| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

 

الجمعة 22/6/ 2007

 

 


هـل يتحقـق الأمـل .....؟


علـي حســين الخزاعي – مالمو

مـع كـل الأوضـاع التـي يمـر بهـا شــعبنا مـن تعقيـدات أمنيـة , اقتصـاديـة , ثقـافيـة وفكـريـة واجتمـاعيـة , نحـن نبقـى لنعيــش علـى أمـل عـودة الحيـاة الطبيعيـة الى شـــعبنـا المظــلوم من يـد من لا يخـاف اللـه ولا يملـك ضــميرا , هـؤلاء الأوباش الـذين يلعـبون بمقـدرات الشـعب منـذ خمســينات القـرن المـاضـي , منـذ العـام / 1959 وبعـد ثـورة الرابـع عشــر من تـموز / 1958 حيـث شـاركـوا بـل ســاهمـوا بشــكل فعـال فـي حيـاكـة المؤامـرات ضـد شــعبنا , كـان لهـم الـدور الأسـاسـي فـي تنفيـذ المشــروع الأمريكـي فـي انقـلاب شــباط الأسـود عـام / 1963 بقتـل المئـات من الـوطنييـن الشـيوعييـن والـديمقـراطـيين واليسـاريين من أبنـاء شـعبنـا حيـث سـخروا كـل الأسـاليب الوحشـية من خـلال الـدعم العـربي الرجعـي بالاتفـاق مـع أجهـزة مخـابرات دول الجـوار وأمريكـا ودول الاقـليم العـربي , كـل هـذه تحملهـا شـعبنـا بصــبر ونـاضـل أبنـاءه البـررة فـي سـاحـات الحـريـة , سـاحـات الشـرف للـدفاع عـن الشـعب والـوطـن من أجـل خـلاصـه من تلـك المآسـي .
مـا يحـدث فـي العـراق خـارج عـن المعقـول والمنطـق والمشـكـلة الأولـى تكـمن فـي الـدعم المـادي واللـوجسـتي للقـوى المـشـاركـة فـي العملـية السـياسـية فـي صـراعهـا من أجـل تقســيم الســلطـة بهـدف اســتمرار حـالـة الفـوضى وعـدم الاسـتقـرار واســتمرار الاحتـلال من جـهة ومن جهـة أخـرى فأن انعـدام الثـقـة بيـن القـوى السـياسـية العــراقيـة تـزيـد من البـلاء علـى كـاهـل الشـعب وبالتـالي تـزيـد الهـوة بينهـا وبيـن الشـعب وتـزيـد من مظـاهـر الصـراع الطـائفي وتعنـت القـوى بالاحتفـاظ بالميليشـيات المتهـورة والمسـيطـرة علـى الشـارع السـياسـي والمتـداخلة فـي الأجهـزة الأمنيـة وأجهـزة الـدولـة .
أنهـا أزمـة وطـن وأخـلاق وهي تعبيـر حقيقـي يعكــس تلـك الصـورة التـي ظهـرت علـى شـاشـات التلفـزيـون والمـواقـع ألالكتـرونيـة حـيث يتـم حجـب ملابســهم ومأكـلهم ليتـم بيعهـا فـي الأســواق ومـا يـزيـد علـى ذلـك الاعـتداءات الجنســية والضـرب والاهـانات النفسـية لأطفـال يتـامى لا حـول لهـم ولا قـوة .
هـذا العمـل الخسـيـس والجبـان يحتـاج الى وقفـة جـديـة من لـدن المســؤوليـن العـراقييـن ومـؤسـسـات الـدولـة , وقفـة ضـميـر حــي للأقتصـاص من المجـرميـن بعـد التـأكـد من المسـؤوليـن عـن تلـك الجـريمـة والعمـل الـجدي والسـريـع لاحتضـان هـؤلاء الأطفـال وتغـير أسـماء الـدور من ( ميتـم فجـر أو بيـت حنيـن ) التـي لا تنسـجم مـع الأعمـال التـي اقترفـت بحـق الأطفـال اليتـامـى .
أن الـواجـب يحتـم فعـلا فـي تشـكيل لجنـة علـى صـعيد العـراق من أجـل متـابعـة مـا يجـري فـي كـل مؤسـسـات الـدولـة لأن هنـاك الكثيـر الـذي يمكـن لتلك اللجـنة أن تقـف عنـده وتكـشـف عـن المســتور , وهنـا يتطلـب اختيـار أشـخاص يمتـازون بالنـزاهـة والخـلق الرفيـع والـوطـنية من أجـل القـيـام بتلـك المهـمة النبيـلة .
