علي حسين الخزاعي

 

14 تمـوز يـوم خـالـد فـي حيـاة الشـعب

علــي حـســين الخـزاعــي

سـيحل فـي الرابـع عشــر من تمـوز الذكـرى أل / 49 لثـورة الشــعب والجيــش , ذكـرى انطـلاقـة أول جمهـوريـة فـي العـراق , ذكـرى ســقوط النظـام ألاقطـاعـي العميـل للاسـتعمـار البريطـاني , ذكـرى وحـدة الشـعب والجيـش من أجـل تحـريـر العـراق من القـيود والأحـلاف العسـكريـة ومن النظـام الأسـترلينـي , هـذا اليـوم الأغـر الـذي اعتبـر اليـوم الوطنـي للشـعب والـذي نقـش أسـم الشـهيد البطـل الخـالـد عبـد الكـريم قـاســم فـي قلـــــوب كــــــل الوطنييـن والمخلصـين وغـالبيـة أبنـاء الشـعب وخاصـة من العمـال والكـادحيـن وفقـراء الـريـف .
هـذه الثـورة العظيمـة التـي لـم تهـز عـرش النظـام الملكـي فحســب بـل أصبحـت شـوكـت فـي عيـون كـل المتآمـرين علـى الشـعب العـراقي من الحكـام العـرب ودول الجـوار , حيـث تكـالبـت القـوى الرجعيـة الـداخليـة من أقطـاب القـوميين العـرب ومن البعـثيين والاقطـاعيين والرجعيـة العـربيـة بقـيادة قـائد الأمـة عبـد الناصـر بهـدف ضـرب الثـورة ألا أن الـوقفـة الجـريئـة للسـوفيـت , وانذارهـم من محـاولـة الهجـوم علـى العـراق حـال دون قتـل الثـورة .
لقـد رفـع الشـيوعـيون والديمقـراطيـون شـعار الـدفاع عـن الجمهـوريـة , وكـان لهـم شـرف السـبق فـي تطـبيق الكلمـة بـوقـوفهـم المسـتميـت ضـد كـل المؤامـرات الرجعـية بعـد تحـالـف تلـك القـوى مـع البيـت الأسـود الأمريكـي والـذي أعتـرف بعـد الانقـلاب الفـاشـي فـي 8 / شــباط / 1963 ( علـي صـالـح السـعدي ) : أنهـم ركبـوا القطـار الأمريكـي لأبادت الشـيوعييـن وقـلع جـذورهم من أرض بـلاد الـرافـدين , لقـد نفـذ مجـرمـي البعـث من الـحرس اللاقـومي جـريمتهـم فـي تنفيـذ البيـان / 13 الصـادر من الحـاكـم العسـكـري رشــيد مصلـح وحصـولهـم علـى دعـم وفتـوى التنفيـذ حـيث راح ضحيـة تلـك الأعمـال البـربـريـة المئـات من أبنـاء شـعبنا من الديمقـراطييـن واليسـارييـن والشـيوعييـن ومن الضـباط الأحـرار , وبعـد انقـلاب تمـوز عـام / 1968 تـم الغـاء يـوم / 14 تمـوز / 1958 كيـوم وطنـي بهـدف مسـخ هـذا التـأريـخ الجليـل من ذاكـرة الشـعب .
لقـد أنغمـر البعثـيون فـي عـالم الجـريمـة ونفـذوا مقـولـة رئيـسـهم المقبـور فـي حــرق الأرض وأبادت الشـعب وأدخـل شـعبنا فـي أتـون حـروبـه الظـالمـة وكـان بـسـببـه قـد تفشـى الفقـر والبطـالة والخـراب اضـافـة الى عنـاوين أخـرى من الأمـراض كالـطـائفيـة والـرشـوة والفسـاد المـالـي ممـا خلـف بعـد سـقوطـه تعقيـدات لا تحصـى ولا تعـد ومخلـفات بســبب الحـروب والحصـار الاقتصـادي ولـم تكتفـي تلـك الأوضـاع المؤلمـة بـل زادهـا الصـراع الطـائفي والحـزبي الضـيق لتقسـيم السـلطـة ودور الاحتـلال البغيـض لتمـويل هـذه النـزعـات من أجـل ديمـومـة الاحـتلال والحصـول علـى أكبـر حصـة من المقـســوم .
بعـد سـقوط النظـام المبـاد , فـرحـت الجمـاهيـر وتبـرع العـديد منهـم لنصـب تمثـال القـائد عبـد الكـريم قـاســـم فـي سـاحـة الغـريري وتـم تغيـر أسـم السـاحـة باسـم الزعـيم عبـد الكـريم تيمنـا بـه وخـرجـت الجمـاهيـر الشـعبيـة العمـاليـة ومن كـل أطيـاف الشـعب العـراقي احتفـالا باليـوم الـوطنـي العـراقي , يـوم السـعد الشـعبي – يـوم 14 تمــوز , وهـو اليـوم الخـالـد لتحـرير شـعبنا من الاسـتعمار .
أن الطبيعـة الطـبقيـة المعـاديـة لكـلمـا هـو تقـدمـي وحضـاري , أدت بـدفـع بعـض الشـخصـيات والقـوى بالـوقـوف ضـد اليـوم الوطنـي لشـعبنـا , يـوم تحـرير الـوطـن من الاسـتعمار والـذي رسـخ فـي ذاكـرة كـل الشـرفـاء من أبنـاء شـعبنـا , أن هـذه القضـيـة بـانت منـذ الأيـام الأولـى لمـا بـعد سـقوط النظـام وهـو امـتداد لنفـس النهـج السـياسـي المعـادي السـابـق حيـث لـم يشـارك سـوى الشــيوعييـن والديمقـراطييـن واليسـاريين بذكـرى الثـورة المجيـدة والاحتفـاء بـه كيـوم وطنـي . أن الاحتفـال بـهذه المناسـبة تغيـض أعـداء الشـعب والثـورة سـواء من بعـض القـوى الـداخليـة أو القـوى المحتلـة ولـذلك تـم قتـل هـذا اليـوم للمـرة الثـانيـة بعـد أن حـاول صـدام مسـخه من ذاكـرة الشـعب ولـم يفلـح .
أن العـودة لاعتبـار يـوم الـرابـع عشـر من تمـوز 1958 يـوما وطنـا وخـالـدا فـي حيـاة الوطـن والشـعب هـو مطلـب شـعبـي و بمثـابـة رد اعتبار لقـادة الثـورة وشـهداء انقـلاب شـباط الأسـود عـام 1963 .

المجــد لثــورة الرابـع عشــر من تمـوز / 1958
الخـلود لشـهـدائه الأبطـال :
عبـد الكـريم قـاسـم
وفـاضـل عبـاس المهداوي
وطـه الشـيخ أحمـــــد
ومـاجـد محـمد أميـن
وصـفي طــاهـــــر
وســلام عـــــــــدل
وجمـال الحيــدري
وأبـو العيــــــــــــس
سـلاما علـى أرواح الشـهـداء من الضـباط الأحــرار وشـهـداء الشـعب ضـحايـا الأرهـاب

أواخـر حـزيـران / 2007