علي حسين الخزاعي

 

من الخاســر الأول والأخـير

علــي حســين الخـزاعـي - مالـمو

تطـورت الأمـور بشــكـله الســلبي وتفـاقمـت الى درجـة جـنون الســباق الأميـركـي _ الأيـراني العـراقي لتســليـح القـوى المتقـاتلـة فـي العـراق , حســب تصـريحـات عســكريـة أميـركـية عـن اســتمرار تـدفـق الأسـلحـة الايـرانيـة الى جمـاعـات مسـلحـة مختلـفـة ومتنـازعـة مـن ناحيـة ومـن ناحيـة أخـرى اســتمرار جهـود واشــنطـن لتســليـح جمـاعات مسـلحـة في سـباق محـموم لكســب ولاء المسـلحين حـيث المعـروف أن ايران سـبقـت الأمريكيـون فـي هـذا المجـال وقـد أنفقـت عشــرات المـلاييـن من الـدولارات وتمكـنت من اســتقطـاب أجنحـة من تنظـيم القـاعـدة كـذلك دعمهـا المسـتمر لكـلا القطـبيـن الطـائفيين المتحـاربيـن , فـي الـوقـت الـذي أصـدرت الحكـومة العـراقيـة بيـانا أوضـحـت فيـه , بأنهـا ليســت ضد تسليـح العشـائر وأنهـا تـريـد أن يتم ذلـك من خـلالهـا , و تشـير المعـلومات أن رئيـس الـوزراء كان المبـادر فـي دعـم العشـائر في الانبار وديالى , فـي حـيـن تشـير الأخبار الى أن القـوى المجرمة الارهـابيـة تمكنــت مـــــن تشـكيل امارات ودويلات وخـاصـة فـي بغـداد ( العـامريـة والـدورة .... ) تحـت غطـاء الحماية الأمريكيـة دون أن تتمكـن الحكـومـة من وضـع حـد لتلـك الأحـداث والذي يـذهب بسـببهـا آلاف من مـواطنـي شـعبنا ضـحايا تلـك الجـرائم .
أن عمليـة كسـب العشـائر ودعمـهم ضـد القـوى المعـاديـة لشـعبنا أمـر مسـلم وجيـد , لكـن تبقـى المخـاوف مشـروعـة من تحـويل تلـك القـوة الى سـلاح لتصـفيـة الحسـابات العشـائريـة والحزبية والطـائفية الضـيقـة وبالتـالي يصـعب مثـولهـا لأرادت الـدولـة أو أن تسـتعمـل تلـك العشـائر تلك الأسـلحـة لحـل النـزاعـات العشـائريـة , أن هـذا العمـل يتناقـض مـع قـرار حل الميليشيات والذي عـانى ولا يـزال يعـاني منـها شـعبنـا .
اليـوم معـروف لـدى الجميـع صـغارا وكـبارا الـدور الخبيـث للميليشيات وتسـلطـها علـى رقـاب الشـعب وهـي اليـوم لا تختلـف عـن ما قـامـت بـه ميليشـيات البعـث , الحـرس القـومي والجيـش الشـعبي , أن القتـل علـى الـهويـة الطـائفيـة تمـارسـها الميليشـيات من كـل الأطـراف اضـافة  الى دورهـا المـزعـج وتـدخلهـا فـي شـؤون الـدولـة وأجهـزتهـا الأمنـية والاقتصـاديـة كونهـا  تملـك الشرعيـة من أحـزابهـا المـشـاركـة فـي العمليـة السـياسـية ,وتفيـد التجـارب اليـومية أن مـا يحصـل فـي العـراق في خلـق المعـوقـات أمـام أجهـزة الـدولـة هـي بالتأكـيد من فعـل دول  الاحـتلال أولا ومن انعـدام الثقـة بيـن القـوى السـياسـية العـراقيـة وكـذلـك من تهميـش دور القـوى السـياسـية التـي تعيـش خـارج العمليـة السـياسـية وعـدم مشـاركتهـا الفعليـة فـي أدارت شـؤون البـلد . أن معـالجـة القضـيـة الأمنــية لا يمكـن أن يصـيبـه النجـاح دون مـلازمـة واسـتكـمال حـزمـة من المعـالجـات الاقتصـاديـة والثقـافيـة والفكـريـة والسـياسـية وتفعيـل دور  منظـمات المجتمـع المـدني ومـشـاركـة فعـالـة لكـل القـوى السـياسـية المخلصـة من دون أيـة مـواقـف مسـبقـة أو شـروط لتبـوء المـواقـع علـى أسـاس المحـاصـصـة الطـائفيـة أو التسـابق  الحـزبي الضـيق بـل وضـع مصـالـح الشـعب ومسـتلزمـات حيـاته اليـوميـة وتـوفيـر الأمـان والحيـاة السـليـمـة بعـد معـالجـة الـوضـع وخـلاص شـعبنا من كـل تلـك الأمـراض . أن التصـرف السـليم العقـلاني ودعـم مؤسسـات الـدولـة كفيـل فـي تحقيـق الأمـاني لأن عكـس ذلـك هـو الـخراب الـدائـم والخـاســر الأول والـوحيـد سـيكـون شـعبنـا فقــط .