| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الجمعة 2/5/ 2008



ماذا تعني مسيرة الاول من آيار في العراق ؟

علي حسين الخزاعي

مرت على العراق الوطن , والشعب الابي عشرات المرات ولعقود طويلة ذكرى يوم التضامن الاممي , ذكرى الاول من آيار يوم النضال الطبقي ضد كل انواع الاستغلال والظلم السياسي والاجتماعي , لم يتمكن الشعب العراقي من المشاركة مع طبقته العاملة للتعبير عن هذا التضامن الا لمرات معدودة , فقد كانت المرة الاولى في المسيرة المليونية بعد اسقاط النظام الملكي الاقطاعي العميل في الاول من آيار عام / 1959 بعد ثورة الرابع عشر من تموز / 1958 .
لقد أظهرة الطبقة العامة العراقية مدى قوتها التنظيمية وتأثيرها على الواقع السياسي واهمية دورها لحماية مكتسبات الشعب وخيراته , فهزت تلك المسيرة مضاجع القوى الرجعية والاقطاعية داخل الوطن وارعبت قلوب الرجعية العربية والقوى الامبريالية آنذاك مما دفعت بهم للتحالف من اجل تدمير الثورة عبر حياكة الانقلابات العسكرية والتي تحول جرائها الحركة القومية العربية وبالخصوص الناصرية الى جانب بعث عفلق المجرم الى سلاح فتاك بيد الامريكان والحركة الناصرية .
وقد بدأت الخطوات الاولى كممارسة واقعية عند دعوة الشهيد عبدالكريم قاسم للعمال في المؤتمر التأسيسي الاول في 14 / تموز / 1959 بالتآخي بين العمال والرأسماليين مما اعطى ذلك الضوء الاخضر للقوى الرجعية المتمثلة بالبعثيين والقوميين المتحالفين ضد حكومة قاسم وحلفائه المخلصين للتآمر ضد الطبقة العاملة وحزبه المناضل من اجل عرقلة مسيرة ودور النقابات في العراق وتحجيم دور الطبقة العاملة بعد ضرب النقابات والتي هي السلاح النضالي المجرب في الصراع بينها وبين البرجوازية .
كل تلك الاوضاع والظروف المعقدة لم تثني العمال من الاحتفال بيومهم التضامني بل احتفل العمال كل وفق الطريقة التي تنسجم مع الواقع الموضوعي المحيط بهم ورغم ذلك كانت اعين المتربصين تطارد العمال في تلك الفترة حيث تمكن البعث بعد المجيء الى السلطة عام / 1968 في توجيه جام غضبه ضد العمال ونقاباتهم خاصة في تشرين الثاني من العام / 1968 واطلاق الرصاص على عمال شركة الزيوت النباتية اثر الاضراب السلمي مطالبين بتحسين ظروف العمل وزيادة الاجور وغيرها من المطاليب المشروعة , تلك الرصاصات الغادرة ادت الى استشهاد اثنين من العمال وجرح عدد منهم .
لقد كانت الحسرة تدمي قلوبنا ونحن نرى بأم اعيننا اشقائنا العمال في العالم يحتفلون بهذه المناسبة العزيزة ونحن مهددين بقوة القانون المعادي لمصالح الكادحين مكرهين على عدم ممارسة حقنا الشرعي للأحتفال بالمناسبة .
وصل الامر بالنظام الصدامي من الوقاحة الى الغاء صفة العمال في القطاع العام بقراره الجائر (( 150 )) والذين يشكلون ال (( 80 % )) من قوام الطبقة العاملة الى موظفين والغى النقابات كي يلغي الاحتفال بهذه المناسبة الى جانب الغاءه لقضايا كثيرة تخص حياة العمال الاقتصادية والتكنيكية والديمقراطية وتحويلهم الى دمى بيد القائد الضرورة .
هذا القرار لم يكن نهاية المطاف ولم يفت بعضد العمال البواسل , فقد استمر النضال وتصاعد وفقا على الظروف الملموسة لحين سقوط الطاغية في نيسان / 2003 حيث تمكن العمال من انتخاب المكتب التنفيذي في العراق مما شجع ذلك على التطور النسبي في بداية الامر مع وجود بعض من الاستقرار الامني فانطلق العمال وبقيادة المكتب التنفيذي الى جانب قادة الحزب الشيوعي العراقي في مقدمة المسيرة التي شارك فيها الالاف من العمال والكسبة محاطين بخيرة ابناء الشعب من المثقفين والمبدعين احتفالا بالاول من آيار الذي جسد الوحدة الوطنية بين شرائح المجتمع في ذلك اليوم .
