| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأربعاء 7/11/ 2007



ستبقى ثورة أكتوبر حقيقة ساطعة

علي حسين الخزاعي

منذ صدور البيان الشيوعي وقبله , حاولت القوى البرجوازية ومنظريها تشويه معالم الفكر الماركسي مقدمين الذرائع والبحوث والدلالات التي لم تزكيها الحياة , وبعكس ذلك فأن جماهيرية هذا الفكر أزداد وأخذ أكثر أتساعا , فتحققت ثورة أكتوبر في عام / 1917 , فأصبحت رمزا للتغير ويوم ميلاد جديد لعالم جديد كان يعيش التناقضات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية , وبعد أن ثبتت أقدامها حاولت القوى الرأسمالية وأنظمتها الدكتاتورية أشغال النظام الجديد في حرب باردة والتركيز على التسليح المستمر عبر سباق تسليح فاق كل الامكانات , وهذه الخاصية التي امتازت بها الرأسمالية في ديمومة حياتها على التناقضات والحروب وهو عكس العالم الاشتراكي الذي لا يمكن له البناء والتطور ألا في ظل السلام .
أن ثورة أكتوبر لم تكن مناسبة روسية صرفه فحسب بل هي مناسبة عالمية تحتفل بها شعوب العالم , كونها خلقت الممهدات الأساسية لتطوير أساليب النضال ضد كل أنواع الاضطهاد الطبقي والاجتماعي والثقافي والتي ساعدت على تحرير شعوب من الأنظمة الدكتاتورية , أنها الثورة التي وضعت مرسوم السلام لانقاذ الشعوب من كوارث الحروب وكذلك مرسوم الأرض وأعادتها لأصحابها الفلاحين المعدمين وقضت على العلاقات الأقطاعية والكولاك وقطاع الطرق , كذلك تشريع قانون عمل يضمن الحقوق الشرعية للعمال ويضمن مستقبل أطفالهم , وتم توفير العلاج المجاني والدراسة المجانية .
لقد احتفلت حكومة بوتين يوم الرابع من تشرين الثاني بيوم وحدة الشعب الذي ابتدعه سلفه المرتد يلتسين احتفالا بذكرى تحرير روسيا من الاحتلال البولوني في منتصف العقد التاسع عشر والذي تم تحرير البلاد من الاحتلال , ولكنه بنفس الوقت رسخ حكم القيصر الذي جازا الشعب الروسي في وضعه في نفق أظلم معلنا السيطرة الكاملة على مقدرات الشعب الروسي وبانيا جيشا قويا لحماية عرشه , لقد احتفل بوتين ليس حبا بالقيصر اللعين بل نكاية بالشيوعيين والشعب الروسي وثورتهم العظيمة , أنه لا يقل عن أي شكل من أشكال العداء للشيوعية ولمصالح الطبقة العاملة والتي أثبتت الأيام أن الرأسمالية في روسيا لم تقدم للشعب الروسي الرفاهية التي وعدت بها بل العكس لو تمت المقارنة عن أيام الحكم الشيوعي لنرى مدى البطالة وتفاقم الفقر وتفشي الأمراض وازدياد العصابات في روسيا اليوم , ولا ننسى أن ما يعانيه الشعب الروسي لا يقل عن معاناته أيام العهد القيصري خاصة وتأثير العالم الرأسمالي ودور العولمة الرأسمالية في حياة الشعب الروسي والتي أخذت مسارها ليس في الحياة الاقتصادية فحسب بل في كل مجالات الحياة .
نستذكر اليوم ونحتفل بهذه المناسبة العزيزة لنؤكد على الأهمية الكبرى لحوار القوى الثورية ووضع آليات العمل المشترك لنضال الشعوب كل وفق ظروفه مع تشديد التضامن الأممي بين الشعوب وأحزابها الشيوعية والعمالية والديمقراطية من أجل عودة أكتوبر بلباس جديد , نعم أنه ليوم جديد سيكون في عودة أكتوبر جديد وسيعود ذلك ما دام حفاري قبور الرأسماليين يعيشون , ما دام صانعي التأريخ على الأرض ينقشون أسمهم على الصخور بأحرف من ذهب .

 

Counters