| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي الخزاعي

6

 

 

 

الخميس 7/12/ 2006

 

 

ادعاءات سلطان هاشم : الجيش لا يقتل ... !

علي الخزاعي - السويد

كيف ؟
اثبت التاريخ ان كل الانظمة السياسيه مهما كان نمطها او انحدارها الطبقي تملك اجهزة واليات لتحقيق ماربها وتنفيذ سياستها ومن تلك الاليات الجيش والقوات المسلحة , والمعروف ان الجيش هو جهاز للد فاع عن الوطن ضد اي اعتداء خارجي وحماية الوطن او تستعمل للاعتداء وشن حروب .
لقد طورت الحكومات والانظمة الشمولية والدكتاتورية قواتها بشكل ادى بها ان تكون سلاح معاد للشعب وفي احيان كثيره تحولت الى اجهزة لقمع الشعب وكل المعارضين للنظام وبذلك اخذت تبني مؤسسات عسكريه موازية للقوات المسلحه مع محاولة بث الروح العقائدية في الجيش لتحويله الى عصى مرنة بيد الحاكم الاوحد وتحت مشيئته وهناك امثله عديدة كما حدث ذلك في المانيا وايطاليا وغيرهما من البلدان وبهدف الاختصار والتركيز نبحث اليوم دور البعث في الجيش العراقي .
الجيش سور للوطن ....!!!
تكررت هذه الاسطوانة المشروخة التي غنت عن ان الجيش هو سور للوطن ولكن في الحقيقة فان النظام كان ينفخ في قربة مثقوبه وبمرور الزمن تحول الجيش الى سقم على الوطن وغضب على الشعب وخوفا من ان تفلت الامور من يد النظام بدء في تشكيل قوات خاصة وبعلاقه مباشرة بمكتب السيد النائب ومن ثم برئيس الدوله المغتصب لكرسي الرئاسة صدام ابن امه , حيث تم تشكيل ميليشيات الجيش الشعبي وتم اجبار الموظفين للانتماء والعمل فيها وحضور اجباري للتدريب العسكري وتقديم المخالفين الى المحاسبه واتخاذ العقوبات بحقهم وقبلها كان لصدام لجنتا الاختطاف والاغتيال وكان يمارس دوره ضد المعارضين السياسيين سواء من اعضاء حزب البعث او من القوى السياسيه الاخرى , وجرى تشكيل قواة الامن الخاصة والامن الخاص والجيش الجمهوري وجيش القدس وتم تطوير امكانات الافواج الخفيفة ( الجحوش ) وكانت مهامها تختصر ضد الحركه الكوردستانية .
زج نظام البعث شعبنا في حروب ظالمة لم يكن لشعبنا فيها ناقة ولاجمل , حيث غزو كل من ايران والكويت والحرب الطاحنه في كوردستان بالاضافة الى الحرب الاجراميه ضد القوى الوطنية والديمقراطية وخنق الحريات الديمقراطية وشن حملة من الاعدامات المتواصله ضد ابناء الشعب بغض النظر عن انتماءهم السياسي او الديني او القومي مطبقا شعاره المشهور من لم يكن معي فهو ضدي .
في الحروب المدعومة من اكثرية بلدان العالم كان يدفع بالجيش العراقي الى المقدمة وبعده الحرس الجمهوري المجهز باحدث الاسلحة والامكانات العسكريه واسس مفارز لاعدام الفارين من الحرب ( هذه يمكن ان تكون ضده باعتباره هاربا من المواجهة عام / 2003 ) وتم في احايين كثيرة قصف القوات المتشابكة العراقيه والايرانيه بالسلاح الكيمياوي كما حدث ذلك في معركة بنجوين عندما نجى احد الجنود والتحق بقواتنا وبعدها علمنا انه كان احد اعضاء حزبنا يخدم بصفة مكلف في الجيش وكان قد اصيب بشكل خفيف تمت معالجته .
