| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأثنين 24/12/ 2007

 

شرف الفتاة في القاموس الاجتماعي والاخلاقي

علي حسين الخزاعي

ماذا تعني كلمة شرف , في القاموس الاجتماعي والاخلاقي ؟
لماذا يرتبط مفهوم الشرف بالفتاة وعفتها في نظر المجتمع ؟لماذا يترتب على فقدان الفتاة غشاء بكارتها فقدان محيطها الاسري سمعتهم وشرفهم ؟ بكلمات أخرى , لماذا يمثل غشاء البكارة عنوان شرف الفتاة والذي يعكس نظرة المجتمع من خلال شرف والد الفتاة وأخوها والرجال المقربين منها ؟ لماذا بتمزق غشاء بكارة الفتاة يحكم على الفتاة بالموت ؟
**********
كانت هذه المقدمة مقتبسة من موضوع نشر على احدى المواقع لللأخت الكاتبة فينوس فائق , وقد شعرت بآلام تعتصر صدري وانا أتابع الاسطرالحزينة والثائرة ضد العادات والتقاليد القديمة وتعبر عن جوار المرأة العراقية التي عانت الويلات على أيدي الانظمة الجائرة الى جانب ظلم وعسف العادات والتقاليد الاجتماعية البالية التي كبلت المرأة بقيود مستحيلة الحسم من دون الموقف النضالي ضدها وضد قوانينها .
أن بحثها يدعوا الى الوقفة الجدية خاصة اليوم والحملة الشرسة التي فتكت بالمرأة العراقية في عموم العراق وفي البصرة خصوصا حيث يقتل مالا يقل عن / 14 أمرأة في اليوم وفقا على أجبارهن لبس الحجاب ونوع مواد التجميل والزي الذي يغطي أجسادهن وكأنهم أوصياء نزلوا من كوكب آخر .
أعتقد أن الشرف , هو الضمير الانساني , فالسارق لاضمير له أذن لاشرف له , والزاني لاشرف له كونه يقوم بعملية أغتصاب , والكاذب لاشرف له , والمنافق لاشرف له , والدجال لاشرف له , والمخادع لاشرف له , والقاتل لاشرف له , كل هؤلاء لاشرف ولا غيرة لهم والسبب هو تخلفهم الاجتماعي والاقتصادي وتعلقهم بالعادات والتقاليد والشعوذة , مما يؤدي ذلك الى الألتزام الاعمى بتلك العادات العشائرية والاجتماعية المتخلفة لاهثا وراء أثبات علو كعبه وغروره متبجحا بما تمليه عليه العلاقات العائلية في وجهة القتل من اجل الشرف , وحسب المقاسات التي تتوافق مع وجهة نظره وفهمه للواقع , وهو بذلك يقدم خدمة لأصحاب المصالح الانانية والجهة التي ينتمي اليها .
وهنا أقصد ما قصدته الاخت فينوس وما ذهبت اليه بأن الشرف لا يكمن بالبكارة ولا بالمرأة لأن ذلك ملكها هي فهي لم تسرق , بل ولدت وهي تملك تلك الحاجة الخاصة بها ولذلك آن الأوان لطرح السوال الاهم بتصوري .......... متى يزداد الفساد والقتل والسرقات وامراض جرائم الشرف المتنوعة التي عددتها ؟
والواقع فان للسياسة ما بين المد والجزر تأثير قوي على أستقرار المجتمع وتوفير الحياة الآمنة والمستقرة وتوفير العمل والقضاء على البطالة و رفع مستوى الوعي الثقافي والسياسي والاجتماعي وتطوير الفن والمسرح الهادف , كل ذلك يؤثر بشكل كبير لتطور المجتمع وتغيير نظرة الرجل الى المرأة والتعامل معها كأنسانة وشريكة ولها حقوقها المساوية لحقوق الرجل , النصف الآخر في المجتمع , أما عكس ذلك وفي ظل الانظمة الشمولية والدكتاتورية , فأن النظرة الدونية تبقي مستمرة بحق المرأة وبالتالي يغدر الرجل بحقه ويبخس حق المجتمع عندما يعطل نصف المجتمع عن المساهمة الفعلية لبناء الوطن .
أذن علينا جميعا العمل المشترك وخاصة المرأة التي عليها العبء الاكبر في النضال للخلاص من هذا الوضع المأساوي الذي تعيشه كي تحقق المرجو, كونها لا تمثل نصف المجتمع فحسب بل هي مربية أجيال يعتمد عليها في قيادة المجتمع , أن اعادت و تأهيل الدورة الاقتصادية ونشر الوعي الثقافي والسياسي واطلاق الحريات الديمقراطية هما السبيل الوحيد لتطور المجتمع والخلاص من كل أمراض المجتمع وخاصة جرائم القتل بحجة الشرف .


 

Counters