| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الخميس 24/4/ 2008



اين المفر ؟

علي حسين الخزاعي

تلك هي المآسي التي يعاني منها ابناء العراق , فأفرازات النظام السابق لم تزول ولايمكن ان تمحى من الوجود مع استمرار الفعاليات المشينة التي تقترف بحق شعبنا من الفقراء والكادحين , لم يكن الخلاص من اركان النظام السابق بالأمر اليسير ولكن تعقيد الامور جاء اثر تفاعل العامل الخارجي و تطابق المصالح مع القوى غير المؤمنة بالشعب وقواه الثورية لذلك نرى اليوم محن تزداد على حساب الشعب وآلام تتفاقم اثر الاعمال الاجرامية التي تقترفها القوى الظلامية من عناصر الميليشيات المنفلتة التي يتم رعايتها من قبل الكثير من الاحزاب الشريكة في الحكومة والبرلمان وفي العملية السياسية .
ماذا قدمت الاحزاب السياسية الحاكمة لأبناء مدنها وماذا فعلت منذ سقوط الطاغية ونظامه المباد غير الوعود , وهل تمت معالجة الحياة المعيشية وتوفرة مستلزماتها بما ينسجم مع طموحات الناس المكتوية بنيران الحروب منذ اكثر من ثلاثة عقود ونيف ؟
ان ابناء شعبناء يتجرعون الموت والجوع والخوف من الآتي المجهول وتهديدات القوى الطائفية تزرع الرعب اكثر فأكثر في قلوب الناس فلا من مجيب لدعواتهم ولا من ناصر لنداءاتهم والكل يدعي بالوطنية وحقوق الانسان والقتال ضد الاحتلال والحكومة القائمة , معتقدين ان هذا هو السبيل الوحيد و الطريقة الوحيدة لحل معضلات الشعب متناسين ان دورهم في ذلك يخلق اوضاع اكثر مأساوية ويطيل من عمر الاحتلال ويزيد المعانات وان شعبنا بحاجة اليوم الى الامان والسلام اكثر من حاجته الى الخبز والماء رغم اهمية العمل وضرورة توفير مستلزمات الحياة اليومية , فاصبح شعار السلام والامان من الاولويات في مطاليب الناس ,كل الناس , وخاصة ابناء الشعب والطبقة العاملة العراقية .
في كربلاء المقدسة ومنذ ايام تم تشييد ابواب على مداخل المدينة من كل الاتجاهات بجدار ضخم وابواب ( تكلفة الباب الواحدة تقدر ب 2 مليار ) دينار عراقي حيث تم عزل اهل المدينة عن مركز المدينة وقد اصبح من الصعوبة الدخول الى مركز المدينة الاباجازة وبعد الساعة السادسة صباح كل يوم , ترى كيف يتمكن الكادح للدخول لى المركز لبيع بضاعته التي اعتاد على بيعها هناك والحضور الى مكان عمله قبل الساعة السادسة من صباح كل يوم اضافة الى ان العادة لدى اكثرية اهل المدينة في الحضور الى مرقد الامام الحسين ( ع ) كل صباح لاداء فريضة الصلاة وهو امر شائع ومعروف لدى الكل .
والمشكلة اليوم ان هذا الامر اصبح موضع سخرية الناس وخاصة المعممين الذين شعروا بخطء انتخابهم لاصحاب العمائم هناك وخوفهم ان لايتمكنون من زيارة الامام الحسين واخاه العباس عليهما السلام الا عبر الحصول على تاشيرة دخول يحصلون عليها من القنصلية الايرانية في كربلاء .
يتحدث الاكثرية من ابناء المدينة عن ظاهرة زيادة الاسعار حيث تحدث احدهم عن زيادة اسعار الماء والكهرباء بمقدار عشرة اضعاف السعر الحقيقي قبل اشهر قليلة سابقة وقد طلبت من بعض الاخوة تقديم رسالة احتجاج الى الحكومة الاتحادية عن الاوضاع المزرية هناك , ويسود اليوم اعتقاد بين وجهاء المدينة بأن وضع تلك الابواب بسبب خوف الحكومة المحلية من جيش المهدي واحتمالات نشوب معارك بين جيش المهدي ومنظمة بدر : فقال احدهم ان ما يقومون به لحماية اموالهم وممتلكاتهم فقط رغم اننا لا نرغب بهذا او ذلك , ان الحرب الدائرة بين القوى والميليشيات الاسلامية ليست سوى حرب مصالح وصراع على السلطة والجاه وهي حركة اريد منها ازاحة قوة لاترغب في اقامة اقليم الوسط والجنوب الذي يرفضه الدستور من اجل تحقيق المخطط الايراني للسيطرة على اهم الاجزاء الحيوية في العراق وسوف تكون تلك من اكبر الكوارث على شعبنا وتمزيقه الى شذر مذر كما يقول العراقي المسكين .
ومن جانب آخر يدرك العراقيون في داخل الوطن ما يخطط له البعض وهم على طريق الاعداد للأنتخابات البلدية القادمة وهذه قضية هامة تحتاج الى دراسة تحليلية منفصلة يمكن البحث فيها في المستقبل القريب ومدى مخاطر تحقيق ذلك المخطط المشبوه وهنا اكتفي بهذا القدر ولكني اود التنويه الى معانات الناس بعد كل زيادة رواتب حيث تمتصها زيادة المواد الغذائية واسعار الوقود والبنزين واجور النقل وارتفاع الايجارات وان الاكثرية من ابناء شعبنا من الفقراء الذين لاراتب ولا دخل دائم لهم في الوقت الذي تذهب الزيادات الى القطط السمان الذين ثقبت جيوبهم فيملؤها دون حساب ولا عتاب ضمير ترى اين المفر من كل تلك الاوضاع المؤلمة ؟
 

Counters