| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأثنين 5/5/ 2008



دعوا البراعم تتفتح

علي حسين الخزاعي

هكذا اطلق بريمر رصاصته القاتلة على الطبقة العاملة العراقية ,عندما اعطى الضوء الاخضر لفئات من القوى القومية والطائفية بأعتماد البعثيين من النقابين السابقين ,الذين كانوا بمثابة آلات قتل ووسائل ارهاب بيد الطاغية لمحاربة الطبقة العاملة وكل الشغيلة في العراق , الذين سبق لهم وحولوا مقرات النقابات الى محاكم لمن لايخضع لأرادة البعث وسيده المشؤوم .
اعتمد بريمر تصريحه ذلك ( دعوا البراعم تتفتح ) من اجل تعددية النقابات, والتي لم تكن سوى الوسيلة الخبيثة لمحاولة تهميش دور الطبقة العاملة واضعافها, فكان التوجه الواسع للكثير من البعثيين الخالين الوفاض سوى من تعلمهم لأساليب الارهاب وقمع الشغيلة والخضوع لأرادت السلطة وممارسة اساليب القمع ضد العمال المنتمين الى نفس النقابات, التي كانوا مسؤولين عنها انسجاما مع سياسة البعث .
ان اصحاب النفوس المريضة والمعادية للشغيلة لم يكن همهم من تشكيل تلك النقابات الكارتونية سوى العمل على تشتيت وحدة الطبقة العاملة وهذا امر معروف لديهم , بأن اي وحدة للحركة النقابية يعني وحدة الطبقة العاملة العراقية وكل الشغيلة, لهذا اطلق الحاكم الامريكي طلقته الخائبة, ولو لحين عرقلة وحدة العمال ان لم يتحقق ما كان يبغيه , فكان اللهاث وراء المواقع والمسؤولية من قبل البعثيين السابقين وقبولهم التوبة كشرط لنجاتهم من حكم الشعب والقانون على ما اقترفته اياديهم من جرائم بحق الشعب وطبقته العاملة .
تشكلت اعداد من الاتحادات النقابية الهشة ,التي استمدت قوة وجودها من الانتماء القومي والديني والمذهبي ,الذي شكل انعطافة خطيرة على وحدة الحركة النقابية اعتمادا على اساس خاطىء لاعلاقة له بالانتماء الطبقي للشغيلة وحركتها النقابية , فقد تمكن بريمر بحكم موقعه المطلق في حكم العراق حينها, في وضع ميزانية كبيرة وصرف رواتب كثيرة ودفعهم للأستعجال لتنفيذ سياسته المعادية للشغيلة, وتحقق له ذلك ووجد المعمم والافندي من المهندس والطبيب في تلك التشكيلات والذين لاعلاقة لهم بالحركة النقابية ولا بالعمال, لامن بعيد ولا من قريب وكل الهم هو تحطيم وحدة العمال من خلال تدمير حركتها النقابية .
ان هؤلاء المنبوذين من المجرمين بحق الشعب استلموا من بريمر المكارم واعلنوا التوبة, فمنهم من انتمى الى احضان القوى القومية ومنهم الى القوى الطائفية ليتبوؤا مقاليد السيادة النقابية في مجالات لاقاعدة جماهيرية لهم فيها , كون العمال النجباء هم الاكثر دراية عن واقع هؤلاء ودورهم ايام المقبور عبدالله المؤمن .
ما العمل ؟
لاشك اننا اليوم وحركتنا النقابية الديمقراطية على اعتاب الانتخابات العمالية المرتقبة بعد اسابيع قلائل, حيث هناك البعض من المحسوبين على الاتحادات النقابية تلك يبذلون اقصى الجهد من اجل عدم اجرائها او تأجيلها بحجة الوضع الامني , لانها ليست في صالحهم ولا في سياق سياستهم المناهضة لمصالح الشغيلة العراقية عموما , فان من الواجب علينا شد الحزام وبذل اقصى الجهد الاعلامي والجماهيري, واتباع كل الاساليب المشروعة من اجل بث الوعي وتحريض العمال جميعا للمشاركة في الانتخابات, والادلاء باصواتهم وانتخاب ممثليهم الحقيقين خدمتا لمصالحهم الطبقية ووحدتهم في العمل من اجل خدمة الشعب والوطن .
ان تكثيف الجهد الاعلامي امر مهم وضروري, وهنا يكمن دور موقع صوت العمال لسان حال حركة العمال النقابية الديمقراطية في الجمهورية العراقية , والمواقع الألكترونية الوطنية والحريصة على مصالح الكادحين, وكل الكتاب التقدميين والسيارين والشيوعيين في فضح نوايا القوى المعادية لمصالح الطبقة العاملة ووضع عجلتها على الطريق الصحيح واهمية الانتخابات الديمقراطية النزيهة والشفافة .
