| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأربعاء 23/7/ 2008



ما ضاع حق ورائه مطالب

علي حسين الخزاعي

قبل اسبوعين بالتحديد جرى لقاء غير متفق عليه مع الدكتور مؤيد عبدالستار احد اعضاء الهيئة التأسيسية لبرلمان الكورد الفيلي في العراق , وقد جرى حديث وجهت من خلاله دعوة لحضور المؤتمر الذي ينبغي عقده في 9 – 10 / 8 / 2008 وقد اضاف انه سيبعث لي بالوثائق كاملة مع دعوة لحضور المؤتمر .
استلمت الدعوة من دون الاسم وحتى اللقب المعروف لديه ( ابو . ك ) اضافة الى المقدمة من دون برنامج او نظام داخلي , وبعد دراستي لما وصل فقد تداركت الامور في البحث لما حصل لهذه الشريحة المناضلة والمهضومة الحقوق .
من هم الكورد الفيليون ؟
هم شريحة اجتماعية جزء من القومية الكردية وما يميزهم عن القومية ذاتها , انها اكثر انفتاحا من الاخرين بحكم الحياة الحضرية التي كانوا يعيشونها وبحكم علاقتهم بالعلاقات الاجتماعية التي تسود الحياة المدنية ولهم باع طويل في مجالات الحياة المختلفة , فلهم من المثقفين في مجالات العلوم المختلفة وفي المقدمة منهم الدكتور مصطفى جواد احد افضل علماء التأريخ واللغة العربية ومن الشعراء امثال الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي ومن الرياضيين كانوا في المقدمة من خدموا عالم الرياضة ورفعوا العلم العراقي في المحافل الدولية ومنهم الكثير وخاصة اللاعب مهدي علي اكبر افضل لاعب كرة سلة في كأس العالم العسكري فترة السبعينات وجلال عبد الرحمن وانور مراد وغيرهم العديد وكذلك القادة السياسيين الذين ناضلوا في صفوف الاحزاب الوطنية والديمقراطية امثال محمد كريم فتح الله وفخري كريم زنكنه والمئات غيرهم , ومنهم من غيبهم النظام المباد في سجونه المظلمة أضافة الى المجالات الصناعية والتجارية والاقتصادية المتنوعة , فكانوا هم من خيرة تجار العراق الذين ساهموا في دعم الاقتصاد الوطني العراقي .
لقد كانوا طالبي علم , فرغم الاستبداد الذي عانوه منذ العهود الاولى لتأسيس الدولة العراقية عانى الكورد الفيلية من اضطهاد الانظمة المتعاقبة مما اضطرهم ذلك لتأسيس مدارس خاصة بهم ( المدرسة الجعفرة , المدرسة الفيلية , والمدرسة الفيلية المسائية ) حيث كان فيها خيرة الاساتذة والمدرسين وقد عايشت قسم منهم في المرحلة الابتدائية امثال المربين الافاضل والذين لم يكونوا مدرسين فحسب بل يمثلون مقام الاباء والاعمام , امثال الاساتذة ( ابوداوود , ابو علاء , عبدالله , سعدون وابوشوان .... الخ ) من الطيبي الذكر .
والكورد الفيليين , عرفوا منذ البداية ان لاحل لقضاياهم بمعزل عن حل قضايا الشعب وتحرره من الظلم الاجتماعي والطبقي والتعسف السياسي , لذلك ربطوا مصيرهم بمصير الشعب وعملوا في صفوف القوى الوطنية المخلصة وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني , وللأنصانف فان لكل قاعدة شذوذ وليس للكورد الفيلية من خلاص من تلك القاعدة فالمنبوذين منهم سقطوا في احضان البعث واصبحوا يمارسون جرما بحق بني شريحتم اكثر من الاخرين حيث هناك الكثير منهم من خانوا الوطن والشعب ومارسوا الكثير من الجرائم , منهم ما زال على قيد الحياة منتمين الى صفوف القوى السياسية بحجة اعلان التوبة حاملين معهم نفس الافكار المريضة والنوايا الخبيثة ضد شعبنا العراقي والشريحة الكوردية الفيلية .
لقد عانى الكرد الفيلية من نظام البعث اقسى معانات حيث تم تهجيرهم لأكثر من مرة وتم تجريدهم من كل ممتلكاتهم ووثائقم الثبوتية وحجز ابنائهم الــ ( 10 آلاف شاب وفتى ) وتم تجريب فاعلية افضل المواد الكيمياوية عليهم لمعرفة مدى وقوة تلك المواد لقتل اكبر عدد من البشر في سجون البعث الفاشي , تم ذلك في استعمالهم للمواد السامة المحرمة دوليا في سيوسنان وبازيان وحلبجة ومناطق بهدنان في كوردستان العراق .
ولم نعثر الا على القليل من فلذات الكبد وفي المقابر الجماعية , انها مجزرة اقل ما يمكن وصفها انها وحشية لااخلاقية ارتكبت بحق اناس ابرياء كل ذنبهم انهم من الكورد الفيلية ومن عشاق الوطن والحياة الحرة الكريمة , وذنبهم انهم من اتباع الفكر التقدمي والحضاري ضد الحروب وضد الظلم بكل انواعه .
