| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الجمعة 7/12/ 2007



أين الانصاف يا سيادة الرئيس ....؟

علي حسين الخزاعي

عضو مجلس النواب العراقي يونادم كنا , أكد في تصريح له , أن لجنة تعديل الدستور تتجه الى طلب تمديد فترة عملها لفترة أخرى علما أن هذه هي المرة الخامسة في حالة الموافقة على التمديد , والمعروف أن هناك قضايا خلافية تخص قانون الاحوال المدنية والمادة ( 140 ) وصلاحيات رئاسة الجمهورية الى جانب قضايا أخرى , وقد أصبحت قضية منح صلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية من القضايا العقدية تحاول بعض الاطراف الاستفادة منها سياسيا كورقة ضغط للحصول على مكاسب بالمقابل .

لقد حدد الدستور العراقي الدائم مهام وصلاحيات رئاسة الجمهورية وهم بهذه الحال الذي نطرح هنا مقالنا المتواضع بصدده , فكيف لو جرت عملية التوافق ومنحت الرئاسة صلاحيات أوسع ترى كيف يكون الحال ؟

لقد كثرت مكارم السيد رئيس الجمهورية وأن تطلب الأمر فأن الواجب علينا التذكير ببعضها , ونتذكر سوية ما يطرحه السيد الاستاذ جلال الطالباني في خطاباته وتصريحاته عن الوطن والحريات العامة وقضايا الديمقراطية , ومن لا يعرف فأنه يصدق كل حرف يخرج من فم السيد الرئيس منذ الوهلة الاولى , فهل ما يدعيه ويصرح به الاستاذ يتطابق مع فعله ,,, أشك في ذلك لأن ما سأطرحه هو خلاف لما أسمعه للأسف الشديد,,, وهو ليس أنتقاص من سيادته بل هناك معطيات يجب طرحها ليس للأدانة بل لمراجعة الذات أولا ولتصحيح المسار ثانيا .

السيد رئيس الجمهورية في أول خطاب له منذ انتخابه رئيسا للبلاد ذكر أسماء شهداء القوى السياسية الاسلامية والقومية كشهداء للشعب والوطن من دون اية أشارة الى شهداء القوى الديمقرطية واليسارية خاصة شهداء الحزب الشيوعي العراقي ولو بأشارة عابرة ..لماذا ؟ هل لأرضاء بعض الاوساط ، وهو سيد العارفين أن شهداء الحزب هم ضحايا الارهاب سواء في العهد الملكي الاقطاعي الرجعي حين تم أعدام الشهداء الابطال (فهد وحازم وصارم) والذي رد لهم الاعتبار الشهيد عبد الكريم قاسم بأعتبارهم شهداء للشعب والوطن , ولا لمن عرفهم عن كثب من ضحايا جلاوزة البعث الفاشي الدكتاتوري عام / 1963 وفي انقلاب شباط الاسود وبقيادة فؤاد الركابي زعيم الحزب الذي ركب الموجة مع قادة البعث لقتل الشيوعيين من على القطار الامريكي حسب تصريح علي صالح السعدي والذين لم يكتفوا بأعدامهم بل والتمثيل بأجسادهم عبر عمليات التعذيب الوحشي وخاصة للبطل الشهيد سلام عادل الذي نال القسط الاكبر من التعذيب مثل قلع الاعين وصب الملح على جراحه لحين استشهاده على ايدي جلاوزة البعث , أم أنه نسى الابطال الذين تم اعدامهم عام / 1978 من جماعة الشهيد سهيل شرهان وبشار رشيد وغيرهم من ابناء الحزب الشيوعي العراقي أم اعتقال الدكتور صباح الدرة والدكتور صفاء الحافظ والمناضلة عايدة ياسين والمئات من المناضلين ورميهم في غياهب الزنازين البعثية دون اي أثر لهم لغاية اليوم .

