علي حسين الخزاعي

 

حـزب العـودة, حقيقـة أم خيـال ؟

علـي حســين الخـزاعـي - مالمـو

السـيد عـواد الربيعـي , عضـو مجلـس انقــاذ مدينـة بعقـوبة , مركـز محـافظـة ديالـى , صـرح بأن قيـادات من النظـام البـائد باشـرت بتشـكيل تنظـيم جـديد باسـم حـزب العـودة وعقـدوا عـددا من الاجتماعـات والقـيام بحملـة لترويـج منهـج البعـث فـي المـدينة , أمـام ضـعف وتهـاون الادارة المحليـة وأجهـزتهـا فـي فـرض القـانون .
فـي الحقيقـة منـذ فتـرة طـويلـة والحـديث يـدور عـن تشـكيل هـكذا تنظـيم وروجـت وسـائل الأعـلام عـن تصـريحـات لمسـؤولين حـكومييـن بالتـرحيب فـي عـودة أعضـاء من حـزب البعـث غيـر الملطـخة أيـاديهم بدمـاء أبنـاء شـعبنا وباسـم آخـر والدخـول معـهم فـي حـوار مصـالحـة وأشـراكهم فـي العمليـة السـياسـية , وقـد سـبق لنـا التنبيـه حـول ذلـك باعتبـار أن حـزب البعـث يـؤمن بفكـر شـوفينـي منتقـاة ( فكـر شـمولي , عنصـري ولا لغـة حـوار لهـم غيـر لغـة السـلاح ولا يؤمنـون بغيـر طـرق الانقـلابات العسـكريـة والتـآمـر ضـد الآخـرين .... ولا اعتقـد أن هنـاك حـزب أو منظـمة أو فـرد عـراقي مخلـص لوطنـه يـرضـى بعـودة حـزب البعـث تحـت أي أسـم كـان لأن لـه تأريـخ معـروف للقـاصـي والـداني .
لقـد سـقطـت آخـر ورقــة لهـم فـي العـراق ولا اضـن أن لهـم مسـتقبل فـيه وأن عـادوا فالقضـية سـتكـون مؤقتـة لأنهـم منبـوذون بنظـر الشـعب وكـل الخيـرين فـي العـراق لأنهـم عـن حـق خبثـاء من فـروة رأسـهم الى أخمـص أقـدامهـم وامتـازوا بالجبـن والتأريـخ خيـر شـاهـد .
أن تـواجـد مثـل هـذه التنظـيمـات الحـزبيـة الممنـوعـة دسـتوريا فـي الحقيقـة يعتـبر خـرقـا صـارخـا للقـانون وعليـه لابـد مـن التحـرك للقبـض عليهـا وتقـديمهـم للقضـاء العـادل لأن ذلـك ينسـجم مـع نهـج الـدفاع عـن مصـالح الشـعب وسـلامتـه , فلننظـر الى هـؤلاء المجـرمـون وبالتعـاون مـع مجـرمـي القـاعـدة فـي قتلـهم خـلال أشـهـر قليلـة وأبادتهـم ل ( 11 ) ألـف و ( 200 ) شـهيد حسـب احصـاءات الطـب العـدلـي بالأضـافة الى آلاف الجـثث المجـهولة وأكـثر من 10 آلاف عـائلة مهجـرة جـراء سـيطـرتهم علـى المـدينة , تـرى أيـن هـو قـرار فـرض القـانون مـن تلـك الجـرائـم ومن هـؤلاء ؟
أن فـرض القـانون وحمـايـة المـواطـنين واجـب قـانوني وأخـلاقي وأنسـاني فـلا يمكـن التفـريق بيـن هـذا أو ذاك ومحـاربـة هـؤلاء المجـرمون لابـد أن يشـمل كـل أنحـاء العـراق وعـدم منحهـم أي مجـال للمـلمت واسـتعادة ترتيـب قـواهـم , أن محـافظـات ومـدن العـراق يسـكنهـا أبنـاء شـعبنا وهنـا يتطلـب شـد العـزم للتـوجـه للقـضـاء علـى أعـداء الشـعب وحمـاية المـواطـنين من شـرورهـم , أن مثـل هـذه الأرقـام المـروعـة تـدل علـى بـطء سـير العمليـات العسـكرية وضـعف فـي فـرض القـانون لاسـيما عـودة العثـور علـى جـثث الشـهـداء فـي أحيـاء ومـدن بغـداد الحـبيبة وهـذا يعنـي أن تصـريحـات الوزراء والمسـؤولين عـن القضـايا الحكـومية لا تنسـجم مـع الأضـرار الجسـيمة التـي تلحـق بالمـواطنيـن , فنـحـن لسـنا بحـاجة الى مقـارنات قتلـى اليـوم عـن الأمـس بـل بحـاجة الى جـدية فـي تفعيـل فـرض القـانون وبشـكل انسـيابي يخـدم سـلامة المـواطـن وأمنـه لأن عـودة البعـث يعنـي عـودة الجـرثومـة الخبيثـة الى الشـارع العـراقي .