في كوردستان كانت تشكيلات القوات المسلحة تتكون من وحدات عسكري تتمركز في معسكرات وربايا على قمم الجبال المسيطرة على المدن الرئيسيه وكذلك فرق من الجيش الشعبي وافواج خفيفه ( جحوش ) وكانت هذه القوات تخرج بهدف الاستطلاع وباعداد كبيره مرافقه معها الدبابات والدروع ومحمية بطائرات الاوباتشي وخاصة الطائرات العموديه الفرنسية والبرازيلية وكانت تغير على القرى منذ الصباح الباكر لغاية الساعة الثالثة بعد الظهر وتبدء الانسحاب خوفا من اي التفاف من قوات الانصار لانها لم تكن قادرة على مواجهة الانصار وقت الغروب والظلام .
لقد نشبت معارك عديده بين قوات الانصار وقوات النظام وكانت الطائرات تغير وتقصف القرى القاطنة بالمدنيين العزل وتنزل فيهم الدمار وتقتل اعداد من النساء والاطفال والسيد سلطان هاشم يدعي ... ان الجيش لايقتل ...!
لقد قضيت زهاء التسعة اعوام في حركة الانصار في مناطق كرميان -كركوك وقه رداغ وشهرزور وشاركت رفاقي كل الظروف ورأيت كيف كان الجيش يتقدم ويقصف القرى الامنه وكيف كانت تقصف الطائرات مناطق عديدة حيث علمنا ان البعض من الطيارين كانوا يرمون بثقل حمولاتهم على المناطق الكوردستانيه بدلا من تفريغها في جبهات الحروب خوفا من المضادات التي يمكن ان تسقط طائراتهم اثنائها على جبهات الحرب .
كنا نملك الحرص الشديد على عدم المواجهة مع قوات النظام في القرى خوفا على حياة العوائل وقد عشت تجربة مع رفاقي حيث كنت المسؤول الاول بسبب ذهاب امر السرية الى مهمة خاصه وكان معي الرفيق الشهيد جوهر مستشار الفوج / 15 قه رداغ - كه رميان وفي احدى القرى هبطت طائرة عمودية ونزل منها بعض الجنود مع ضابط وكان بالامكان توجيه قاذفة ار, بي , جي , 7 وابادتها عن بكرة ابيها لكن تعقل الشهيد ودعوته بالانتظار فوت الفرصة علينا وكان بذلك محقا ولكن الجيش لم يفكر سوى بالقتل وتدمير القرى والسيد سلطان هاشم يدعي ... ان الجيش لا يقتل .
علمنا عن التوقيع على ايقاف الحرب بين العراق وايران , فدب الخوف قلوب الكثير من الناس واعتقد الكثيرين ان النظام سيفرغ جام غضبه على الحركة الانصارية وينتقم من الشعب العراقي في كوردستان وقد سمعنا قول السيد الخميني الذي تجرع كاس السم عند التوقيع والسبب انه لم يتمكن من تحقيق تصدير ثورته من جهة ومن جهة اخرى عدم امكانية القضاء على نظام صدام .
كنت على سفح جبل قه رداغ مع الرفيق سرجل بعد عودتي من جوله في المنطقه وعند الغروب رايت سرب طائرات حربيه تقصف قرية سيوسينان التابعه الى قه رداغ مع تصاعد دخان كثيف لم نعتد عليه فتوجهة مفرزة من رفاقنا لنجدة اهالي القريه وعند عودة الرفاق قالوا انها ضربة كيمياويه سببت قتل المئات من ابناء القرية غالبيتهم من الاطفال والنساء فاستعد الرفاق لتفريغ الاسره المصنوعة من الخشب لاستقبال الجرحي من اهالي القرية وبعد ايام زحفت قوات الجيش على قرى قه رداغ  نشبت معارك لمقاومة الزحف ولكن دون جدوى لما تمتلكه القوات من اعداد هائله من المسلحين مرفقة معها اعداد كبيره من الدروع تصاحبهم قوات الجحوش , في اليوم الاول قاد الرفيق اسكندر شقيق الرفيق الشهيد جوهر المعارك وكان بصحبته ابنه الاصغر ( كاوه ) وبعد سويعات عاد الرفيق وهو يحمل نبأ استشهاد البطل كاوه الذي لم يبلغ العشرين من عمره وقد حاولت اقناعه لعدم مرافقة والده الا انه اصر قائلا اليوم هو يوم الدفاع عن الشعب والحزب وعندما اردت مواساته قال انه كان الاقرب اليك فانا ارثيك لفقدانك اخيك وابنك ... لقد خسرناه ومعه الرفيق الشاب بكر من اهالي سنكاو وهنا تالمت كثيرا عندما ادعى مسيلمة الالفية الثالثة سلطان هاشم ليدعي ان الجيش لا يقتل .
