| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الخميس 31/7/ 2008



كركوك الامتحان الاصعب 

علي حسين الخزاعي

نتساءل مرة أخرى , لماذا أزيح نظام البعث اللعين ؟ وما الهدف الذي اتفقتم عليه جميعا دون استثناء ؟ ألم تطرحوا مسألة الشعب ومعالجة قضاياه العقدية ؟ اليس الشعب وهمومه هي الاولى للمعالجة أم ان هناك امور مخفية ؟
يتضح ان هناك امور مخفية , وهي تتضح للعيان من خلال المواقف والتصريحات والاجراءات التي لاتنسجم مع مصالح الشعب الآنية والمستقبلية , ترى ما الذي تحقق غير الاستقرار الامني المتواضع وبجهود السطات التنفيذية .
سبق لنا وللعديد من الاقلام المخلصة وبعض القوى اليسارية في المطالبة حول اهمية حلحلة الوضع السياسي واعتماد منطق العقل وتفعيل المصالحة الوطنية بين القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية اولا ومن ثم التوجه الى القوى السياسية العراقية التي هي خارج العملية السياسية واجهزة الدولة التنفيذية والتشريعية من اجل جذبها ومشاركتها في العملية السياسية ونبذ كل محاولات الاقصاء والتهميش لأي طرف مهما كان حجمه .
ان تفعيل المصالحة الوطنية هي الطريق الاسلم والاقصر لمشاركة الجميع في اعادت بناء والوطن ومعالجة القضايا العقدية التي ابتلى بها شعبنا منذ عقود من الزمن , كون ان اي علاج لايمكن ان يتحقق خارج هذا الواقع والذي افرز سياسة التوافق بين القوى ومكونات الشعب .
في هذه الظروف المعقدة تسير العملية الامنية نحو الامام ولو بشكل بطيء وهي بحاجة الى تفعيل حزمة من الاجراءات الاساسية ومعالجة الواقع الثقافي والاقتصادي الى جانب الاجراءات الامنية وتوفير ابسط المستلزمات الضرورية لشعبنا , وخلاصه من هذا الواقع المزري الذي يعانيه من انعدام الكهرباء والماء والعمل الذي يؤدي الى الفقر والفساد بكل انواعه وعلى مختلف فصائله .
ان جماهيرنا الشعبية لاتنتظر منكم تاجيج الاوضاع مرة اخرى , وهي تنظر الى المجلس النيابي لمعالجة الاوضاع لا الى تازيمها وتعقيدها , والكل والحمد الله يدعون بالعمل من اجل الوطن واعتماد بنود الدستور , وهذا الامر اصبح واضحا وسوف لا ينطلي على شعبنا الذي اختبرته الحياة السياسية خلال الفترة المنصرمة وهو يعي بشكل جيد واصبح يميز الحابل عن النابل .
ان القرارات الانفعالية والمستعجلة من اي طرف كان تؤدي بالضرورة الى تعقيده , ونحن بحاجة الى العقلانية اولا واتخاذ القرارات التوافقية السياسية ثانيا , بما ينسجم مع مصالح الشعب لا من وجهة نظر طرف واحد بل من خلال الفهم المشترك للجميع وكل الاطراف .
ان قضية كركوك ليست بجديدة على المسرح السياسي , بل هي قضية معقدة منذ عقود طويلة من الزمن ولم يتم معالجتها من قبل الانظمة والحكومات المتعاقبة منذ نشوء الدولة العراقية , وكان افضل علاج لتلك القضية ما نص عليه الدستور العراقي الدائم والذي تم على اساس توافقي تضمن بالمادة (140) والذي اثلج القلوب بعد ان افلحت القوى السياسية من ايجاد حل مرضي وانساني لها .
ان تأجيج هذه القضية هذه الايام من قبل البعض , لها مدلولات سياسية وحزبية ضيقة , لابد من التوقف عندها ومعالجتها , وان هذه الحالة لاتخدم اي طرف من الاطراف المختلفة اليوم وهي بحاجة للعودة الى الدستور واعتماد التوافق السياسي لوضع الآلية السليمة لأقرار قانون انتخاب المحافظات بما ينسجم مع وحدة الوطن ارضا وشعبنا لأن كركوك اليوم هو الامتحان الاصعب وعند تجاوزه بشكل عقلاني فان القضايا الآخرى يمكن ان تحسم وبشكل مرن .
 

free web counter