| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الثلاثاء 24/5/ 2011



مارضينا بجزه صارن جزه وخروف

علي حسين الخزاعي

لم تقال الأمثلة أيام زمان إلا وكان لها معنى في الحياة , فما كان من قمع أكثر وأشرس من قمع البعث في فترة الطاغية صدام عبر التاريخ الحديث , حيث وصل به الامر الى سكب المواد الكيميايئة على اشتباك الجيشين العراقي والايراني في مناطق بنجوين والأنكى من كل ذلك في تصفية أكثر من خمسة آلاف جلهم من النساء والاطفال في مدينة حلبجة الشهيدة.

ولا يمكن نسيان قانون تنظيف السجون الذي أودى بحياة الآلاف من السجناء السياسيين وبوسائل مختلفة حيث لايعرف لهم مصير واعتبروا من عداد المفقودين والاكثر من ذلك عندما أطلق سراح البلطجية والشقاوات والقتلة المجرمين ليعبثوا وينشروا الخراب في أرض العباد حيث الجرائم الوحشية التي اقترفت بحق أبناء الشعب والدمار الذي شمل البنى التحتية في كل مرافقها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية حيث تركها أرثا لمن جاء من بعده من حفاة السماء والارض , الذين لايهمهم سوى اكتناز النقود واستثمار الوجاهة والحصول على اكبر قدر من مواقع المسؤولية .

بعد انتصار ثورة الفقراء في 14 / تموز / 1958 عاشت الناس وابناء الفقراء أيام وأشهر في بحبوحة لحين أن جاء البعث بقطار أمريكي ناشرا الدم والدمار في أرض السواد وقاتلا لأشرف الناس من أبناء الشعب الابي , والعجيب أنه في استلامه للسلطة عام / 1963 كان له دور الخراب والقتل ومعادات الشيوعية وفقا على بيانهم المشؤوم المرقم 13 لأبادة الشيوعيين والذي اصدره الحاكم العسكري رشيد مصلح والذي قتل على ايدي رفاقه بتهمة التجسس لصالح بريطانيا ( ما هذه المفارقة ... الاكثرية من قادة البعث الذين تمت تصفيتهم على يد صدام وجهت لهم نفس التهمة ) , وبعد أن سقط النظام زرع الرعب أكثر والقتل المروع عبر أيتامه الجلادين .

لم يتعض قادة ما بعد سقوط النظام 2003 ولم يكن في بالهم وضع مصالح الشعب في اولويات العمل كرد اعتبار للجماهير وعرفانهم جراء صمودهم العظيم ضد نظام البعث ولا إكراما لمواقفهم المشرفة في التوجه الى صناديق الاقتراع متحدين بذلك اعداء البشرية من اجل إنجاح الانتخابات واختيار ممثليهم الذين وصلوا الى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع بعد أن تم تعريف العملية الانتخابية ووصفها كصك غفران يمكن للناخب دخول الجنة على اثرها .
لم تفهم الناس ان العملية ورائها شيء مخفي وان السياسة إن دمجت بالدين سوف تفسد الحياة لأن من يتبع هذا الاسلوب سوف لا يرى أبعد من أرنبة أنفه ولايمكن أن يفكر سوى بحزبه وطائفته وبالتالي يتحول الى حزب العائلة وخير دليل في ذلك حزب صدام حسين , ولهذا فالامر واضح ان المثل ينطبق على واقع حال العراق ..... ما رضينا بجزه صارن جزه وخروف ...... وما يردده الشارع ( ما خلصنا من صدام صار عدنه مية صدام ) .

فالواقع الذي يعانيه ابناء شعبنا كبير بمأساته وعظيم بسخونته فليس هناك في العالم من يتمكن من ملاحقة التطورات في العراق نتيجة لسرعتها والتقلبات الكبيرة في المواقف بين لحظة وأخرى فليس هناك من موقف ثابت ولا من رأي سيد فنسمع العجائب ونرى الغرائب وكلها بسبب القناعات التي يحملها جميع القادة من دون استثناء في الحصول على اكبر قدر من المال والجاه والمناصب الحكومية جراء التفكير الحزبي الضيق والطائفي المذهبي المقيت ... فليس هناك من يعتمد العقلانية للحوار وعلى طاولة لمعالجة القضايا المختلف عليها والاكثر أن مجلس النواب لم ينجز عمله في الحصول على ما يشبعه وكأن جيوبهم مثقوبة , فبدلا من الاهتمام بقضايا الشعب هناك أكثر من نائب لا هم له سوى بناء بيت له ووضع ضمانات له ولعائلته وكأنه سيطرد من موقعه بعد أيام قلائل , أعرف أحدهم في بابل صرف الملايين ولا أعرف من أين أتت اليه تلك الاموال وجياع بابل يحومون حول بيته .

المطلوب من اصحاب الضمائر الحية الإلتفات الى فقراء العراق وخلاصهم من الفقر المدقع عبر اعادة تاهيل مؤسسات الدولة ودعم المعامل الاهلية لتخفيف البطالة على اقل تقدير ثم الواجب وضع حدود معقولة لاصحاب المولدات الاهلية على اساس تخفيض الاسعار لكل أمبير وعدم القطع الكيفي للكهرباء , كذلك معالجة غلاء المعيشة حيث الاسعار التي تتصاعد من غير انصاف , فهذا الامر غيض من فيض بعد أن علمنا أن السيد وزير الكهرباء قد صرح مقدما ( على ابناء العراق تحمل الصيف القادم بقيضه وقضيضه لحين توفير الكهرباء عام/ 2012 ( أوكف بالشمس لمن يجيك الفي ) .

كل ما طرح من معالجات لم تكن سوى وعود من المسؤولين لهذا نعتقد على الحكومة العمل على معالجة الامور والايفاء بالوعود وتنفيذها بعيدا عن التصريحات الرنانة فإن الشعب قد شبع من الوعود وينتظر العمل وليس الأمل الذي يكمن في السراب .

نحن ننتظر ما سيسفر عنه في الايام القادمة ونحن عند وعودنا في خلاص شعبنا من تلك المآسي ونحن على استعداد لمواصلة التظاهرات الاحتجاجية لحين اصلاح النظام وخير وسيلة هو الانتخابات المبكرة وفق شروط النزاهة والشفافية بعد تغيير كامل للمفوضية غير المستقله للأنتخابات واصدار قانون ديمقراطي للأحزاب وتغيير قانون الانتخابات الذي ينسجم مع مصالح الشعب من دون وجود المتحزبين المتسيسين فيه على اساس طائفي مقيت .

 

 

free web counter