| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

السبت 27/11/ 2010



حية أم راسين أم …. !

علي حسين الخزاعي

كنا نسمع في طفولتنا الكثير عن الحية أم الراسين من الكبار في قصص كانت تروى لنا في الأماسي الليلية , وقيل إنها كبيرة الحجم وبأمكانها أن تبلع الأنسان , هذه حكايات من الاساطير ولكن اليوم نرى فعلا الحية أم راسين ولكن من نوع آخر , ولد في العراق الجديد بعد أن تم اسقاط نظام الذل والخيانة , نظام البعث الفاشي .

هذه الحية أم راسين ولدت بعد الاحتلال والاتفاق بين القوى التي ارتبطت مصالحها مع العامل الخارجي … فأسست نظاما يتناغم مع مصالحها , نظام المحاصصة التي تزيد الفقر وتنشر البطالة وتوزع المآتم والنحيب وتقطع الماء والكهرباء وتتبرع بخيرات الشعب عبر خصخصة ممتلكات الوطن .

الولادة العسيرة المرتقبة بعد صراع مرير بين القوى الفائزة في الانتخابات الاخيرة التي جرت في السابع من آذار / 2010 والتي شابها الكثير من الوعيد والتهديد , هذا الوليد الجديد سيكون مشوها ومعوقا نتيجة لكل ما تضمره بعض القيادات السياسية من نوايا سيئة بسبب عدم حصولها على المطلوب حيث التصريحات الجديدة والشديدة اللهجة المغلفة بالشعارات الوطنية والديمقراطية والملتحفة بغطاء الوطنية والحق الدستوري , والكل يعلمون مدى مصداقيته او عدمه من الحقيقة .

أن ما حصل ليس سوى الاتفاق المبرم منذ البداية على اللعب بورقة المحاصصة لتوزيع المناصب وان اتفاقهم جميعا على قانون الانتخابات الجائر أفضل دليل على ذلك رغم انكارهم للمحاصصة لفظيا إلا أنهم بقوا على نفس المنوال .

للأمثال مآثر وحكم كبيرة وليس بغريب قول أن كل ما يتم بنائه على خطأ سوف ينتج خطأ وهذه الحقيقة ماثلة للعيان , وقد تم اعادة بناء الدولة العراقية على أساس خاطئ ومشوه فلماذا لا ينتج نظاما خاطئا ,,, لقد كان للعامل الخارجي دورا كبيرا في ذلك حيث لم يؤسس ذلك اعتباطا بل عبر دراسة مخطط لها لأضعاف العراق وإذلال شعبه واركاعه انتقاما منه لتاريخه النضالي العريق المناهض للأستعمار والامبريالية .

هتا لابد من التوقف عند الاسئلة التي نحن بحاجة ماسة للأجابة عليها سواء من رجالات الحكومة أو البرلمان والمعنيين بشأن انشاء الحكومة العراقية الجديدة :
1 – متى خدمت التصريحات والمواقف المتشنجة الواقع الحالي ومصالح الشعب ؟
2 – أشيع خبر احتمال زيادة عدد الوزارات , هل لأسباب موجبة ولتحقيق ما يهم مصالح الشعب والوطن أم لأرضاء رجالات القوى والكتل الفائزة ؟
3 – ألا تعتقدون … أن زيادة عدد الوزراء سوف يساعد بشكل أكبر على تفشي الفساد المالي والاداري والكل على اتفاق بمدى خطورة الفساد المالي والاداري ؟
4 – ألا تعتقدون … أن تلك الوزارات تحتاج الى المزيد من الموظفين وانه سوف يتم زيادة البطالة المقنعة وعلى حساب الكفاءة والنزاهة ؟
5 – أليس ذلك سوف يفسح المجال لتفريخ كانتونات حزبية جديدة ويجعل من كل وزارة بلون خاص والحليم تكفيه الاشارة ؟
6 – وهل ان ذلك سوف يعالج البطالة المستشرية وخاصة بين الخريجين من ابنائنا ؟
7 – هل أن صراعكم على الكراسي سوف ينتج شيء يخدم فقراء العراق ويضع برنامج تنموي يعطي دفعة لتطور عجلة العراق الاقتصادية أشك في ذلك ؟

والآن وللأسف أنشأتم في العراق نظام التسعيرة ليس للبطاطس أو الطماطم والنفط أو الغاز ولا للكهرباء بما ينسجم مع الحد الادنى لمستوى معيشة الناس , ولا هي تسعير لتقف بوجه السماسرة وتجار البضائع الذي يستغلون تلك الظروف لأبتزاز الناس وعلى حساب قوتهم اليومي بل هي تسعيرة للكراسي الرئاسية والوزارية تباع في سوق النخاسة ,,, فهل من مزيد من التسعيرات ؟

التسعيرات التي تم او سيتم طرحها هي :
الرئاسات الثلاث ( 10 ) دنانير عذرا نقاط .
نواب الرئاسات الثلاث ( 5 ) نقاط .
كل وزارة سيادية ب ( 4 ) نقاط .
والوزارات الخدمية التي تم تقسيمها الى فئتين ولا أعرف كيف تم تصنيفها وما هي الاسس والمعايير التي اعتمدت حيث الفئة ( أ – ب 3 نقاط ) والفئة ( ب – بنقطتين ) ومن هي من الفئة ( أ ) أو من الفئة ( ب ) .
ونطقة واحد لكل وزارة دولة وهذا يعني عدم الفائدة من تلك الوزارات وهي مجرد أمور شكلية لا حول للوزير فيها ولا قوة.

قال أحد الاخوة بعد نقاش حول ما يدور في العراق الجديد , وقد ختم حديثه على عدم اهمية استباق الاحداث وانتظار ما سيؤل عليها , قلت ولا زلت مقتنعا … لنا في العراق الجديد ما يكفي من معطيات نعتمدها للخوف مما يحصل جراء هذا الصراع غير المشروع – وما سيحصل من صراع على المناصب والجاه والمال – خاصة على أثر الانتخابات التي جرت لأعوام 2005 , 2010 فكانت الاولى أسهل بكثير رغم ولادة فرخ مشوه … فرخ طائفي امتاز بالمحاصصة بدرجة عالية من دون منازع واليوم وبعد مرور قرابة الثمانية أشهر والولادة لازالت عسيرة , ولا من تباشير خير تلوح في الافق على تلك الولادة بل كل الادلة تشير حتى بعد ولادتها سوف لن تكون افضل من سابقتها بل ربما ستكون أضعف بكثير ونحن نتابع التصريحات من بعض القادة والذين لم يحضوا بالمناصب التي كانوا يطمحون بها , غير الشرعية يتحدثون عن شرعية فوزهم متناسين مدى التزوير المنافي لتقاليد العمل الديمقراطي والوطني الذي لازم الانتخابات .

أن تلك التصريحات التي لا تقل في عالم السياسة تأثيرا عن قنابل هيروشيما وناغازاكي على وقع الجماهير وقلقهم حول مصير التفاهمات التي جرت بينهم وعلى حساب مصالح الشعب والوطن. بعد كل هذا الانتظار والاستنزاف من وقت وراحة الناس أصبحت للوزارة تسعيرة البصل ولا يفوتني القول أن البصل اليوم أصبح له سعر يفوق اللألف دينار , فهل من مزيد من التسعيرات بعد تسعيرات الوزارات وتراخيص النفط والغاز خاصة ونحن نرى أن هناك من لا يريد حكومة الحية أم راسين بل متعددة الرؤوس والله يكون في عون الخلق .
 

 

free web counter