بدأت المعارك وتم الانسحاب باتجاه كه رميان وتوزعنا على شكل مجاميع وكان معي عدد من الرفاق وبقياة الرفيق ملازم ماجد وبعد مقاومة اليوم الاول طرح الرفيق ماجد فكرة تغيير الموقع لانه اصبح هدف للعدو وافقته الراي وفي اليوم الثاني تم قصف نفس الموقع الاول وكنا نواجه اعتى وافضل الاسلحة الثقيلة من مدفعيات متنوعة ودبابات ودروع ودوشكات وقصف طائرات ولم يكن لدينا غير اسلحة متوسطه وخفيفة وايماننا بقضيتنا وعدالتها , اثناء الاشتباك مع القوات العراقيه حدثني الرفيق الوند وهو من اهلي سيوسنان حيث فقد في تلك الضربه الكيمياويه ( 11 ) فردا من اخوته وابناء عمومته ولم يعرف مصير اهله حينها فقال ... رفيق هناك التفاف ورائنا وعندما نظرنا شوهدت مجاميع كبيرة من الجحوش في منحدر الجبال لالتفاف خلفنا ومحاولة تطويقنا فطلبت منه الرماية باجاههم وكانوا يرتدون الملابس الكوردية مع تعليق قماش ابيض على الصدر والظهر من اجل تميزههم عن الانصار والبيشمركه ومنع اي اختراق اليهم من قبل الانصار او عدم حصول اشتباك بينهم وبين الجيش , وتقرر بعد ذلك الانسحاب لعدم تكافئ القوى وعند الفجر ونحن نسير فوق قمم جبل قه رداغ رايت كيف كان الجيش يرمي على مقر الحزب جام غضبه و خوفا من وجود كمائن ضدهم ويحرقون القرى ويقتلون ما يقع بين ايديهم وتم حرق ماكنة لحيم كهرباء تعمل على الكاز تابعة للحزب كانت تقدم خدمات الى الفلاحين الذين يعانون صعوبة التوجه الى المدن العراقيه لتصليح ادوات عملهم ولوحظت الجثث في الوديان والسيد سلطان هاشم يدعي ان الجيش لا يقتل .
لم نتمكن من تقدير عدد افراد الجيش العراقي ولكننا كنا نعرف ان هناك اكثر من مائة الف من قوات الجحوش ... لقد انسحب الثوار باتجاه اربيل وبصعوبة جمة وكان المسير ليلا ونهارا والمفارقه ان الجيش الذي لم يجرء يوما على القتال في الليل اخذ يجول ويصول ليلا ونهارا وكانت كل مجموعة تقاتل يتم تغييرها بعد ساعات وهذه الامكانيه كانت غائبة عندنا لان العدد محدود والامكانات ضعيفة فهي حرب مواجهة وليست حرب عصابات لذلك كان القرار بالانسحاب صائبا لتقليل الخسائر بالقدر الممكن , واصلنا الانسحاب الى المقرات الخلفيه , وبعد ايام طلب الرفاق مواصلة المسيره للالتحاق بابني في الخارج ... اعتذرت في تنفيذ القرار وحاولت البقاءالا ان القرار سبق وان صدر فكان الخضوع لتنفيذ القرار وتوجهة مع مجموعة من الرفاق وبعد ايام وصلت الى مقر كافية التابع لمحلية دهوك وعندها التقيت مجموعة من الرفاق لكن بعد فترة وصلت معلومات عن نية النظام بالزحف على المنطقه ولوحظ نزوح الالاف من الاهالي باتجاه الحدود العراقيه -الايرانيه - التركيه , تحرك الرفاق الادلاء لمعرفة