| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الجمعة 21/8/ 2009



 الساكت شيطان أخرس

متابعة : علي حسين الخزاعي

لعل من المفيد التذكير بدعوة الحزب الشيوعي العراقي التي طرحها منذ عدة أعوام خلت ومطالبته بأهمية تنفيذ حزمة كاملة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والثقافية وتوفير كل ما يهم الناس من المستلزمات الحياتية والمعيشية إلى جانب تطوير وتطهير الأجهزة الأمنية وتفعيل دورها الوطني فوق كل الميول والاتجاهات القومية الضيقة والطائفية المقيتة .

كل ذلك كان ولا زال له الفاعلية والأهمية في التنفيذ ولا زال للحكومة العراقية الوقت في تحقيق كل ذلك قبل فوات الأوان لأن في ذلك مصلحة الشعب واستقرار أكبر للوطن .

لكن ما يدور على الساحة السياسية لا يفرح عيون الاطفال ولا يسعد قلوب الأمهات الثكالى ولا من فقد من الأعزاء الكثير جراء التفجيرات الوحشية التي لا تصيب غير أبناء الشعب الجريح .

ترى ...... من المستفيد من كل تلك التفجيرات الإجرامية التي تطيل أبناء الشعب ، غير المتضررين من التغيير , غير أيتام النظام السابق , غير الإرهابيين والبعثيين الانذال , غير الطائفيين ومن يقف ورائهم من دول الجوار ودول الإقليم الذين يخافون على عروشهم جراء نجاح مسيرة الشعب ونضاله من أجل الاستقرار وتعزيز الأمان والتطور السياسي والاقتصادي .

ما يثير الدهشة أن ما يحصل متزامن مع الفعاليات التي تهم مصير الشعب , فهناك الكثير الذي نحن بانتظاره خاصة ونحن مقبلين على الانتخابات النيابية التي نطمح من خلالها تغيير العديد من النواب غير الفاعلين من خلال الانتخابات التشريعية القادمة والذين وصلوا إلى البرلمان العراقي على ظهر حصان المحاصصة الطائفية وقد أثبتت لنا الأيام ولشعبنا كم هم متعِبين ومنهِكين لقوى المسيرة السياسية المخلصة حيث خلقوا العقبات العديدة في طريق تحقيق آمال الشعب وكذلك عرقلتهم لتشريع قوانين تهم الشعب ومصالحه ومستقبل الوطن .

ليس في الأمر سوى الانتباه إلى القضايا المهمة والتي يمكن لها أن تدفع بالعملية السياسية إلى الامام عبر تشكيل كتل سياسية تتسم بالوطنية الحقة تضع مصالح الشعب في الأولوية بعيدا عن كل المفاهيم والممارسات الخاطئة والتي لا ينتج منها سوى العلل والامراض وزيادة في كدح الناس واستمرارية نفاذ القضايا العقدية التي تضر بالبشر  والشجر والحجر .

ولا بأس من الأخذ بنظر الاعتبار المشروع الوطني الديمقراطي الذي طرحه الحزب الشيوعي العراقي وهو يحمل في طياته مفاتيح حل كافة المعضلات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والتوجه لبناء عراق مزدهر خال من السلاح المميت ومن النهج الذي لا يخدم سوى أعداء الشعب , فالسكوت عن تلك الجرائم التي هي نتاج لفرقة القوى السياسية العراقية ونهجها القومي الضيق والطائفي المقيت وكذلك الصراع من أجل النفوذ والجاه وتقاسم السلطة لا يدل سوى على أن الساكت ما هو إلا شيطان أخرس .
 

free web counter