| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الجمعة 26/10/ 2007



لا تصبوا الزيت على النار ..........!

علي حسين الخزاعي

لقد أبدع البيت الأبيض الأمريكي في صناعة مجسات أمنية ومخابراتية وركائز عسكرية على شكل منظمات لمحاربة قوى التحرر والسلام والأنظمة التقدمية وخاصة الحركة الشيوعية وبلدان المنظومة الاشتراكية ( سابقا ) , حيث صنع من عبد الناصر قائدا للأمة العربية ومن صدام مهندسها و بن لادن أمامها المصون , لكن كل هؤلاء رحلوا بإستثناء بن لادن الذي لم يختلف في عداءه للشيوعية ولا لقوى السلام فكان المحارب والأمام والمفتي لأجل اسقاط الحكومة التقدمية الأفغانية وطرد الجيش السوفيتي الذي كان تواجده بطلب رسمي من الحكومة الأفغانية , لقد تحقق ما أراده الأمريكان بقوة السلاح الداعم لحركة طالبان وبن لا دن , لكن المعروف عن الأمريكان هو البحث عن الجديد , عن من يخدم مصالحهم الطبقية , فأرادوا أيجاد بديل لتنفيذ مشروعهم الأكبر الشرق أوسطي ولم يصلح بن لا دن لذلك , حيث أدى ذلك الى خلق قضية تفجير بناية نيويورك , بطريقة تخفي أسرار العملية وتوتر الأوضاع العسكرية في المنطقة , تمنح فرصة كبيرة للأمريكان للتحرك الشرعي الدولي حسب قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة .
تحركت القوات الأمريكية لتقضي على حكومة طالبان ولكنها لم تتمكن من القضاء على بن لادن الابن المدلل والعدو الأول لأمريكا بنفس الوقت ....... لم تتمكن القوات العسكرية من القضاء على بن لادن رغم القصف الجوي الشديد والكثافة النارية التي واجهها بن لادن وجماعته حيث اليوم يختفي على الحدود الأفغانية – الباكستانية وبين أحراش الغابات الكثيفة ليصدر الفتوى ضد جيش بوش وشعوب المنطقة ,هكذا أذن خلق البيت الأبيض الأمريكي عدوا يخدم المصالح الأمريكية عبر توتير المنطقة  عسكريا وسياسيا واقتصاديا .
خلت ما يقارب السبعة سنوات على قصف نيويورك وأمتد الحرب الى العراق مع تهديد لبلدان محور الشر ولم تتمكن أمريكا من القضاء على بن لادن فهل هناك من سر ؟ نعم لأن النظام الرأسمالي لا يمكن أن يعيش ويتطور في عالم السلام كونه يبحث عن أسواق جديدة وموارد خام وأيدي عاملة رخيصة , بعكس قوى الخير والاشتراكية , التي لا يمكن لها العيش ألا في ظل السلام , لأنها تبني الوطن وتخلق حياة حرة وكريمة , وهنا يكمن السر الأساسي

تعتبر تركيا الصديق الوفي والذراع الأيمن لأمريكا بعد أسرائيل وهي في حلف مقدس معها وتأتمر بأمرها مهما حدث وتعتمد عليها رغم التظاهر بالخلاف في قضايا قليلة وثانوية , فكان المخطط حيث التقى الأخوة الأعداء من دول الجوار ( تركيا وسوريا وايران ) بهدف استمرار زعزعة الوضع في العراق , وعدم استقراره والسبب هو القضية القومية في العراق , وعدم رغبتهم في أيجاد حل سلمي وديمقراطي لها كون ذلك سيشعل غضب القومية الكردية في بلدانهم ويشجعهم للمطالبة بالفيدرالية هناك كما هي الحال في العراق .
لقد تشكلت أحزاب سياسية كوردية في المنطقة , وأتبعت أسلوب الكفاح المسلح وكانت تناضل من أجل تحقيق المطالب المشروعة للقومية الكوردية , وجابهت بقوة النار حيث وصل الأمر الى استعمال الأسلحة المحرمة دوليا وكانت أمريكا ودول الغرب تغض النظر عن تلك الجرائم بحق الأنسانية , بالأضافة الى ما أصاب القومية الكوردية من تخلف سياسي , اقتصادي , ثقافي واجتماعي ...الخ , بسبب القوانين الجائرة وعدم الاعتراف كونهم قومية لهم مقومات تشكيل القومية المستقلة , رغم اعتراف الحكومة العراقية بالأكراد وأصدار قانون الحكم الذاتي عام 1973

