| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي الخزاعي

6

 

 

 

السبت 30/12/ 2006

 



تنفيذ حكم الاعدام بالطاغية , تنفيذا للعدالة

علي الخزاعي السويد

تناقلت الانباء خبرا مهما طغى على الاخبار العالمية الا وهو تنفيذ حكم الاعدام بالطاغية صدام التكريتي , حيث وضحت الامور وبانت المواقف على حقيقتها اكثر , على صعيد الداخل حدثت تفجيرات دموية ضد ابناء شعبنا تفضح زيف الادعاءات بالمقاومة الشريفة , وقد سبق وجرى التاكيد ان كل العمليات الارهابيه تقودها مجاميع تعود بالصلة بايتام النظام السابق ولها الدعم المادي واللوجستي الخارجي من اصحاب النفوذ والمصالح التي ذهبت مع فقدان راس النظام لسلطته اي انهم ليسوا اكثر من اصحاب الكوبونات التي تمت رشوتهم على حساب الشعب العراقي ومن مال الشعب .
فالفاتيكان يعتبر الخبر مفجع ناسيا ان هذا القائد كان سببا لقتل وتهجير الالاف من ابناء الطائفة المسيحية وقد زعل الفاتيكان من الخبر بدلا ان يهنيئ الشعب العراقي لما انزله من قصاص عادل بحق جلاده وتتعالا الاصوات النشاز باسم حقوق الانسان لتطلب الرحمة في عدم اعدامه والاكتفاء بسجنه مدى الحياة .
ان لكل موقفه وانا احترم كل الاراء ولكن ليست تلك التي تجرح مشاعر الشعب العراقي فليس صدام من يستحق الرأفة فهو كان قاسي القلب ذبح من افراد عائلته فكيف بالاغراب عائليا وقد دفن الناس نساءا واطفالا وشيوخا لا لذنب اقترفوه بل من موقف شوفيني اراد ان يخيف العالم ليثبت كرسيه ويصبح الرئيس مدى الحياة انه العنصري والشوفيني الاول في تاريخ العراق ولم يحدث ان ظهر مثيل له ليس في العراق فحسب بل في اقطار المنطقة كلها .
لقد قيل الكثير عن حماس وعلاقاته بالارهابيين وبحزب البعث ولعدم وجود اثبات ملموس كان الامر بين الشك واليقين ولكن اليوم تكشف الامر وتكشف اكثر مدى خوف القادة العرب من غضب الجماهير , اعدام صدام نذير شؤم للقادة العرب خاصة قائد الفاتح الذي ينزل السباب بامريكا وعندما تحمي الحديدة ضده يركع امامها ليقبل الايادي الامريكيه وينفذ ما عليه واكثر من ذلك ليس لشئ بل حفاظا على الكرسي اللعين .
ان الاعدام يسلب الانسان حياته وهو امر مقزز ولكن من يتحدث عن هذا الامر عليه ان يتذكر ان اوروبا نفسها كانت تسلخ جلد الانسان قبل تقطع رأسه ولم تصل الى رفض الاعدام ورفعه من دساتير دولهم الا بعد قرون من العذابات , ان مفهوم الديمقراطية وحقوق الانسان لم ينتج اعتباطا بل نتاج خبر وتجارب العالم , نتاج معانات البشريه , والديمقراطيه مفهوم معقد لايمكن استيعابه بقرار فوقي لانها الية عمل تنظيم الحياة البشرية بكل جوانبه ولناخذ بنظر الاعتبار امريكا مثلا كانت لغاية الستينات من القرن المنصرم لاتؤمن ولاتتحدث عن الديمقراطية لانه كان يعتبر مفهوم خاص بالشيوعيين وكانت تعتمد القتل عبر اساليب مخابراتية لكل المعارضين لها وهم سفكوا دماء العشرات من السياسيين امثال القائد الزنجي مارتن لوثر المدافع الحقيقي عن ثورة الامريكيين الحقيقيين .......... فكيف تطالبون شعبا عاش ردحا من الزمن طال اكثر من اربعة عقود في ظل نظام ارهابي لايعرف غير لغة السلاح بوجه معارضيه .......... ان حكم الاعدام صدر بحق البعث منذ العام / 1959 عندما حاول قتل الزعيم عبدالكريم قاسم وكذلك قرار الشعب عام / 1963 بعد ان تمكنوا من الاطاحة بحكم الزعيم عبدالكريم قاسم وانزال اشد الضربات بالوطنيين وخاصة بالحزب الشيوعي العراقي وهكذا كان للشعب كلمته لولا المساعدة الكبيرة التي حصل عليها من بوش الاب لانقاذ حياته من تنفيذ حكم الاعدام في انتفاضة اذار المجيدة عام / 1991 .
اين كنتم ايها المدافعون عن حقوق الانسان عندما اباد صدام الشيوعيين والديمقراطيين ومن الاسلاميين النجباء , هل اخرستكم كوبونات النظام , واين كنتم عندما غدر الفاسق بابناء الشعبين الايراني والكويتي واين كنتم عندما دفن الالاف من الاكراد وهم احياء من نساء واطفال واين كان صوتكم الشريف عندما غدر صدام بابناء الانتفاضة , الايكفي الادلة الثبوتية التي قدمت لادانة حزب كامل خائن بحق الشعب ورأس النظام العفن الذي كان سببا لابادة الجنس البشري في عراق حمورابي .
كيف تطالبون شعبا عاش اربعة عقود في ظل نظام فاشي كان سببا لكل الويلات التي حلت على شعبنا وكيف تطالبون شعبا انقطعت عنه كل العلوم السياسية والعلمية والثقافية والتطورات الحديثة وكانت حصرا على النظام لوحده , انكم تطالبون المستحيل من حف اسود الرافدين اصحاب الزنود السمر , ان تثبيت الاعدام امر ضروري ليس بحق صدام لوحده بل بحق كل الجلاوزة المجرمين من بناة القبور الجماعية ولكل من تسول له نفسه . ولذلك ارى في ضرورة الابقاء على قرار الاعدام لفترة اخرى وبعدها يطرح كمشروع على المختصين وبشكل استفتاء على الشعب بعدة الخلاص من كل العتاد المجرمين .
الخزي والعار لملك ليبيا القائد الفاتح لثورة الفاتح القذافي المجنون الذي اعلن الحداد ثلاث ايام لكنه لم يفكر يوما ادانة الجرائم التي اقترفت بحق الشعب العراقي التي لاتعد ولا تحصى , هذا النظام الذي وصل الى السلطة عبر القطار الامريكي العروبي والمشارك في قتله العشرات من ابناء الشعبين المصري والليبي عبر تذويبهم في احواض الاسيد وهو ما ينطبق عليهم المثل القائل الطيور على اشكاله تقع .
لقد نفذ الشعب العراقي رغم كل الظروف الصعبة والمعانات ارادته وحقق ما كان يبغي له في القضاء على اعتى دكتاتورية في التاريخ وصبر لحين ال 30 / 12 / 2006 نفذ حكم الاعدام بحق المجرم مع سبق الاصرار لانه قال كلمته ونفذ قول الشاعر ابو القاسم الشابي :
                    اذا الشعب يوما اراد الحياة                  فلا بد للقيد ان ينكسر