الحقيقة وفعلا كان الخبر اليقين عن نية السلطه بانفلة المنطقة ( لقد كتب العديد من الرفاق عن كيفية وظروف اجتياز المناطق الجبليه والنفوذ من بين انياب اجهزة السلطة القمعيه ولكني اود الاشارة الى اننا راينا فتاة صغيرة فقدت اهلها وهوترقد تحت صخرة من الخوف فتلقفها الرفاق وتم تبليل فمها بشكل تدريجي بالماء وبعد ذلك اطعامها واصبحت رفيقة الطريق لمسافة طويله وقد احترنا خوفا عليها من المجهول , هذه المسكينه فقدت اخيها الصغير بشظية من قذائف النظام والسيد سلطان هاشم يدعي ان الجيش لا يقتل .
مررنا بظروف صعبة ولكن ارادتنا كانت الاقوى لتجاوز الصعوبات رغم اصابة احد رفاقنا بمرض الملاريا وقبل تسليم انفسنا الى شرطة الحدود التركيه ( القه ره قول ) اتلف عدد من الرفاق وثائقهم وجرى التسليم باسم مقاتلي الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولم نجرء على تسليم انفسنا كوننا شيوعيون لقد اضطررنا على التسايم لان الجيش وصل الى الحدود مطاردين المقاتلين والمدنيين لانزال الموت باكبر عدد ممكن من بني البشر دون وا زع ضمير والسيد سلطان هاشم يدعي ان الجيش لا يقتل .
مكثنا في غرفة تقدر بثمانية امتار مربعة او اقل وقد نقل الرفيق المريض الى المستوصف العسكري وكنا جميعا قلقين عليه , مكثنا ثلاثة ايام دون ماكل او مشرب وكنا نقضي حاجاتنا في الغرفة نفسها لمنعهم لنا من الخروج من الغرفة علما انه لم يكن لها باب ولا شباك وكانت الحراسه مشددة في فتحات الشبابيك الاربعة وكذلك البابين المتقابلين مع وجود كلبين كبيرين في كل باب مربوط يسمح له بالدخول لمسافة متر تقريبا , في اليوم الثالث جرى لقاء مع قائد المعسكر وقد اختارني الحرس لمواجهة الضابط التركي وبعد لقاء استمر لاكثر من نصف ساعة تم رفع الحصار عنا مع البقاء على الكلاب والحراسات المشدده .
بعد ذلك هبطت طائرتي هلكوبتر عراقيتين ونزل منهما ضباط مع مرافقين شعرنا بدورنا ان اتفاقا سيجري لتبادل الاسرى وعمت حالة من الفوضى عندنا فاخذ كل يفكر بطريقته الخاصة والمهم في الامر رحلت الطائرتان مع الضباط وتم احظار الرفيق المريض حيث ابلغنا بموعد ترحيلنا الى الحدود الايرانية لتسليمنا اليهم حينها تنفسنا الصعداء , قبل تحرك السيارة ( اللوري ) نصحنا الضابط التركي بعدم اظهار رؤوسنا عند مرور السياره على الشارع الموازي للحدود العراقية خوفا من اطلاق النار علينا من قبلهم ولكن الفضول لمعرفة كل شيئ دفعنا للنظر عبر الثقوب الحاصلة في جدار اللوري ( البودي ) وعندها كنا نرى كيف يتحرك الجندي العراقي وكيف يحرق الارض تطبيقا لمقولة سيدهم الجبان صدام ---لن اسلم العراق الا وارضها محروقة --- والسيد سلطان هاشم يدعي ان الجيش لا يقتل ,,,
ترى من القاتل ان لم يكن جيش صدام الذي اخذل شعبه في معارك وحروب ... هل الجحوش من قاموا بقيادة اسراب الطائرات وهل ان الانصار والبيشمركه من اشعلوا كل هذه الحروب ... وهل انا الذي قتلت العوائل من نساء واطفال ترى لماذا الكذب وهل بكذبك يا سيد سلطان ستنقذ رقبتك من العقاب الصارم والعادل ام ان ذلك سينزل العار عليك وعلى اقرانك المجرمين  .