قبل سقوط النظام المباد دعت بعض دول الجوار الى التصالح بين الشعب العراقي وصدام , وبعد الحرب وسقوط النظام , وقفت تلك الدول ضد الشعب العراقي التواق للخلاص من آثار الحروب وبناء دول جديدة , أخذ ت دول الجوار وخاصة ( سوريا , وتركيا وأيران ) بالتحرك والتنسيق على أمل خلق ما يمكن أن يعيق تحقيق الفدرالية في كردستان العراق ووضع عراقيل أمام الشعب العراقي وقواه السياسية المخلصة من أجل ديمومة الفوضى السياسية وعدم تنفيذ الفيدرالية لكردستان العراق , حيث يعود السبب الى جانب تلك المحاولات سياسة المحاصصة الطائفية والصراع على السلطة وتقاسم النفوذ بين القوى السياسية القومية والطائفية .
ما أن أخذت الأمور تأخذ مسارها الصحيح بعض الشيء عجلت تركيا في تصعيد حملتها المناهضة للشعب العراقي بحجة وجود حزب العمال الكردستاني ووجهت تهديدات ضد حكومة الاقليم بضرورة تسليم قادة الحزب أو شن هجمة عسكرية على كردستان , علما أن تركيا ولفترة طويلة مضت كانت تقصف القرى الحدودية للعراق وفقا على الاتفاق الأمني بين العراق وتركيا وهو منافي لكل الأعراف الدولية التي تنص على زوال الاتفاقات بين الدول بعد سقوط النظام السابق والذي أعلن من قبل الحكومة العراقية سابقا ( أنه تجاوز على حق السيادة الدولية ) .
أن التحرك المشين هذا لا ينسجم مع الأعراف الدولية والمطالبة بتسليم قادة الحزب لهم , ولا يتفق مع الأخلاق السياسية , وكان لموقف القادة العراقيين في اقليم كردستان هو الأصح حيث يمكن معالجة الأمر بطرق سلمية تخدم كل الأطراف .
أن مثل هذا الطلب لا ينسجم مع الواقع وأن ما صرح به السيد ماثيو بريز وكيل مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الأوروبية والأسيوية والذي شدد في تصريحه لوكالة الصحافة الفرنسية على اعتقال قادة حزب العمال الكردستاني الموجودين في المناطق الجبلية الوعرة شمال العراق وغلق مكاتبهم في المدن الرئيسة , بأن ذلك ليس بأمر مستحيل ..........!!!
هذا المستحيل الذي تحدث عنه السيد ماثيو بريز كان أيام محاربة بن لادن والدليل عدم تمكنهم القضاء عليه منذ تلك الأيام ولحد اليوم والسبب هو وجوده في جبال عاصية , أن هذا الجيش الجرار الأمريكي لم يتمكن من القضاء على بن لا دن وعصابته وأعتبر ذلك في حكم المستحيلات فكيف لقوات غير مكتملة كالجيش العراقي أمكانية القضاء على حزب يعرف مواقع القتال والاختفاء بشكل جيد ويعتبر في حكم الغير مستحيل , ترى أين المناصفة والأنصاف في ذلك ؟ وهل هذا هو المنطق السياسي يا سيد ....؟
أن المطلوب اليوم لا صب الزيت على النار بل المساعدة في معالجة القضايا العقدية عبر الطرق السلمية والحوار الديمقراطي والعمل على حل القضية القومية داخل تركيا وليس تصدير الأزمة التركية الى خارج البلاد فتركيا تعاني الكثير من الأزمات وهذا ليس من شأننا .
المطلوب العمل الجدي , والمساعدة الجادة في استقرار الوضع في العراق بدلا من حرق المنطقة التي سوف لا تخلف ورائها سوى الدمار والخراب .
نحن شعب نطمح الى الأمان والسلام , الى الحرية والحياة الكريمة , الى بناء وطن ديمقراطي فيدرالي تعددي موحد .

 

Counters