لقد تناسى أمور كثيرة رغم العلاقة الجبهوية التي مضت عليها سنوات نضالية مشتركة ضد دكتاتورية البعث ورأسها العفن , لكن كل ذلك لم يمض في رمق السيد رئيس الجمهورية للأسف , فهل ينسى السيد رئيس الجمهورية دور أنصار الحزب الشيوعي العراقي وأعضاءه من أقاصي الجنوب الى كوردستان , هؤلاء الابطال الذين تكيفوا مع ظروف جوية خاصة بكردستان وجبالها الوعرة ( أذكر قول للفقيد أبو عادل – الشايب – هسه الله غير يبني جبل بالعمارة حتى ندرب عليه وبعدها نجي لكوردستان ) وسقوا من دمائهم الزكية أراضي مانكيش وزاخو ولولان وهاولير وبازيان وحلبجة وقرداغ وكرميان بأتجاه خانقين وصولا الى وسط وجنوب العراق مضحين بدراساتهم ومستقبلهم الشخصي من اجل خدمة الوطن وخلاص الشعب من الدكتاتورية والحروب المفتعلة من قبل صدام المقبور واعوانه والسند الخارجي الرجعي العربي والدولي .

ترى من يستحق التكريم الحقيقي والتقاعد , في الحقيقة أنا ضد قطع الارزاق, ولكن أن يكون ذلك منصفا وأن يمنح الحق لذوي الحق , فهل لا يستحق هؤلاء الشهداء أصدار مرسوم جمهوري بأعتبارهم شهداء للشعب والوطن أسوة بمن أستشهد من القوى السياسية الاخرى وأن تحسب لعوائلهم رواتب تقاعدية أسوة بالأخرين , اليس المفروض أقامة نصب تذكارية في مدنهم على أقل تقدير تحي ذكراهم أو أن تطلق أسماء شوارع بأسمائهم الزكية , أم أن الاسماء تركز على فئة دون أخرى .

لقد أصدر الرئيس قراره بصرف مبلغ كبير الى عائلة الفقيد راسم الجميلي أضافة الى راتب تقاعدي لعائلته مع علمنا أن المرحوم كان من أوائل أبواق النظام البعثي منذ اكثر من ثلاثة عقود وفي الآونة الاخيرة لم يترك النهج السابق له عبر ارتباطه بقناة ( الفضائية الشرقية) المعروفة بعلاقتها ببعض الاوساط الاجنبية المعادية لمسيرة العملية السياسية والمحرضة ضد شعبنا , وما أن سمعنا الخبر لم نندهش لذلك كون أن هذه القضية ليست غريبة على من ينكر على أقرب حلفاءه بالتكريم لكن الأنكى أن يستقبل سيادته وفي مكتبه السيدة سلوى الدرة زوجة فؤاد الركابي أمين عام حزب البعث وقائد أنقلاب شباط الاسود عام / 1963 والذي جر على العراق وشعبه كل تلك المآسي والعذابات سواء من قرابين على مقاصل البعث أو ما قدمه الشعب من قرابين بشريه ومادية جراء الاعمال الجرمية بأشعال الحروب الداخلية والخارجية في الوقت الذي ينسى سيادته حاجة المئات من ابناء الفقراء لمثل تلك المكارم عبر تسخير هذه الاموال لدعم المشاريع وتأهيل المعامل لأنتشال الايدي العاملة من البطالة والتدريج للقضاء على الفقر المدقع الذي ابتلى به شعبنا .

ترى أين هو الانصاف سيادة الرئيس , أن تمنح رواتب لآبواق النظام وقادته أم أن تمنح تلك المكارم لعوائل من ضحى بزهرة شبابه وحياته من أجل قضية الشعب وسيادة الوطن .

أين الانصاف سيادة الرئيس , أن تساهم في معالجة من خدم العراق من فنانين وأدباء ورياضيين , أم تكرم من وقف الى جانب أعداء العملية السياسية.

أن هناك العشرات من المبدعين أمثال الرياضي البطل علي كاظم وملاك الشعب البطل عمو بابا والفنان القدير فؤاد سالم والشاعر مظفر النواب وغيرهم العشرات الذين هم بأمس الحاجة لرعاية الدولة .

من جهتنا نؤكد على قضية الانصاف في كل شيء ولكن لمن ضحى وقدم للشعب وليس لغيرهم كما يقول المثل ( مركتنا الزايدة على زياجتنا ) فنحن الأحق في ذلك .




 

Counters