بنفس الوقت نحن بحاجة ماسة الى المصداقية الاكثر والوضوح والمكاشفة الصريحة والشفافة مع كل ابناء الطبقة العاملة وتبيان الدور التاريخي الذي يقع على عاتقها في مسار الحياة النضالية اليوم .
نحن بحاجة الى تفعيل المطالبة, بألغاء القرارات المجحفة بحق الطبقة العاملة وخاصة القرار / 150 الذي اصدره المشؤوم صدام وحول بموجبه العمال في القطاع العام الى موظفين, وبعده الغى قانوني العمل والضمان الاجتماعي ..... واليوم لايزال ذلك القرار الصدامي ساري المفعول في القطاع العام , وهناك العديد من المدراء العامين يعتمدون القرار السابق لاعاقة دور النقابات , رغم شرعية تاسيسها في 16 / 05 / 2003 اثر الانتخابات الديمقراطية التي استمدت شرعيتها من العمال انفسهم , ان ما زاد من تعقيد الامور هو القرار / 8750 الذي صدر في 8 / 8 / 2005, الذي بموجبه تم تجميد منظمات المجتمع المدني وبضمنها الاتحاد العام, بأعتباره أحد فصائل منظمات المجتمع المدني بل من اكبرها, واكثرها اتساعا, حيث تمت مصادرة امواله رغم ان هناك قرار بتحرير 30% منها لصالح الاتحاد, لكن القرار لم ينفذ لغاية الان .
هذه القضية مهمة وحساسة,خوفي من صرفها الى الاتحادات الكارتونية وحرمان الاتحاد منها, رغم عائديتها الشرعية الى الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق ومكتبها التنفيذي, الذي انتخب في 16 / 05 / 2003 . ان الغاء تلك القرارات هو حق مشروع وحق قانوني كونها معادية لمصالح مجموعة بشرية عانت ظلما مبرحا على ايدي نظام البعث العفلقي الرهيب, ولآن القرار /8750 لايحمل الشرعية من السلطات التشريعية, ولا في صالح ابناء الشعب العراقي وطبقته العاملة , المفروض ان تتخذ قرارات تلغي اي قرار يكمن جوهره في موقع معادي لمصالح الناس ويعيق تطور حياتهم , ان القرار / 8750 لايختلف في جوهره عن اجراءات نظام البعث بعد اصداره القرار / 150 في مصادرات ممتلكات الاتحاد جميعها, وتحويلها لصالح مؤسسات الدولة, مثلا تحويل مستشفى الكندي ومستشفى السكك الى وزارة الصحة .
ان كلا القرارين والغاء قانون العمل وقانون الضمان الاجتماعي والقرار 8750, تشكل خرقا صارخا لكل الاعراف والقوانين الدولية, وخرقا للحقوق النقابية والحريات العامة, من هنا نؤكد على اهمية الغاء كل تلك القوانين والقرارات الجائرة .
هنا لابد من التأكيد, على اهمية تنشيط العمل وبذل اقصى الجهود من اجل اجراء الانتخابات النزيهة والشفافة في القطاعات المختلفة (( القطاع العام والقطاع الخاص والمختلط والتعاوني)).
ان وحدة الهدف للمخلصين من الكوادر النقابية واصدار قوانين من قبل السلطات التشريعية والتنفيذية, لصالح كل الشغيلة العراقية تتضمن المطاليب المشروعة وتدافع عنها, لأمر في غاية الاهمية والتي بدورها ستكون الدافع الايجابي المعنوي والنفسي للعمال, بالمشاركة الفعلية في اعادت بناء الوطن .
لذلك نرى الاهمية في ان تستمد الشرعية الحقيقية من العمال انفسهم, في انتخاب قادتهم الحقيقيين بعيدا كل البعد عن محاولات تجيير تلك الانتخابات على اساس قومي, طائفي, لايخدم في النهاية غير المصالح الحزبية الضيقة وهي بالتالي لا تكون لصالح الشعب, بل سيكون طريقا آخر لخدمة القوى الرجعية التي تبغي العداء لشعبنا ووطننا الحبيب
ان الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق هو الممثل الشرعي والوحيد للطبقة العاملة, لأكتسابها الشرعية من الانتخابات التي جرت بعد سقوط النظام المباد , ومن ارادة العمال انفسهم , حيث ان اية محاولة لعرقلة عمل الاتحاد, يعتبر اعاقة لتطور وحدة الطبقة العاملة العراقية, ودورها الطبيعي والطليعي لخدمة الشعب والوطن واعادت بناءه .

 

Counters