| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

 

الخميس 24/5/ 2007

 


 

قضـايا الشـعب الأسـاسـية

علـي حســين الخـزاعـي – مالـو

ينطـلق الحـزب الشـيوعـي العـراقـي من مسـئوليته التاريخيـة تجـاه شـعبه العـراقي والوطـن , ليقـف بكـل قـوة معتمـدا الشـعب ضـد القـوى المعـادية لحـاضـر ومسـتقبـل الشـعب والوطـن , مجســدا ذلـك في شـعاره العظـيم الذي رفعـه القـائد العمـالي يوسـف سـلمان يوسـف ( فهــد ) _ ( وطــن حــر و شـــعب ســعيد ) .
عقـد مؤتمـره الوطـني الثـامن فـي قلـب العـراق ( بغــداد ) رغـم الظـروف الأمنيـة الصـعبة والمعقـدة والسـياسـية المضـطربـة , وقـد اسـتنبط المؤتمـرون بعـد نقاشـهم قضـايا الشـعب الآنيـة بحـرص كبيـر وبشـعور عال من المسـؤولية لمـا ســتؤول عليـه الأيام القـادمة , حيـث وضـعت الأسـس السـليمـة وأركـان العمـل وآليـاتها للمسـاهمـة فـي خـلاص شـعبنا من المآسـي التـي يعـاني منهـا جـراء الاحتـلال والسـياسـة الخـاطـئة للمحاصـصة الطـائفية التـي لم تتـوانى لـزرع العبـوات النـاســفة السـياسـية فـي كـل زوايـا الحـياة اليـوميـة , سـواء علـى الصـعيد الأمنـي أو الأزمـات الاقتصـادية والمشـاريع الجـائرة بحـق خيـرات النفـط الوطنيـة وحقـوق الشـعب المشـروعة ومحـاولة تكـبيل الوطـن بيـد القـوى الخـارجيـة لعقـود طـويلة من عمـر الـزمن .
لقـد أكـد الشـيوعيون في مؤتمـرهم علـى أهميـة ضـمان الأمن والاسـتقـرار لأن فـي ذلـك الطـريق الوحـيد فـي بنـاء الوطـن من خـلال بنـاء البنـى التحتيـة وجمـع شـمل العـائلة واعـادت البسـمة لوجـوه الأطفـال وتوفيـر العيـش الرغيـد والكـريم , كمـا أن تـواصـل العمـل الجـدي لتفعيـل الجـهات الحكـومية والمؤسـسـات السـياسـية بعـد تطـهيرها من العنـاصـر الخبيثـة الى جـانب تفعيـل دور منظـمات المجتمـع المـدني لأنجـاح المشـروع الوطـني للمصـالحـة أمـر هـام وجـدي لتهـدئة الأوضـاع والذي بدوره يـؤدي بكـل تأكـيد الى تعبئـة الجمـاهير الشـعبية والقـوى السـياسـية المخلصـة من أجـل اسـتعادة الاسـتقلال والسـيادة الوطنيـة علـى أرض الواقـع .
أن أهمـية التعـاون بيـن القـوى الوطنيـة المخلصـة مـع الرئاسـات الثـلاث الشـرعية علـى بنـاء مؤسـسـات دولـة القـانون يـدفـع بالتأكـيد الى الاسـتقرار بكـل جـوانبـه والى اطـلاق الحـريات العـامة والديمقـراطيـة الحقيقيـة , فالديمقـراطيـة الحقيقيـة هـي الضـمانة الأكيـدة الى الاسـتقرار و الحيـاة بشــكله الديناميكـي المتطـور وهنـا لابـد من التوقـف عنـد أهميـة التعجيـل فـي حـل الميليشـيات وتسـليم السـلاح بيـد الـدولة لأن حمـل السـلاح واسـتمرار عمـل الميليشـيات لا ينسـجم مـع مبـادئ بنـود الدسـتور الذي يؤكـد علـى الديمقـراطيـة والنظـام الفيـدرالي المـوحـد , وأن بقـاء السـلاح بيـد الميليشـيات واسـتمرارهـا يسـاعـد علـى اسـتمرار الطـائفيـة المقيتـة , وأن عـدم حـل هـذه المعضـلة يعنـي تـزييف حقيقـي لمفـهوم الديمقـراطـية ولا يؤدي ذلك الى تحـقيق أفـق المصـالحة الوطنـية .
وهنـا لابـد من التـوقف عنـد أهـم القضـايا الأسـاسـية التـي توقـف عنـده المؤتمـرون ألا وهـي حيـاة الجمـاهيـر وقضـاياهم اليـوميـة الأسـاسـية , وهنـا أعتقـد أن الخـروج بآليـات عمليـة تركـزت علـى دور الشـيوعيين وسـط الجمـاهيـر والدفـاع عـن حقـوقهم المطـلبية الشـرعيـة لهـو فـي غـاية الأهمـية وهـي خطـوة تؤكـد عـودة الحـزب الى منبعـه ومكـان ولادتـه لأنـه ابـن الفقـراء وهـو المـدافـع الحقيقـي كان ولا يـزال عـن حقـوق الكـادحيـن وكـل الشـعب بـعد غيـاب طـال عقـود من الـزمن بسـبب ظلـم النظـام السـابق والظـروف الأمنيـة القـاتـلة , أن خـوض النضـال الجمـاهيـري والـدعـوة لتـوفيـر احتـياجـات الجمـاهيـر الضـروريـة ومسـتلزمات الحـيات اليوميـة أمـر بـات مهـم جـدا خـاصـة مـا يتعلـق بالحـياة اليـوميـة كالمحـروقات والكهـرباء والمـاء والرعـاية الصـحية والتـي اصـبح كـل ذلـك ممنـوعـا رؤيتـه حـتى فـي الحــلم , أن ذلـك يتطـلب تشـريع قـوانيـن لأعـادة تأهـيل معـامل ومؤسـسـات الدولـة من أجـل القضـاء علـى البطـالة التـي زاد حجمهـا لأكثـر من أل 50% , هـذه الآفـة التـي أصـبحت الوجـه الآخـر للأرهـاب والفسـاد المـالي والاداري والـذي يـزيد الفقـر والجـوع ناهيكـم عـن القتـل اليـومي الذي يتعـرض لـه أبنـاء شـعبنا والجثـث التـي عـادت تنتشـر فـي أحيـاء ومدن بغـداد وعلـى قـارعـة الطـرق .
كـل هـذه المهـام الى جـانب مهـام أخـرى تتطلـب جهـود مشـتركـة من لـدن الجميـع والعمـل علـى تفعيـل آليـات التطبيـق العملـي بالتعـاون مـع المؤسـسـات الحكـوميـة لتحقيـق ابسـط ما يمكـن لشـعبنا , أن العمـل علـى تحقيـق تـلك المهـام يقـع علـى عـاتق الحـزب وأعضـائـه ومـؤازريـه والقـوى المخلصـة لشـعبنـا لأن ليـس فـي ذلـك مصـلحة حـزبية ضـيقة أو قـوميـة مقيتـة أو طـائفيـة منـبوذة بـل هـي تشـمل حقـوق الشـعب , كـل الشـعب , أنهـا حقـا حقـوق الشـعب المشـروعة التـي لابـد من العمـل من أجـل تحقيقهـا الى جـانب تفعيـل دور المنظـمات خـارج الوطـن لتشـديد التضـامن مـع شـعبنا العـراقي وخـلاصـه من كـل تـلك الأمـراض وبنـاء وطـن حــر ونظـام وطنـي ديمقـراطـي فيـدرالـي مـوحـد .