| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الثلاثاء 20/5/ 2008



الاسواق الشعبية والحرائق التي تنشب فيها

علي حسين الخزاعي

ليست هي المرة الاولى تحترق فيها الاسواق الشعبية في العراق وخاصة اسواق بغداد الجديدة وجميلة والشورجة في شارع الكفاح .
هذه الاسواق التي روادها وباعتها ليسوا سوى من ابناء الكادحين العراقيين , انهم ابناء العمال والكسبة , حيث جارت عليهم المآسي طوال حقب من الزمان , ففي عهد النظام الصدامي المقبور اعدم العشرات من تجارها وقتل المئات من عمالها بسبب رفضهم الانصياع للنظام وحكمه الفاشي , ولم يكتفي النظام بذلك بل اجبر ابنائهم في الذهاب الى ساحات الحروب العدوانية فتحولوا وقودا لها . بغداد الجديدة لاتختلف عن أي منطقة بغدادية اخرى وهي تضم من المناطق القريبة الشعبية مثل ( كمب سارة , الغدير , ألف دار , حي الشهداء , الامين , المعلمين والمشتل ) هذه المناطق التي تضم أكثر من مليون ونصف من كادحي بلدنا الحبيب وقد أضطر الاكثرية منهم للهجرة من وسط بغداد اليها عام / 1963 بسبب الظلم الفاشي لنظام البعث – القومي , هذا الظلم والبطش الذي سلط عليهم بواسطة ميليشيات الحرس اللاقومي القذر السيء الصيت , وبسبب المقاومة التي كانت من ابناء بغداد وخاصة عكد الكورد في وسط بغداد مما ادى ذلك الى تحامل البعثيين ضدهم , من جهة اخرى فان اهالي بغداد الجديدة تضم المئات من ابناء ولد الملحة ( العمارة ) الذين هاجروا من الريف حينها بسبب ظلم الاقطاعيين فكان لهم البيوت التي بناها حكم قاسم أسوة ببيوت الثورة التي منحت لفقراء الريف , هذه المكاسب حصل عليها فقراء العراق من ثورة / 14 تموز المجيدة واليوم , فان منطقة الألف دار ممسوخة بسبب حروب النظام .
كان البعثيين بعد انقلابهم عام / 1968 يقيمون الحفلات بمناسبة او بأخرى ويجبرون الناس الى التواجد هناك ليقف كل بعثي يراقب الناس ومدى اندفاعه في الحضور ومدى تفاعله مع الحفل ليكتب تقريره الذي اما ان يؤدي الى الحقد عليه او تحويل هذا البريء الى عين تراقب الناس لصالحهم , لقد قيل من قبل الآباء ان للحيطان ( الجدار ) آذان تنصت وفعلا تمكن نظام البعث من تطبيق ذلك حيث انتشرت المجسات الامنية والمخابراتية وتم تحويل منظمات الحزب والمنظمات المهنية والنسائية والطلابية والشباب الى اجهزة امنية بل الاكثر الى اجهزة قمعية تعاقب الناس دون رادع ولا قانون .
لقد اراد البعث تحويل المنطقة كلها الى منطقة حصر على حزبهم وقرروا عدم السماح لأحد من الحياة هناك , وهكذا تمكنوا من السيطرة على ابناء المنطقة عبر رجالاتهم من الجلادين امثال حكمت العزاوي ( وزير اقتصاد عهد صدام – خريج اعدادية ) وسمير الشيخلي وغيرهما من الجلاوزة في المنطقة .
ان كل ذلك الارهاب لم يفت بعضد المناضلين حيث جرت فعاليات هناك عبر توزيع البيانات وضرب مقرات الشعب البعثية , وعندما حان سقوط النظام المباد اطلق سراح الالاف من المجرمين والقتلة واصحاب السوابق ووضعهم تحت قيادة رجال من الامن العامة والحرس الجمهوري لبث الرعب والخراب عبر تشكيل العصابات المنفلته والانتماء الى بعض القوى السياسية لحماية انفسهم وتنفيذ مخططهم الاجرامي بحق الشعب .
ان ما يجري اليوم بحق ابناء شعبنا والحرائق لتي تلتهم ارزاق الناس ما هي الا جزء من العمل الاجرامي الذي تقوم به تلك العصابات انتقاما من اهالي المنطقة المناوئين للدكتاتورية والارهاب والميليشيات المنفلتة .
ان الواجب يحتم وبالضرورة على مؤسسات الدولة والشخصيات المسؤولة في بغداد الجديدة والمناطق الشعبية الاخرى تكثيف الجهد الامني للحفاظ على ممتلكات الناس وارواحهم , كذلك تعويضهم على الخسائر الى حلت بهم , وفتح مؤسسة تأمين للتأمين على محلاتهم واماكن رزقهم شرط ان تأخذ أشتراكات شهرية رمزية في سبيل تعويضهم على تلك الخسائر , كذلك تعويض اهل البسطات الذين لاحول لهم ولا قوة .
ان ابناء شعبنا الذين عانوا الكثير , يستحقون العون والمساعدة والحماية فهم الاولى بذلك لذلك نسترعي وندعوا كل الجهات المسؤولة لمراعات ذلك والاخذ بمقترحاتنا .

 

Counters