| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الثلاثاء 24/6/ 2008



الحــــــــــــــر تكفيه الاشــــــــــارة

علي حسين الخزاعي

كان القلب يخفق بقوة والخوف ينتابني كل لحظة وانا انتظر بشغف لحظة انطلاقة المباراة بين فريقنا الوطني والمنتخب القطري , وكان الامل يحدوني ودعائي بفوز المنتخب الوطني والتأهل للدور الاخير ومن ثم لتصفيات كأس العالم في جنوف افريقيا عام / 2010 .
بعد مرور الربع ساعة الاولى تحركت يدي بشكل لا ارادي لتدق اصابعي على قلبي شاعرا بخوف رهيب يرج قلبي داعيا الى فعل شيئا من لاعبينا لتلافي ما هو غير متوقع , جراء الاداء الذي قدمه لاعبينا الابطال , وهم في حيرة من امرهم , هل يستمعون الى مدربهم الذي طالبهم للعب على الاحتمال الثاني بدلا من الفوز ام ينصتون لصوت الجمهور العراقي ومطالبتهم بالفوز الذي يكحل ابناء شعبنا به عيونهم ويديم الفرحة في قلوبهم .
لقد كان منظرا جميلا وشاعريا ونحن نراقب الفضائية العراقية الفيحاء في حملتها لتشجيع المنتخب الوطني , ليظهر العشرات من لاعبينا القدامى في الكرادة الشرقية , وفي المقدمة منهم اللاعب الكبير لطيف شندل بشيباته الوقورة يدعوا الله لنصرة الفريق العراقي , هذه هي الغيرة العراقية والحرص الذي ملكه ويملكه هذا المقدام مع اشقائه رواد الكرة العراقية .
تصوروا كنت قبل المباراة اتمنى لو ان للعراق فرصة واحدة فقط للفوز وليس فرصتي الفوز او التعادل , لكان لذلك حديث آخر , وكنت واثقا ان عدنان حمد سيلعب على الاحتمال الثاني اي التعادل ولذلك دب الخوف قلبي واخذ ينبض بقوة رغم انه اعلن , بانه سيلعب على الاحتمال الاول ( الفوز ) لكنه لم يكن صادقا باعلانه على الصحافة , والدليل خطة وتكتيك اللعب الذي نفذه لاعبينا , ولانه معروف للوسط الرياضي الذي انعدمت لديهم الثقة به كونه من زبانية البعث السابق وعروبجي , فمن المؤكد انه لايملك الحرص على الفريق العراقي حيث لاحظت البسمة الصفراء على محياه بعد صافرة الحكم علي حمد بعكس مدرب الفريق الروسي الهولندي الاصل غوس هيدينيك والذي بانت على وجهه علامات الغضب عندما سجل الهولنديين هدف التعادل ولم تعود البسمة الى وجهه الا بعد ان اعلن الحكم نهاية المبارات بفوز الفريق الروسي , انها مهنته وكان مخلصا في عمله حيث يتقاضى راتبا على ذلك , نفس القضية بالنسبة للمدرب عدنان حمد حيث له عقد عمل وبراتب كبير لكنه وللأسف اثبت عدم اخلاصه لمهنته بل للقومية وبشكل ضيق , ليتها تكون اخلاصا قوميا لصالح الوطن .
هنا اضع جملة من الملاحظات :
* بعد ان قدم الفريق العراقي نتائج سيئة امام الفرق الاخرى ( تايلند , سوريا , الامارات وتعادله امام الصين ومن ثم خسارته امام استراليا ) اراد تبييض الوجه لعله يفلح في خلق الاختلافات والتناقضات بين من كان مضادا له من ابناء شعبنا واعتراضاتهم عليه وعلى حسين سعيد وبطانته وبين الاتحاد العراقي المركزي الساند القوي لعدنان حمد واثبات ان كل ما طرح عن المدرب ما هو الا افتراءات , فعقد العزم وحقق الانتصارين ضد استراليا والصين , مما ادى ذلك الى خلق الشكوك بين المعارضين له ودعم المؤييدين له , لكن في سيرورة نفسه لم يريد ان يحقق النصر الكبير لمنتخبنا لانه يواجه فريق عروبي وليس فريق اسيوي او اوروبي , وباعتبار ان العراق اليوم خارج السرب العربي بنظر القومجية والبعثيين الاشرار , لذلك على الفريق العراقي ان يؤدي مباراة تؤدي الى خسارته والا لماذا كل هذه التغيرات غير المجدية , ولماذا وضع لاعب واحد في خط الهجوم ان اراد الفوز ليكون اللاعب عماد في كماشة الدفاع القطري .
