علي الخزاعي

الأربعاء 4/6/ 2008

الطريق الى الديمطقراطية النقابية

علي حسين الخزاعي

* ان الطريق الى الديمقراطية النقابية ¸طريق معقد وغير سالك , حيث توجد العشرات من العقبات التي تقف حائلا دون الوصول لفهم الديمقراطية , ووضع اسسها بشكل علمي وسليم بما يخدم العملية الانتخابية لصالح العمال والكادحين في حسن اختيار ممثليهم الحقيقيين من اجل تشكيل اتحاد حقيقي وشرعي يمثل مصالح الطبقة العاملة ويدافع عنها .
* قبل كل تلك العقبات , تقف النزعة التسلطية للرأسمالية ومنظريهم البرجوازيين لفعل كل ما في امكانهم لتطوير العمل وزيادة الارباح على حساب العمال , والاستمرار على ان تستمر قوة العمل كبضاعة تجني ارباحا لصالح فئة على حساب السواد الاعظم من ابناء الشعب .
* الحروب التي تفتعلها القوى والانظمة البرجوازية الحاكمة من اجل ايجاد اسواق لمنتجاتها الفائضة تؤدي الى كوارث ومجاعات وامراض وتخلف على كل الاصعدة , ومن ضمنها تحويل العمال الى وقود لتلك الحروب الكارثية, مما يؤدي بالعمال لدفع ضريبة جرائمهم البشعة التي يقترفونها , وتحمل وزر نتائجها وافرازاتها الوخيمة .
* ( الجهل ) ... تلك الآفــة ... التي لا تفرق بين الاخضر واليابس لتخلط وتحرق كل ما يكون امامها , حيث تؤدي الى الفهم الخاطىء والانخداع , والانسياق وراء الادعاءات الكاذبة والشعارات الرنانة , دون وعي بسبب الامية المتفشية وسط الجماهير الكادحة , ولسبب التجربة الكبيرة التي تمتلكها الانظمة البرجوازية تستغل ظاهرة الامية للتلاعب بمشاعر الكادحين سواء بأسم القومية أم بأسم الدين والمذهب لتعمق ظاهرة الامية والجهل , وبذلك تنتشر الاوبئة المشينة منها السحر والشعوذة والدجل المهين لكرامة الانسان وقيمه الاخلاقية .
* ان الصراع الطبقي يدور بين كفتي ميزان غير متعادلتين , فأصحاب المصالح الطبقية الضيقة ومنظريهم يمتلكون كل الوسائل الفنية والثقافية والاعلامية والتقنية ويستنفذون كل الجهد لتطوير اساليب الاستغلال الطبقي من اجل تطوير الانتاج والاستمرار في البقاء على قوة العامل كبضاعة قوية تدر الارباح الكثيرة لهم .
* هناك دور آخر يمارسه الرأسملي ضد العامل , هو ابقائه على تعلم جزء من العمل الانتاجي في سلسلة العملية الانتاجية , دون توفير دورات مهنية لتعريف وتدريب العامل ورفع امكاناته المهارية والفنية , اضافة الى اضطرار العامل للعمل ساعات اضافية بسبب الراتب الشهري الضعيف وغير المتناسب مع القوة الشرائية في السوق , وغلاء المعيشة والذي يكون سببا مباشرا لقضاء وقت طويل في العمل بعيدا عن العائلة , مما يجعل من ذلك عدم توفر الوقت الكافي للأستراحة والمطالعة وقضاء الوقت مع العائلة , ثم اخذ قسط من الوقت للأستماع الى الموسيقة ومشاهدة الافلام كغذاء روحي للأنسان .

ان اهم الوسائل التي يمكن اعتمادها لتطوير مدارك العمال الثقافية والمهنية والتقنية والسياسية واستيعاب مفهوم الديمقراطية واهتمامهم بعوائلهم هي :
- اصدار قانون عمل جديد وديمقراطي يضمن الحقوق الكاملة للعمال .
- اقامة دورات تثقيفية حول الديمقراطية النقابية واهميتها .
- تعديل رواتب العمال بما ينسجم مع القوة الشرائية للسوق وما يكفي لأعالة العائلة بأكملها .
- منع التشغيل الاجباري لساعات عمل اضافية طويلة .
- زج العمال في دورات مهنية مدفوعة الاجر لرفع المدارك المهنية والتقنية .
العناية الكاملة بالامن الصناعي والصحي للعمال .
- تحسين ظروف العمل البيئية , مع توفير ادوات العلاج الفوري ( الطواريء ) بالاضافة الى اهمية وجود طبيب للمؤسسات الكبيرة .
- منح اجازات سنوية ومرضية مدفوعة الاجر وفقا على ما ينص في قانون العمل الجديد .
- توفير سيارات نقل من والى العمل وبالعكس على حساب المؤسسة .
- توفير دور حضانة ورياض اطفال لأولاد العاملات في مناطق السكن او مناطق العمل .