| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

 

الخميس 26/7/ 2007

 

 


نعـم أنهـا فـرحـة غيـر مصـطـنعـة


علـي حســين الخـزاعـي – مالمـو

هكـذا أذن يحتفـل العـراقيـون النجبـاء ودمـوعهـم تســيل علـى الخـدود , هكـذا تنطـلق المشــاعـر الجيـاشــة الشـريفـة والطيبـة وتتكـاتـف الأيادي وتتـوحـد الأصـوات ((( منصـورة يا بغـداد , بالـروح بالـدم نفـديك يا عراق ))) دون حمـل صــورة لقـائـد سـياســي أو هتـاف باســم حـزب ,,, أنـه الهتاف باســم العـراق والعـراق فقــط لا غيـر .

هكــذا خـرجــت الجمـاهيـر لتعبـر عـن فـرحتهـا بفـوز نســور الـرافــدين أعضـاء المنتخــب الـوطنــي العـراقي والانتقـال الى المبـاراة النهـائيـة لبطـولـة أمـم آســيـا , أنهـا فـرحة لا تـوصـف وهـي مشــاعـر جيـاشــة تنطـلق دون انتمـاء لحـزب أو فئــة سـياســية , ارجـوا أن لا يتـم تسـيس هـذه الفـرحـة من قبـل بعـض الأطـراف والقـوى الطـائفيـة من أجـل الكســب الحـزبي الضـيق , دعـوا هـذا الشـعب المجـروح يعـبر عـن فـرحتـه علـى طريقـته الخـاصــة لأنهـا الطـريقـة الـوحـيدة التي تـزرع البســمة علـى وجـوه أبنـاء شــعبنا الأبـي حيـث لـم يبقـى هنـاك غيـر هـذه الانتصـارات التـي تـوحـدهم ضـد كـل أنـواع القـهر وأشـكال الارهـاب .

هـكـذا أذن يحتفـل أبنـاء شـعبنـا الأبي دون خـوف ولا اعتبـار للعمليـات الارهـابيـة فـهل بمكـان أحـد أن يميـز بيـن من هـو ســني أو شـيعـي وهـل يمكـن معـرفة المسـلم عـن المسـيحـي أم هنـاك من يتمكـن من معـرفـة الانتمـاء الحـزبي لكـل واحـد من أبنـاء الجمـاهيـر المحتشــدة احتفـالا بهـذه المنـاســبة العـزيزة ... كـلا لأنهـم أبنـاء شـعب واحـد لا يفـرقهـم غيـر التمايـز السـياسـي الغيـر ديمقـراطــي .

نعـم فـرحـت تعبـر عـن العشــق الجميـل الـذي يغمـر قلـوب العـراقييـن رغـم الجـراح , هلمـوا أيهـا القـادة وأطلقـوا الحـريات العـامـة وهـدمـوا الميليشــيات وطهـروا مؤسـسـات الـدولـة الأمنيـة والعسـكرية وفعلـوا بـرنامـج الـدولة لتفعيـل المصـالحـة الـوطنيـة بين القـوى السـياسـية العـراقيـة وليكـون المنتخـب الـوطنـي عبـرة لمـن لـم يعتبـر وتخلـوا عـن سـياسـة المحـاصصـة الطـائفيـة والعمـل للعـودة برفـع شـعار الوطـن والهـويـة الـوطنيـة وسـوف تـرون كـم من المبـدعيـن ليحققـوا حلـم الجمـاهيـر فـي الحيـاة الأمنـة .

أطلقـوا الحـريـات الديمقـراطيـة وسـوف تـرون الـدور الأفضـل لمنظـمات المجتمـع المـدني لبنـاء الانسـان الجـديد , أنهـم أولاد الملـحـــة الـذين لا يهـابون المـوت وهـم رغــم الجـراح وقـلت الامكانات يحققـون الانتصـارات , أنهـا فـرحـة غيـر مصـطـنعـة , فـرحـة من القلـب الجـريـح أنـه قلــب الأســد الـذي يقتحـم المصــاعـب ,فهـل يتعـظ القـادة من هـذا الـدرس .