| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأثنين 2/6/ 2008



الديمقراطية ...الطريق الاسلم لتطور الحياة

علي حسين الخزاعي

لقد تغيرت الشعوب وطورت من نمط حياتها السياسية والثقافية والاقتصادية , فما عادت السلاح هي الطريقة الوحيدة من اجل اثبات الوجود , وقد انعكس ذلك على تطور الصراع الطبقي واستمراره وباشكال متنوعة مع تنوع الحياة نفسها , وتطورت آليات الصراع من اجل حياة افضل .
ان الصراع الطبقي هو المحرك الاساسي لتطور المجتمع وسيبقى ويتطور ما دام الاستغلال الطبقي البشع مستمر , وما دامت قوة العمل بضاعة تدر ارباحا لجيوب فئة اجتماعية على حساب السواد الاعظم من البشرية .
رغم هذا التطور في كلا طرفي الصراع الا ان الانظمة في العالم الثالث لم تعد تعترف بالتطورات الحاصلة انسجاما مع مصالحها الطبقية ولا تريد ان تفهم ذلك كي تبقى , لتقرر مصير الشعوب وفقا لأهوائها ومصالحها , وهي بنفس الوقت لاتؤمن بحقوق الانسان دون اي اعتبار لكرامة الانسان .

ماذا يعني الوطن من دون كرامة الانسان ؟
الانسان , هو ارقى كائن حي على كوكبنا الجميل , وقد تطور بعد ان اكتشف النار وتم تقسيم العمل , لقد تطور العقل البشري بسبب العمل والثقافة واصبح للأنسان دور هام ومهم في تطور الحياة من كل مناحيه السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ... الخ , مما ادى بذلك الى سيطرته على الارض وخيراتها لخدمة البشرية .
ان أي شعب له تاريخ وتراث اصيل يمكن ان يبني مستقبل زاهر , شريطة بلوغ هذا الشعب المستوى الثقافي الراقي والاقتصادي المزدهر والاجتماعي المتطور عبر ايجاد الآليات الصحيحة لخوض غمار الحياة وتشعباتها المتنوعة , اما حالة العكس منه , فان ذلك يأتي عبر التسلط والارهاب الدكتاتوري , ويؤدي الى تفشي كل انواع التخلف عن الركب الحضاري وهو نتاج العمل التسلطي على رقاب الشعب من خلال قمع الحريات العامة والديمقراطية .
لنأخذ على سبيل المثال ( العراق ) :: فقد عانى شعبنا العراقي الويلات منذ عهود سابقة ومرت في سماء العراق اعداد من الغيوم السوداء ونال شعبنا قسطا هائلا من الويلات الطبيعية من امراض وفيضانات , واعمال تخريب وجرائم على ايدي الانظمة المتعاقبة الاجرامية والدكتاتورية , ولم نلاحظ اي استقرار يذكر على مر العصور تلك , وكان آخرها العقود الاربعة التي عاشها شعبنا في ظل الغيمة السوداء للبعث العفلقي ونظامه المجرم بعد ان جاء الى السلطة راكبا القطار الامريكي عام / 1963 .
قبل ذلك التأريخ كانت ممارسات البعث في تصفية مناوئيه ومن يختلف معهم في الرأي على مسمع ومرأى الناس , فهو حزب اغتيالات واختطافات قبل وصوله الى السلطة , وهناك العديد من قادته سبق لهم واكدوا ذلك قائلين أن حزبهم هو ( حزب مؤامرات وتآمر ) فكيف للمرء ان يثق بهكذا حزب ؟
بعد وصوله الى السلطة لمرتين لم يبقي على شيء بل وصل الى درجة , الى تغير اسم الجمهورية العراقية الى (جمهورية العراق) , من منطلق رجولة العراق على اعتبار ان الاسم الاول هو اسم انثوي وان البعثيين وقائدهم رجال , هذه الفكرة كانت تعبير عن النهج التوسعي للنظام الحاكم آنذاك .
من هذا النهج العبثي والسياسة الطائشة , نستنتج الموقف الصحيح من نظام صدام وحزبه وايديولوجيته , كونه حزب نازي وعنصري لايفقه في الحياة من شيء سوى القتل والسرقة والارهاب المفرط وعدم احترامه لكرامة الانسان , يتبنى فكرا انتقائيا عنصريا متخلفا ومعاديا لكل القيم الانسانية , فما المعنى للوطن في ظل نظام يدوس على كرامة الانسان .
لقد كان للبعث نهجه الخاص بأمتياز , وقد خلف الشعب العراقي عن التطور الاجتماعي لأكثر من مئة عام وعن الركب الحضاري العالمي بألف سنة , تراهم اليوم ينادون بالحرب ضد امريكا والاحتلال متناسين انهم انفسهم سلموا مفتاح بغداد الى الامريكان منذ اكثر من اربعة عقود بعد تحالفهم بواسطة السيد قائد الامة عبدالناصر , وهم انفسهم من هربوا في آذار – نيسان من العام / 2003 , وهم اليوم يعيشون في بلدان الجوار ليقدموا كل العون السياسي والمادي واللوجستي الى المرتزقة الارهابيين والى اعوانهم من جرذ البعث ومن الوهابيين والظلاميين والتكفيريين , ضد ابناء شعبنا حيث القتل المجاني الذي انتشر في العراقي وخاصة في الاسواق الشعبية ومحلات السكن واماكن العزاء والفواتح الخالية اصلا من الجندي الامريكي , انهم يفخرون بقتلهم لأبناء الفقراء بحجة الحرب ضد الاحتلال .