المشكلة ان اعداء الطبقة العاملة لم ولن تلقي بسلاحها المعادي للكادحين ولا يمكن من تحقيق شيء للعمال ان لم يكن بسواعدهم وتحت قيادة حكيمة تتفهم الواقع وتستوعب الظروف بشكل سليم , فالصراع تحول من العمل لأعادت بناء الوطن الى صراع من اجل الجاه وتوزيع السلطات والنفوذ وزاد من ذلك دور الاحتلال وتضاعف الارهاب وضراوت دور الميليشيات المنفلتة الذي ادى الى مضاعفة الارهاب وانعدام الامان والقتل على الهوية , كل تلك الاوضاع الشاذة خلقت اجواء لم تشجع على المشاركة في مسيرة الاول من آيار خوفا من فقداننا العشرات من ابناء الشعب والطبقة العاملة ضحايا للقتل المجاني بيد اصحاب الضمائر الميتة .
والواقع ان اي من الحكومات التي تعاقبت بعد سقوط النظام لم تخطي اية خطوة لأتخاذ قرار يلغي بموجبه القرار ( 150 ) المشؤوم مما اصبح ذلك حجة بيد المدراء العامين في رفضهم لتحقيق مطاليب العمال باعتبارهم موظفين حسب القرار ( 150 ) وهي حجة واهية بل ما زاد من تلك المعانات هو اصدار القرار ( 8750 ) في 8 / 8 / 2005 والذي تم بموجبه تجميد منظمات المجتمع المدني ومصادرة ممتلكاتها وتجميد اموالها , وقد تمكنت الحكومة من تجميد تلك المنظمات وتعطيل دورها النضالي على جميع الاصعدة .
هنا لابد من معرفة قضية مهمة بان الصراع بين الطبقة العاملة اين ما يكون , ومتى ما يكون , لايمكن ان ينتهي عبر القرارات الفوقية الجائرة حيث اثبت التأريخ عبر المسيرة النضالية للطبقة العاملة في العالم والعراق ان اي معادات للطبقة العاملة وحزبها الطليعي سوف يؤثر سلبا على حياة الشعب باكمله ويؤدي الى ذبح الديمقراطية والى تهديد سيادة الوطن وتطور نشوء الدكتاتورية باشكاله المتنوعة .
لذلك نرى ان انعدام الديمقراطية والحريات العامة في العراق ادت الى تفعيل العملية السياسية بشكل سلبي مما ضاعف ذلك من معانات الناس والى انعدام الامان والقتل بطرق وحشية متنوعة وقد اخذ اعداء الشعب يتفننون في تنفيذ اساليبهم الخبيثة الى درجة القتل على الهوية والاسم .
ان للأحتلال والارهاب والميليشيات دور كبير اضافة الى الصراع الدائر وبأشكاله المختلفة بين القوى السياسية العراقية وخاصة الشريكة في الحكم والمجلس التشريعي .
كل يوم آيار نضع ايادينا على قلوبنا , لكن رغم القلق الذي يشوب فاننا على ثقة كبيرة بمستقبل زاهر لشعبنا وطبقتنا العاملة خاصة وقد علمت من مصادر وثيقة الصلة ان العمال في العراق متهيئين اليوم الخميس المصادف الاول من آيار للأنطلاقة في مسيره سلمية احياءا للمناسبة الجليلة من ساحة الفردوس متوجهين الى اعماق بغداد الحبيبة يشاركهم عمالنا البواسل في كوردستان العزيزة يطالبون بتحسين ظروف العمل وزيادة الرواتب , لم اصدق عيني وانا اقلب صفحات المواقع الالكترونية وارى صور للقادة الابطال , قادة الحزب الشيوعي العراقي المدافعين الحقيقين عن مصالح الطبقة العاملة العراقية الى جانب العديد من قادة الحركة النقابية ومنهم البطل صادق الفلاحي في مقدمة المسيرة الآيارية ,,, انه التحدي بعينه ,,, لذلك فان مسيرة الاول من آيار هو التعبير الصادق للموقف التضامني مع العمال في كل القطاعات بعيدا عن انتماءاتهم السياسية او القومية او الدينية والمذهبية وفي كل الظروف , ان التجسيد الحقيقي للتاريخ النضالي للشيوعيين وتضحياتهم الجسورة وهم يخوضون الصراع رغم الجراح الغزيرة , انه التعبير عن قدرة العمال للعمل من اجل الشعب والدفاع عن مصالحه وخيراته , فهم الاجدر في الحياة لأنهم بناة عالم خالي من الحروب , عالم مزدهر .
مجدا للأول من لآيار ولحزبه الشيوعي العراقي
مجدا لشهداء الطبقة العاملة العراقية والعالمية

الاول من آيار / 2008


 

Counters