| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الثلاثاء 22/7/ 2008



تموز لم تفتح باب المؤامرات العسكرية ...

علي حسين الخزاعي

ورد لدى الكثير من الكتاب العراقيين وغيرهم عن ثورة / 14 / تموز / 1958 المجيدة , فالاكثرية التي احتفلت بهذه المناسبة واستنبطت الدروس منها والتي عبرة عن الوفاء والاخلاص لقضية الشعب والوطن , والبعض القليل الذي امتعض من المناسبة بسبب الاعتناق الفكري القومي المتعصب في محاولة تشويه معالم الثورة الشعبية التي هزت مضاجع الاستعمار وعرش الاقطاع المتخلف عن الركب الحضاري .
ان ثورة تموز ليست نتاج انقلاب عسكري ولا هي وليدة لحظتها بل هي نتاج نضالات الشعب العراقي بكل قواه السياسية المخلصة من اضرابات طلابية واعتصامات وتظاهرات عمالية وجماهيرية ضد النظام الاقطاعي العميل وضد الاحلاف العسكرية وقوانين الدولة الجائرة التي كبلت الوطن بقيود لم يكن من سبيل لتحطيمها سوى الثورة الشعبية وبتحالف متين بين الجيش العراقي بقيادة الضباط الاحرار مع الشعب وقواه الوطنية .
لكن المؤسف ان هناك البعض يعتقد وبقناعة ان ثورة تموز هي التي فتحت ابواب العراق للأنقلابات العسكرية ضنا منهم ان تلك الانقلابات التي حدثت في العراق بعد / 14 تموز / 1958 هي نتاج للثورة وليست هي نتاج للنهج الفكري القومي المتعصب الناصري البعثي المتآمر , وللأنصاف يجب على كل من يمتلك تلك القناعة ان يراجع تاريخ العراق السياسي وخاصة عن عدد الانقلابات العسكرية في العراق قبل ثورة 14 / تموز المجيدة , فهل ان ثورة تموز تتحمل اسباب تلك الانقلابات ياترى ؟
لقد تحدث الكثير من القوميين ومن كوادر البعث قبل وبعد التاسع من نيسان عن طبيعة البعث وايديولوجيته العدوانية وما يحمله البعث من اسلوب واحد لاغير لأستلام السلطة , والكل من دون استثناء يعرفون هذه الحقيقة , هو اسلوب التآمر والانقلابات العسكرية سواء داخل الحزب اوخارجه والاكثر من ذلك استعدادهم الكبير للتحالف مع الشيطان لتحقيق ذلك الهدف , وقد اثبت التأريخ ذلك في تحالفهم مع القوميين الناصريين ومع المخابرات الغربية والمخابرات المركزية الامريكية للقضاء على مكتسبات الثورة وخلق بؤر توتر في المنطقة .
لم اكن انتظر من السيد المالكي رئيس الوزراء مثل هذا التصريح على اقل تقدير في مثل هذا الوقت وتوجيه نفس التهمة الى ثورة تموز المجيدة , وكان الاجدر به التدقيق حول تلك القضية الحساسة , وان كانت تلك هي قناعاته فالأمر يختلف لأن ذلك ينتج عن الولاء لبعض التوجهات والقناعات السابقة والتي تعبر عن حالة الانتماء الى الماضي الذي لم يتخلص منه العدد غير القليل والمتمثله في عدائها للقضية الوطنية سواء عبر رسالة التأييد التي سلمها السيد الفقيد صالح اليوسفي ممثل الحركة الكردية الى على صالح السعدي بعيد الانقلاب مباشرة او الفتوى التي اطلقت تأيدا للأنقلاب الفاشي عام / 1963 ( الشيوعية كفر وألحاد ) .
فهؤلاء هم قادة الانقلاب الفاشي الذين حصلوا على الدعم وكان وفائهم ان يخلفوا ورائهم الدمار في العراق وتدمير الشعب وبناء السجون والمقابر الجماعية لأبناء حلبجة الشهيدة والانتفاضة المجيدة اضافة الى تنفيذهم لأقذر قانون في التاريخ العراقي الحديث , وهو قانون تنظيف السجون وشن الحروب الطاحنة , وذبح الديمقراطية من الوريد الى الوريد واصدار القرارات والقوانين الجائرة بحق الخيرين من ابناء شعبنا الكادح .
فالامر موضوع بحث وتقييم جدي لدى المختصين وقد تظهر نتائج الدراسات عن تلك الثورة المجيدة بعد سنوات , ولكن يبقى الامر الواضح والوحيد , بان ثورة تموز لم تكن المسؤولة ولم تفتح ابواب الانقلابات العسكرية , بل ان المسؤولية الاولى والاخيرة تقع على خدم الامبريالية ومصاصي دماء الشعب .

 

free web counter