ماذا بعد سقوط النظام ؟
كي نكون منصفين مع انفسنا قبل الاخرين , لابد من الاخذ بنظر الاعتبار كل القضايا ومن كل الجوانب , فان افرازات النظام السابق لازالت تطفوا على السطح ولها تأثير كبير على الساحة السياسية ولم يتم التخلص منها , والاكثر هو تعميق قسم كبير منها وظهور اخظاء قضايا اخرى اضيفت الى السابقات من السلبيات وما ورثناه اليوم من الاحتلال ليس اقل مأساة من ما ورثناه من النظام المباد , لذلك نرى وبسبب فقر وضعف استيعاب الديمقراطية الحقيقية , فان التوافق السياسي اليوم بين القوى السياسية لها مردودات سلبية بل زادت في الطين بلة هو العمل المتواصل لتعميق سياسة المحاصصة الطائفية التي ادت الى تعميق الخلافات وتفضيل المصالح الحزبية الضيقة على مصالح الشعب والوطن , وادت ليس الى اعاقة العملية السياسية بل الى تخلفها وتراجعها , من جانب آخر فان تواصل واستمرار الميليشيات لاتنسجم مع مفهوم الدولة الوطنية , فما بالكم مع مفهوم الدولة الديمقراطية , كذا الامر بالنسبة الى الالغام المزروعة في اروقة البرلمان العراقي والسلطة التنفيذية واجهزة الدولة الامنية والاقتصادية , وكلها تتصف بما لا يليق بسمة الوطنية ولا الديمقراطية وفي مقدمة هذه الالغام قضايا الفساد المالي والاداري .
فالديمقراطية وآلياتها تساهم في حالة استيعابها بشكلها الصحيح , ( وليس مجرد ادعاء كما هو معروف اليوم حيث من هب ودب يدعي بالديمقراطية وكأنهم يرتدون قميص عثمان ) فهي تساهم في تعميق الحوار الاخوي واعتماد مبدء النقد للاخطاء ومعالجتها والاستماع الجيد للآخرين واحترام آرائهم , ومن ثم السماح في تنشيط دور منظمات المجتمع المدني من خلال الغاء القرار 8750 لتطوير عملها وسط الجماهير والى نبذ العنف , والى الشفافية في معالجة اعقد الامور .
ان اعتماد الديمقراطية يؤدي الى الفهم الصحيح لمسار الحياة وقوانين التطور والى نبذ التعصب والخلاص من الانفراد بالقرار وتهميش الغير , كون ان الديمقرطية هو مفهوم تربوي وثقافي وآلية لتطوير الحياة والبحث الجدي في اكتشاف الجديد لخدمة الشعوب وهي البديل الحقيقي لكل انواع الدكتاتوريات والتعصب والعنف .



 

free web counter