| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأربعاء 23/4/ 2008



اتقوا الله يا ناس

علي حسين الخزاعي

منظمة بدر الذي يقودها السيد هادي العامري عضو البرلمان العراقي عن المجلس الاعلى الاسلامي العراقي أصدر بيانا جاء فيه : ( ان فيلق بدر تحول منذ نيسان / ابريل / 2003 الى منظمة مدنية سياسية تساهم في بناء العراق الجديد بعد ما تحقق الهدف الاساسي وهو اسقاط النظام الصدامي وبقي تحقيق الهدف الثاني , اي بناء العراق بنظامه السياسي والاجتماعي والعسكري ) - اهم شيء العسكري وليس الاقتصادي – واضاف في البيان : ( منذ اليوم الاول دخل فيه البدريون الى العراق تخلى الجميع عن حمل السلاح وتوجهوا الى العمل المدني وشاركوا في العملية السياسية ايمانا منهم بان مهنتهم العسكرية انتهت بعد سقوط النظام السابق ) وتابع : ( وعلى رغم ذلك تعرضت المنظمة الى حملة من التشويه والاتهامات الباطلة والتي لاتستند الى اي دليل وتعرض اعضاؤها الى حملة من التصفيات الجسدية التي نفذها ضدهم قوى الشر والظلام من التكفيريين وبقايا النظام السابق ) , من جانب آخر اعلن السيد حميد المعلة أحد قادة الائتلاف من طرف المجلس الاعلى , أن منظمة بدر منظمة سياسية سجلت نفسها في المفوضية العليا للأنتخابات ككيان مستقل ودخلت البرلمان .
نعم ,قد لانختلف كثيرا كحالة مجاملة كما يتبعها البعض من الذين اقتنعوا بهكذا تصريحات باعتباركم المشاركين الفعليين في العملية السياسية والقوة الاكبر في السلطة التشريعية وقادة الحكومة – حكومة الوحدة الوطنية – ولكن لماذا التحريف والابتعاد عن الحقيقة كما هي ؟ ومن هم منظمة بدر اولا ؟ ان اعضائها من التوابين قبل كل شيء ولم يكن لأكثريتهم علاقة بالسياسة بل كانوا جنودا في الجيش العراقي , كان قسم منهم من اسرى الحرب العراقية – الايرانية والقسم الاخر الهاربين من جبهات القتال والقسم الثالث من المسفرين او الهاربين من جحيم نظام البعث الفاسق ... كانت حياتهم في المخيمات والتي كانت على شكل معتقلات في جحيم وكانت المساعدات تسرق من قبل المسؤولين مما جعل ذلك يشكل ضغطا على اللاجئين بقبول اي مخرج للخلاص من تلك الظروف الصعبة وهذا ما شجع السيد محمود الهاشمي ( احد القادة الايرانيين ) والشهيد الحكيم لتشكيل قوات بدر كذراع عسكري للمجلس الاعلى وقد تم ذلك بعد ان تاب كل منهم واعلن التوبة . والذي لايختلف عن طلب البراءة من اي انسان من معتقده السياسي او المذهبي , لقد كان من بين هؤلاء الكثير من ضباط الجيش العراقي وقد التقيتهم ايام مكوثي في ( اوردكا كرج هناك في طهران ) .
ان منظمة بدر لم تتحول منذ اليوم الاول كما ورد في البيان الى منظمة مدنية لأن هناك مجموعة من الدلائل  (ظهور اعداد كبيرة من المسلحين مع انواع من الاسلحة اثناء دخول الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله بعد سقوط الصنم الشاذ , تصريح السيد عبدالعزيز الحكيم واستعداده في حماية الانتخابات بمئة الف مقاتل من منظمة بدر في الاماكن المقدسة , المعارك التي دارت في البصرة بين البدريين والصدريين وحزب الله والفضليين لم تكن برمي نوى التمر او حجارة اطفال فلسطين واخيرا كي لا اطيل فان حماية زوار كربلاء من الايرانيين اثناء اربعينية الامام الحسين – ع - لم تكن من قبل الجيش العراقي بل سيارات خاصة عليها من المسلحين مع اسلحة آر بي جي والبي كي سي والاسلحة الخفيفة , سيارات من دون ارقام بل عليها لوحة بيضاء مكتوب عليها (( أمن حماية خاصة – منظمة بدر).
ترى لماذا كل هذا الافتراء وعدم المصداقية أم هي تدخل ضمن الكذب الابيض الذي لا احمل ذرة من الايمان عنها ولا تعتبر سوى عملية ضحك على الذقون .
ان منظمة بدر كانت ولا تزال هي الذراع العسكري للقوى الاسلامية وسوف تظهر للعيان اكثر عند الانتخابات القادمة للضغط على كادحي شعبنا وابناءه الفقراء لمنح اصواتهم والا فان مثواهم سيكون الجحيم وبئس المصير .
ايها الاخوة ان الدين الاسلامي , دين حنيف لا يرضى بالكذب الملون ( ابيض , اسود , اصفر , اخضر او فستقي ) هذه خزعبلات لا تكسي عريان ولا تشبع جوعان وبنفس الوقت فان دين محمد ( ص ) يطالب بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر , فهل ان الخمر والقمار وغيرهما من المنكرات فقط ام ان الكذب المؤذي من المنكرات ايضا ام ان الكذب هذا يدخل في اطار التقية هذه البدعة التي يتحلى بها البعض لتمرير قناعاته على الاخرين لاسكاتهم خلاصا من الاحراج .
 

Counters