والمـؤسـف أن الوزيـر لـم يـوفـق فـي أجـوبتـه عـند الاتصـال بـه فكـان متشـنجـا وعصـبيـا ووجـه اتهـامات دون أن ينتظـر نتـائـج التحقيـق حســب ادعـاءه ولنفتـرض أن للأمريكـان دور فـي ذلـك ولـكـن المنفـذين هـم عـراقيـون بنفـس الـوقـت حـيث يمكـن تقـديم أدلـة الى البـيت الأسـود الأمريكـي كمـا حـدث سـابقـا وكشـف الأمريكـان بأنفسـهم جـرائـم أبـو غـريب المـاثلـة أمـام الجميـع .
أن مـا حـدث يمكـن معـالجتـه شــرط عـدم تكـراره , وهـذا يعتمـد علـى المؤسـسـات المـسـؤولـة وخـاصـة الحكـومـة العـراقيـة ولكـن كـيـف ؟ هـذا هـو الســؤال الـذي يطـرح نفســه بقـوة والأكثـر من ذلـك هـو الـدعـوة لـوضـع آليـات تنفيـذ حقيقيـة فـي حـالة مـا تـوصـلت الحـكومـة علـى ( كـيـف ) .
أن الصـراع بيـن القـوى السـياسـية المشـاركـة في الحكـومـة وأجهـزة الـدولـة الأخـرى يـؤدي الى أكثـر ممـا حـدث , لأن الصـراع علـى تقســيم الســلطـة لا يـؤدي ألا الى الخـراب وهـو يتنـاقـض مـع تصـريحـات القـادة السـياسـيين فـي أجـراء الحـوار البنـاء الأخـوي والـوطنـي والاتفـاق والتـوافق لأنجـاح دور الحكـومـة الـوطنيـة وخـاتم هـذه التصـريحـات كـانت من لـدن قـادة جبهـة التـوافـق وهـم فـي نفـس الوقـت يطـالبـون فـي تغـيير وزيـر الـدفـاع لأنـه لـم ينفـذ مـا ينفـه لهـم وكـونـه رجـل مهنـي رغـم وجـود بعـض التحفظـات علـيه ولكنهـم فـي نفـس الـوقـت يطـالبـون وبتعنت قضـايا يمكـن حسـمهـا عبـر الحـوار وآخـر مطلـب هـو حصـولهـم علـى مـوقـع نائـب القـائـد العـام للقـوات المســلحـة من حصـتهم , تـرى لـم هـذا التنـاقـض , حيـث كـانوا ضـد محمـود المشهـداني واليـوم لا يـريدون تغـييـره , انها لعبـة الصـبيـان , أن مثـل هـذه اللعـب لا تخـدم المسـيرة السـياسـية وتخـلق عقـبات جـديـة أكـثر ولا تدفـع باتجـاه التـآلـف والتعـاون وحـل المشـاكـل , لأن مثـل هـذه الأفـعال لا يمكـن أن تعجـل فـي معـالجـة القـضـايـا العـقديـة وتـوفيـر مسـتلزمات الحيـاة الكـريمـة وهـي تـؤدي الى تمـزيق الصـف الوطنـي وخـلق عـراقـيل أكثـر .
أن مـواقـف أكثـريـة القـوى السـياسـية لا تنسـجم مـع تطـلعـات شـعبنـا فـي الخـلاص من الأوضـاع الاسـتثنائيـة ولنـأخـذ مثـلا دعـوة السـيد مقـتدى في التـوجـه الى سـامراء ووضـعهـم فـي كمـاشــة الارهـابييـن بحجـة أن قتلهـم هـو الطـريق الـوحـيد لـدخـول الجنـة فـي الوقـت الـذي يمكـن لأي أن يـدخل الجنـة دون المجـازفـة بحـياتـه وحـرمـان أبنـاءه منـه وعـن طـريـق حـسـن الســلوك واحتـرام النـاس والابتعـاد عـن السـرقـات والمصـداقيـة في التعـامل اليـومـي وخلـق الأجـواء السـليمـة لتعـزيز الثقـة بيـن النـاس ونبـذ كـل مـا يـسـئ الى الشـعب والـوطن .
أن حـل الميليشـيات ومعـالـجة الفسـاد المـالي و الاداري وخلـق روح الأخـوة والثقـة بيـن القـوى السـياسـية عبـر تطـوير وتفعيـل المصـالحـة الـوطنيـة بينهـا ونبـذ الطـائفيـة ومعـالجـة أزمـة الأيـدي العـاملـة العـاطـلة وتـوفيـر كـل مســتلزمـات الحـياة الاقتصـاديـة والاجتمـاعية والثقـافيـة كـفيـل للقضـاء علـى الارهـاب وأعـادة الاسـتقلال النـاجـز والكـامل وانسـحاب قـوات الاحـتلال وبنـاء دولـة القـانون وتأسـيـس مـؤسـسـات الـدولـة علـى الأسـس الـديمقـراطيـة لبنـاء نظـام ديمقـراطـي فيـدرالـي تعـددي مـوحـد .

أواخـر حـزيران / 2007