| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

 

السبت 28/7/ 2007

 

 


صـراعات لا تخـدم سـوى أعـداء العـراق 


علــي حســين الخـزاعـي - مالمـو

تتفـاقـم الأوضـاع السـياسـية فـي العـراق بســبب سـوء التفكيـر وحصــر القضـايا الأسـاسـية بالمصـالـح الحـزبيـة الضـيقة دون غيـرها , وهـذه لـم تكـن وليـدة اليـوم بـل هـي نتـاج العمـل السـياسـي السـابق والاتفـاق علـى أتبـاع سـياسـة المحـاصصـة الطـائفية بعـد تنفيـذ سـياسـة الاعتمـاد علـى العـامل الخـارجـي فـي القضـاء علـى النظـام العبثـي , نظـام الـدولـة السـريـة وكـذلك عملـهم المســتمر والاصـرار علـى أجـراء العمليـة الانتخـابيـة وعلـى عجـالـة من أجـل الحصـول علـى أكبـر المقـاعـد النيـابيـة والاسـتيلاء علـى كـرســـي الحكم فـي الوقـت الـذي كنـا فيـه بحـاجـة الى تشـكيل حكـومـة انتقـالية تشـارك فيـها كـل القـوى السـياسـية صـاحبـة المصـلحـة الحقيقـية والـداعمـة لأعـادت بنـاء الـوطـن علـى أنقـاض النظـام السـابق وأزالـت كـل الآثـار التـي خلفتهـا سـياسـة النظـام العبثيـة الطـائشــة .
لقـد خســر شــعبنا عقـودا من عمـره علـى يـد المجـرم المقبـور وحـزبـه النـازي بســبب العـداء المســتفحـل الـذي يحملـه هـذا الحـزب من نهـج معـادي لكـل القيـم الانسـانية والحضـاريـة , ومـا حصـل لـم يكـن جـراء البعـث لـوحـده بـل يعـود ذلـك الى التحـالف القـوي بين البعـث والقـوى الرجعيـة العـربيـة والـدوليـة وخـاصـة الناصـريـة والأمريكيـة وعملـهم المســتمر فـي معـاداة الشـعب العـراقي الذي حقـق ثـورة الرابـع عشــر من تمـوز عـام / 1958 ( أنهـا حـالت انتقـام من الشـعب ليـس أكثـر أو أقـل ) واليـوم يعـاني شـعبنا المـزيـد من جـراء الاحـتلال وسـياسـة المحـاصصـة الطـائفيـة ودور الميليشــيات وانعـدام الثقـة بين القـوى السـياسـية الشـريكـة في العمليـة السـياسـية , حيـث تـزداد معـانات النـاس بـســبب الارهـاب وانعـدام الخـدمات والفسـاد المســتشـري وفقـدان مـواد المحـروقات والكهـرباء والمـاء ... الـخ من القضـايا الضـرورية فـي حيـاة الجمـاهيـر الشـعبيـة بالأضـافة الى انعـدام الحيـات الأمنيـة والقتـل المســتشـري ضـد الأبرياء من أولاد الملحـة .
وقـد حصـلت لقـاءات عـديدة بيـن القـوى السـياسـية الحـاكمـة الأربعـة والمشـاركـة في السـلطتين
التنفيـذية والتشـريعيـة بهـدف تشـكيل تحـالف ربـاعـي معتـدل حســب ادعـاء عـدد من قـادة القـوى المشـاركـة فـي التحـالف المذكـور وفـي المقـدمة السـيد جـلال الطـالبان حيـث يضـيف أن الهـدف مـن وراء ذلـك هـو تجنـب الانقســامات الطـائفيـة التـي تعيـق العمليـة السـياســية ........
هـل فعـلا هـذا هـو العـلاج لتجنـب الانقســامات الطـائفيـة أم أن ذلـك ســيزيـد الطيـن بلــة , هـذا هـو الســؤال ........ ؟
لا يمـكن أن يكـون هـذا التحـالف الـدواء لمـا تعـاني منـه القـوى السـياسـية فالـداء ينخـر فـي جسد
القـوى السـياسـية القـوميـة والطـائفيـة والعـلاج الـوحيـد هـو تفعيـل المصـالحـة الوطنيـة ونبـذ الطـائفيـة كنهـج وســلوك والعـودة الى الهـويـة الوطنيـة وخلـق مقـومـات أعـادت الثقـة بيـن القـوى السـياسـية والأبتعـاد عـن تهميــش دور أي من القـوى السـياســية والخـلاص من أسـلوب التهـديد والانسـحاب من المجلــس النيـابي أو من الحكـومـة كـونـها لا تمــس بأيـة صــلـة بالمفـهوم الديمقـراطي الـذي يـدعيـه أكثـريـة هـؤلاء القـادة , أن الابتعـاد عـن حـالات التشـنج والتحـلي بـروح ريـاضــية فـي الحـوار الثنـائي أو الجمعـي يـؤدي بالضـرورة الى تطـوير الحيـاة البـرلمانيـة والسـياسـية .
فالتحـالـف الربـاعي يـؤدي الى المـزيـد من التشـنجـات رغـم أن أبـواب التحـالف مفتـوحـة أمـام مـن يـرغـب حســب ادعـاء البعـض ولكـن الـدعـوة الرســميـة وجـهت الى الحـزب الأســلامي فقـط ورفـض الحـزب ذلـك , أن هـذا التحـالـف سـوف يـزيـد من عنـاصـر الخـلاف بيـن العـراقييـن لأنـه سـوف يتم تشـكيلـه علـى أسـاس قـومي وطـائفي , والحقيقـة فأن ذلـك يعطـي تصـور وكـأن هـذا التحـالـف هـو بمثـابـة بـديـل لبرنـامـج الحكـومـة وخـاصـة بمـا يخـص المصـالـحة الـوطنيـة بين القـوى السـياسـية العـراقيـة ,,, أن هـذا التحـالـف الربـاعـي هـو الأسـلوب الأكثـر تطـورا لتعميـق النهـج القـومي الضـيق والطـائفي المقيـت .


أواخـر تمـوز / 2007