولا عن حرصهم على سمعة وطنهم , فليس هناك لاعب في العالم لايتمنى الفوز على الفرق الخصوم في اية مبارات كانت , فكيف وهو يمثل منتخب وطنه وفي مثل هذه الظروف , لكن هذه الغيرة لاتلعب على المستطيل الاخضر والذي يمكن ان يحققه ابطال الرافدين ,هو في توفير كل المستلزمات اللازمة من تجميع اللاعبين في وقت مبكر ,واقامت معسر تدريبي , وتوفير اجواء اجراء الوحدات التدريبية , واجراء مبارات مع فرق قوية توازي على اقل تقدير مستوى الفريق الاسترالي , وعندها يتم اسناد كل هذه المستلزمات بالغيرة العراقية , والادعاء بان الفريق العراقي يلعب بالغيرة العراقية كما يحلوا للبعض .
كلي امل ومن الاعماق ان يحقق الفريق العراقي نصرا كبيرا ولو بهدف واحد , لكن الصورة التي امامي قاتمة للأسف الشديد , بسبب اللامبالات وانعدام الحرص من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم , حيث يدير سكرتير الاتحاد العام اعماله من خارج العراق , خائفا على نفسه , لذلك فان اي نكسة لاسامح الله علينا ان نحمل مسؤوليتها على الاتحاد العراقي , وخاصة السيد حسين سعيد باعتباره رئيسا للأتحاد , والذي لم يجرء على العيش قريبا من اعضاء الاتحاد في العراق خوفا على نفسه , والاشراف المباشر على مهام الاتحاد , فالواجب عليه الاستقالة من رئاسة الاتحاد ,واجراء انتخابات نظيفة وشفافة وشرعية ديمقراطية , لأنتخاب اتحاد مركزي يؤدي واجباته على اكمل وجه , ويتطلب ليس فقط تغيير الوجوه بل آليات العمل واعتماد العلوم وآخر تقنيات التدريب , كما هي الحال في كل انحاء العالم , من هذا المنطلق يمكن خلق رياضة شعبية متطورة نطلق عليها قول ان : ( كرة القدم في العراق مثلها مثل البلورة السحرية ) .
 

Counters