لقد عرف الكورد الفيليين ان التنظيم هو ارقى حالة انسانية لجمع لشمل والدفاع عن حقوقهم السياسية والثقافية وحق الحياة , فتم في العهود السابقة من ايام الحكم الملكي تشكيل نادي للكورد الفيلية وكذلك فريق لكرة القدم وقد تدخلت السلطات مما حدا لتغير اسم النادي الى نادي الشباب وقد افرز النادي العشرات من الرياضيين وفي مقدمتهم الرياضي المعروف ولاعب المنتخب الوطني فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي محمود أسد , الا ان البعث اجبر على تدمير هذا النادي الذي تصوره منطلق معادي لهم .
وبعد التهجير القسري الى ايران شكلت بمرور الزمن جمعيات كوردية فيلية انتشرت فترة التسعينات في اوروبا بعد ان تمكن العديد منهم الخلاص من ايران الدولة الاسلامية والتي لم توفر ابسط مستلزمات الحياة اليومية لهم ولم تعترف بهم ولازال العديد من الكورد الفيلية يعيشون حياة الكهوف في مخيمات جهرم مثلا في جنوب ايران .
من هذه التجمعات والجمعيات الكردية الفيلية ومن البعض من الحريصين من ابناء هذه الشريحة استنبطت فكرة تشكيل مجلس لجالية الكورد الفيلية في اوروبا وكان النتيجة بعد مداولات ونقاشات واسعة في مدن السويد والدانمارك وبريطانيا وبلدان اوروبية اخرى , وقد عقد العزم على عقد المؤتمر في فرنسا . وصل مندوبي التجمعات والنوادي الفيلية وقد نتج عن المؤتمر عديد من القرارات والتي اكدت على ان المجلس يمثل الكورد الفيليين للدفاع عن الحقوق المشروعة وهنا بيت القصيد .
ان الهدف من عقد او تشكيل اي تجمع ليس برأي بهدف تسجيل رقم جديد يوضع الى جانب الارقام الاخرى ( دكاكين ) من دون فاعلية او تفعيل القرارات التي تتمخض عن تشكيل تلك التجمعات بل والحقيقة يجب ان تقال وقبل كل شيء علينا ترتيب البيت اولا ومن ثم الانطلاق للمطالبة بتحقيق ما هو مطلوب من الاخوة الذين يتبؤون المواقع القيادية لخدمة هذه الشريحة ولذلك ارى :
1 – ان تشتيت الجهد لايخدم مطلقا الكورد الفيلية .
2 – تعدد المراكز يؤدي الى الفوضى وعدم التركيز لتحقيق ما نطمح له .
3 – اهمية التخلي عن الذاتية ووضع قضايا الوطن والشعب والشريحة التي نناضل من اجل حقوقها في المقدمة .
4 – الابتعاد عن المظاهر السلبية كحب الذات والمناصب والمسؤولية .
من هنا اود طرح قضايا اخرى ... باعتبار ان الكورد الفيلية هم جزء من القومية الكوردية , هل نحتاج الى تشكيل هيكلية بأسم برلمان في الوقت الذي لم نتمكن من توفير مستلزمات وجود برلمان , وهل هناك نية لتشكيل برلمان داخل برلمان ؟ علما ان وجود برلمان بحاجة الى مؤسسات واجهزة تنفيذ وارض واقتصاد .. الخ .
وهل هناك نية لعزل الكورد الفيليين عن قوميتهم الام ولماذا لايعمل الجميع تحت قبة البرلمان الكوردستاني وتحت اسم مجلس الكرد الفيليين في العراق ليصل الصوت بشكل افضل او البرلمان العراقي , حيث لنا تجربة تفتت التجمعات الكوردية الفيلية على الكتل النيابية والمفاصل السياسية الاخرى دون تقديم اي خدمة منهم لهذه الشريحة ولنا ان نطرح اكثر من اسم كعضو في المجلس النيابي العراقي ومدى ما قدم من مساهمات لخدمة الشعب العراقي فكيف الحال بالنسبة للشريحة الفيلية .
ان من المهام الاولوية امامكم ايها الاخوة الاعزاء والتي تقع على عاتقنا جميعا هي :
• توحيد الصف وترتيب البيت الكوردي الفيلي بدلا من خلق هياكل جديدة لاتخدم الكورد الفيلية .
• التأكيد على احياء مجلس الكورد الفيلية كواجهة سياسية وطنية مدافعة عن قضايا الكورد الفيلية والشعب .
• ربط قضايا الكورد الفيلية بقضايا واهمية الديمقراطية في العراق .
• تشكيل وفود لزيارة مؤسسات الدولة والتأكيد على انجاز ما طرح عليهم من حقوق مشروعة .
• عقد ندوات خاصة بالكورد الفيليين في الخارج لتعزيز التضامن مع اخوتنا داخل الوطن .
• تعزيز العلاقة مع منظمات المجتمع المدني العراقية داخل وخارج الوطن والقوى والاحزاب المخلصة وخاصة اليسارية المدافعة الحقيقية عن قضايا الوطن وضمنها قضايا الكورد الفيلية .
• اهمية تطهير صفوف الكورد الفيلية من العناصر الدخيلة والانتهازية .
• تسخير الامكانات المتوفرة لدى هذه الشريحة للضغط على الكورد الفيلية الاعضاء والعاملين في صفوف الاحزاب السياسية لتبني قضايا الكورد الفيلية بشكل وضح وصحيح لابهدف المتاجرة كورقة انتخابية رابحة لهم وبشكل حزبي ضيق .
ان ماطرح ينبع من باب الحرص على مستقبل عملكم واعمال مؤتمركم آملا لكم النجاح والخروج بمقررات تخدم قضايانا الاجتماعية والسياسية والانسانية مع أملي بأخذكم لملاحظاتي التي اضعها امامكم خدمتا للحقيقة .
 

free web counter