لقد ظهر التعب على الفريق القطري ولم يتم استغلاله وخاصة في العشرة دقائق الاخيرة وكان بامكان المنتخب الضغط والخروج بنتيجة جيدة , في الوقت الذي كان بالامكان الاحتفاظ باللاعب نشأت في الوسط لأنه الافضل في الوسط الذي يربط الخطوط وتوزيعه للكرات الخطرة ولامتلاكه ضربات موجعة من خارج خط الجزاء , هذا درس لنا جميعا ان من الصعوبة تسجيل الاهداف في مثل هكذا مباراة وعليه لابد من اعتماد الضربات القوية من خارج خط الجزاء لآرباك الدفاع وحامي الهدف .
* نور صبري الحارس الامين . للأسف تكرر عنده نفس الخطء في مباراة استرالية عندما وقف متفرجا على كرة هاري مهاجم الفريق رقم 10 وكرة بشير في مباراتنا الاخيرة , انه بقى ينظر الى الكرات دون اي حركة وكأن الامر لا يعنيه . فهو يتحمل مسؤولية الهدفين من دون منازع رغم ان الدفاع عليه تحمل مسؤلية اعاقة اللاعب المهاجم وعدم افساح المجال له للتسديد .
ان الترهل الذي ظهر عليه لاعبونا ولاابالية مدرب المنتخب وتخاذل حسين سعيد اما بن همام كلها اسباب لخروج منتخبنا الوطني .
-- أهم الدروس والمهام :
لقد اقدمت الحكومة العراقية في خطوتها الجريئة الاولى بتشيكل لجنة اولمبية مؤقته وعليها تقع المهام الاساسية لأنتخاب لجنة اولمبية جديدة ينبثق منها الاتحادات الرياضية على اسس ديمقراطية حرة وشفافة تعتمد المعايير الدولية , بشرط ان لا تشوه هذه الانتخابات بامراض المحاصصة الطائفية التي هي داء البلاء في وطننا , كون انه لا يخص جهة معينة .
-- الاعتماد على الخبرات العراقية والاستفادة من الخبرات العالمية مع ادخال ثقافة الكرة العالمية والتكنيك في علوم الثقافة الرياضية العراقية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص .
-- تكثيف الدورات التدريبية والمشاركة في الندوات لأستخلاص الدروس والاستفادة منها وتطبيقها بشكل علمي وعملي .
-- العمل الجاد مع الاستفادة من الدول الاسكندنافية وخاصة السويد في بناء البنى التحتية من ( ملاعب , اجهزة رياضية واساليب التدريب الحديث ) .
-- توفير كل مستلزمات النجاح والتفوق من : ( الطبية والرواتب والراحة النفسية ... الخ ) .
-- اعتماد اللاعبين المتخرجين من مدرسة الشيخ عمو بابا ( اشبال , ناشئين وشباب ) لتشكيل اكثر من منتخب لكل فئة عمرية .
-- محاولة التأثير الايجابي على الاتحادات الدولية والعالمية بهدف تطوير الاحتكاك مع فرقها الدولية لرفع المستوى الفني والتقني .
-- احتضان اللاعبين العراقيين ومساعدتهم لحل مشاكلهم المادية والنفسية وتوفير وسائل الترفيه والسكن لعوائلهم , اضافة الى الاهتمام باللاعبين الذين قدموا الى الرياضة العراقية من الرواد وكذلك رياضيينا ابطال آسيا لمعالجة اوضاعهم النفسية بعد الاخفاقات الكبير ة التي آلت عليه الكرة العراقية , فهم ثروة الوطن وابناء الملحة فليس من الصحيح ان نغني بأسمائهم عند الفوز ويجري الحديث السلبي المسيء عند الخسارة ومهما يكن فهم اولادنا واحبابنا
ولنأخذ المدرب الهولندي (( غوس هيدنيك )) مدرب منتخب روسيا في كأس اوروبا الذي فرح لفوز الفريق الروسي على فريق وطنه الام , فالرياضة لم تعد فقط الغيرة بل المصالح المالية ولا اقول غير ذلك , والحر تكفيه الاشارة .

 

free web counter