| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الخميس 22/5/ 2008



عمالنا هم الاولى بخيرات شعبنا

علي حسين الخزاعي

عانت الطبقة العاملة العراقية الكثير من المآسي على ايدي الانظمة الدكتاتورية وخاصة نظام البعث الحاقد ليس على الطبقة العاملة فحسب بل على كل القيم الانسانية , فلم يكن بأجراءاته قاطعا للأرزاق فحسب بل قاطعا للأعناق .
ففي حروبه المشؤومة حول العمال والكادحين الى وقود نيران لحروبه التوسعية ولأطماعه الشاذة , فأصدر القرارات وشرع القوانين ضد مصالح العمال وزاد من ساعات العمل الى اكثر من ( ساعة 16 ) في اليوم على شكل سخرة ( عمل من دون مقابل ) وحارب النشطين منهم وعذبهم ثم غيبهم في زنازينه المظلمة دون اي مصير يذكر لهم , فكان مصيرهم المقابر الجماعية مع اخوتهم من شرائح المجتمع العراقي وأطيافه .
جلب صدام العمال الاجانب فترة الثمانينات من القرن الماضي وكان حصة الاسد منهم من العمال المصريين ليس حبا لسواد عيون المصريين بل لأستغلالهم في مجالات عديدة , لقد تعرفت على العديد منهم وكان بينهم المحتاج للعمل ليحصل على قوة لعائلته يعتاشون عليه بسبب الجوع الكافر في مصر – أم الدنيا – وكان البعض منهم يمتازون بالصدق والمهارة في العمل , عند تعميق العلاقة معهم تعرفت من خلالهم على قضايا تشيب رأس الطفل ..... هناك العديد منهم من منحوا وثائق وشهادات مزورة من جهة ما ( مصرية او عراقية ) من اجل تشغيلهم في اماكن عمل مهمتهم الاساسية التوغل وسط التجمعات العراقية وتحويلهم الى مجسات خاصة بالنظام العراقي , وبذلك تحولوا الى عيون تخدم مصالح النظام , والانكى انهم كانوا يتجسسون على اقرانهم المصريين ايضا , لصالح الحكومتين العراقية والمصرية .
لقد كانوا من الصنف المرفه , لكن اماكن عيش الاكثرية منهم كانت في بغداد وخاصة في منطقة المربعة في شارع الرشيد في سبيل التستر على مهمتهم الاساسية , كنت ازور بيوت البعض منهم وارى نوع العلاقة بينهم الذي اتصف بالنفور وعدم الثقة .
نذكر جميعا عمليات القتل التي جرت للعمال المصريين وخاصة في الصدرية في بغداد , لقد كانت لعبة من لعب صدام نفسه حيث خطط عمليا لتصفية العناصر التي سبق لها ان كانت ضمن العاملين لخدمة النظام اي من الموالين لنظام البعث مما ادخل ذلك الرعب في قلوب المصريين الذين اصبحوا كبش فداء للنظامين المصري والعراقي نزولا عند رغبة السيد ( قائد الامة ) والذي اعلن فيه مبارك بعد سقوط النظام ,عن مدى خوفه من جنون صدام المقبور .
نحن لسنا ضد العمال , فنحن نتضامن مع عمالنا الاشقاء في كل العالم , لقد كانت للأول من آيار علامة مضيئة في تاريخ الشعوب واحتفالنا في ظرف صعب كما في بغداد يمثل اكبر دليل على تضامننا في يوم العمال العالمي , فكيف لنا ان نقف ضد اشقائنا ونحن أعرف من الاخرين عن الظلم الطبقي الذي يعانيه اشقائنا العمال في مصر بالتحديد , لكن الامر يختلف اليوم :
فالطبقة العاملة العراقية تعاني من البطالة لاكثر من 50% , هذا ان اردنا ان لانحسب البطالة المقنعة اضافة الى العاملين في الميليشيات وشركات الحماية الخاصة بهذا المسؤول او ذاك , سواء كان ضمن المسؤولين العراقين ام العاملين مع قوات الاحتلال .
لقد طالبنا لمرات عديدة بتقديم المساعدات لتأهيل مؤسسات ومعامل الدولة للعمل تدريجيا لتخفيف العبء الكبير على العمال وتشغيلهم لتمكنهم من الحصول على لقمة عيش بشرف لهم ولعوائلهم , واكدنا ان هذا العمل سيساعد كثيرا في طريق القضاء على الارهاب ويسهل العمل على حل الميليشيات , واكدنا على اهمية تقديم المساعدات الممكنة للمعامل الاهلية بهدف اعادة تأهيلها لأستيعاب اكبر عدد من العمال ليلعب القطاع الخاص والمختلط والتعاوني دوره السليم لأعادة بناء الوطن .
وطالبنا وطالبنا ولكن ......................!!!
تظهر الامور عكس ما اردنا , فتصريح السيد وزير الصناعة بتوفير كل ما يلزم للعمال المصريين الذي يبلغ المليون عامل حسب التصريح امر دوخ الطفل قبل الكبير , فهل هذا هو العدل حقا ؟ وهل هكذا ستتحقق السعادة للعمال , كون العمل يخلق السعادة والصحة ؟ وهل ان مانسمعه هو عين الصواب ام ان المحاصصة التي اخذت تدخل في الحسابات الداخلية , سيمتد لها ذراع الى خارج الوطن وعلى حساب عمالنا العراقيين البواسل , وهل نسي السيد الوزير تشبث الكثير من المدراء العامين ورفض بعض قادة مجلس الوزراء ألغاء القرار ( 150 ) الذي تم بموجبه تحويل العمال في القطاع العام الى موظفين ؟ ترى هل جلب العمال المصريين الى العراق , وعملهم في المجالات الحيوية وتوفير كل المستلزمات لهم من سكن وراتب سخي اضافة الى امكانية تحويل المال حسب ما يتفق مع ظروفهم وبالعملة التي يريدونها , بصفة عمال أم بصفة موظفين ؟ فان كانوا بصفة عمال يفترض ألغاء القرار (150) وان كانوا عكس ذلك ما هو الموقف أذن ؟
والواقع معروف فان اية دولة في العالم بما فيها الانظمة الرجعية لاتوافق على جلب عمال من دول اخرى وهي تعاني من ظرف كما هو حال العراق وشعبه , فهل وصل الامر بالسياسة الى التدهور لهذه الدرجة التي تضع مصالح الدول الاخرى على حساب الشعب أم ان هناك اتفاقات من وراء الستائر ؟
سؤال مهم ومطلوب الجواب عليه لأن الشعب ما عاد يطيق ما يراه من معانات والانكى , خبر وصول ما يقارب المليون عامل اجنبي الى العراق للعمل مع تلك الامتيازات , في الوقت الذي يعاني الملايين من ابناء شعبنا من الجوع وان اكثر من 60% من الشعب العراقي لازالوا يعيشون تحت مستوى خط الفقر .

على مجلس الوزراء معالجة اوضاع العمال العراقيين وعندها وبعد القضاء على ظاهرة البطالة وتوفير كل مستلزمات الحياة اليومية والمعيشية يمكن , اقول يمكن التفكير بجلب عمال مع حسن الاختيار من اين وماهي درجة امكاناتهم ومستواهم التقني لخدمة التطور الاقتصادي العراقي واعادت بناء الوطن , والذي ندركه , هو انه لايوجد من هو احرص من عمال العراق على اعادت بناء وطنه وأسعاد شعبه
 

Counters