| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الثلاثاء 1/7/ 2008

 

عودة الى الاتفاقية الامريكية - العراقية

علي حسين الخزاعي

لم يكن النظام الرأسمالي , أيام وجود القطبين المتناقضين أقل خطورة من الزمن الحاضر , بل العكس فقد امتاز بالضراوة والعداء الشديد والتنافس الحاد من اجل انهاء احد القطبين على ايدي القطب الآخر .
فكان الدور الذي عليه القطب الاشتراكي هو العمل التضامني لتسهيل الطريق من اجل تطوير استقلال الشعوب والسير في الركب الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الى الامام , اما القطب الرأسمالي الامبريالي فكان يهدف في تسخير كل امكاناته من اجل عرقلة التطور في البلدان التواقة للتحرر الاقتصادي والتطور السياسي والاقتصادي , فأخذت تفعل كل جهدها ليس فقط في معاداتها ضد تلك الشعوب فحسب بل تسخير الامكانات المخابراتية لأعاقة دور المنظومة الاشتراكية في دعم الشعوب والعمل للتخريب ضد بلدان العالم الاشتراكي آنذاك .
ها هي اليوم تفعل فعلتها بعد انهيار التجربة الاشتراكية وتتحرك كما تشاء ( غاب القط ألعب يا فار ) وهي تتحرك وفق على برنامج معد منذ امد طويل وتسيطر على مقدرات الشعوب دون رادع يذكر من النواحي المتنوعة (العسكرية , الاقتصادية , السياسية والثقافية ... الخ) وقد فعلت ظاهرة العولمة الرأسمالية بمفهومه الاقتصادي والسياسي والثقافي والعسكري وتمكنت من السيطرة على الامم المتحدة ومجلس الامن واجبارها على اصدار قرار لشرعنة الاحتلال في العراق , وهذه تحصل للمرة الاولى حيث المعروف ان هذه المؤسسات الاممية تاسست على اساس حماية شعوب العالم من اي اعتداء او احتلال خارجي وحل النزاعات بالطرق السلمية والدبلوماسية .
ان انهيار النظم الاشتراكي بفعل العوامل الداخلية والخارجية والتي لسنا بصدد البحث فيها اليوم , ابقى على نظام اقتصادي رأسمالي واحد على الصعيد العالمي , ادى ذلك الى نشوء سوق دولي واحد , تنامى من خلاله نظام العولمة الاقتصادي البشع , ومن هنا يتطلب الترقب والحذر والتريث عند التفاوض مع الدول الرأسمالية الغربية وخاصة الولايات المتحدة الامريكية .
فقد بات اليوم شعبنا العراقي ووطننا الحبيب رهينة بيد دول الغرب وامريكا وجيوش الاحتلال , وبات في وضع اكثر تعقيدا من السابق بسبب القيود التي كبلت شعبنا والوطن اكثر من ذي قبل منذ التاسع من نيسان / 1003 .
كما جاء في تصريح السيد رئيس الجمهورية في لقاء له على فضائية الحرة في برنامج ساعة حرة حيث اكد قائلا : (( أنا اعتقد ان الاتفاقية تكون بشروط عراقية وبملاحظة الصداقة مع امريكا – والقول له مضيفا – لأننا نعيش في العراق ظروف خاصة , نحن لسنا أحرارا بل نحن مرتبطون بمجموعة قرارات من مجلس الامن تحد من استقلالنا ومن سياستنا ومن تصرفنا باموالنا , ففي مثل هذه الظروف المعقدة والصعبة التي تريد الخروج منها الى فضاء رحب , الى حيث الاستقلال الكامل والسيادة الوطنية الناضجة لابد من مراعات العلاقات الامريكية – العراقية ايضا )) .
اذن كيف تكون المفاوضات بشروط عراقية ونحن مرتبطون بمجموعة قرارات من مجلس الامن ( عذرا ) من الامريكان انفسهم ان صح التعبير , فهل يحتل العراق امريكا كي تكون المفاوضات بشروط عراقية ؟ وقد يكون كذلك ونحن نيامى وارجلنا في الشمس ونرى الامور بالمقلوب .
ان هذا يدفعنا الى المكاشفة الصريحة من لدن الدولة والوفد الحكومي المفاوض وعدم اخفاء شيء على الشعب , فاذا كانت الادارة الامريكية لا تعلن عن بنود الاتفاقية على الاعلام , فهذا لايعني ان المؤسسات التشريعية والجهات المعنية الامريكية لاتعرف عن ذلك , وان بنود الاتفاقية التي بين ايدي الوفد امريكي هو نتاج مؤسسات البحوث والدراسات الاستراتيجية الامريكية , لذلك ومن منطلق الحرص على قضايا تهم الشعب والوطن يتطلب من الحكومة المكاشفة حسب ما ذكرناه سلفا لتقوية مواقع الوفد المفاوض واعتماد قضايا سليمة ومبدئية تهم حاضر ومستقبل الشعب وسيادة الوطن ,
ان المكاشفة دليل على الشفافية والديمقراطية , وعلى مصداقية المدعين المبجلين من اعضاء البرلمان والحكومة كي لايكون مجرد كلام وزرع اوهام وخداع للنفس البريئة .
ان الوفد الحكومي المفاوض عليه ان يعي مسألة هامة جدا :
بأن الامريكان لم يدخلوا الحرب ضد نظام البعث حبا لسواد عيون الشعب العراقي ولم تقدم كل هذه الدماء والاموال الا من اجل المصالح الاستراتيجية الخاصة بها , لذلك المطلوب ::
1 – العمل على تحقيق وحدة الصف الوطني من اجل الوقوف على ارضية صلدة ثابتة توفر المناخ الملائم للحفاظ على المصالح الوطنية .
2 – الاسراع في تفعيل المصالحة الوطنية على اسس متينة رافضة للمناورات السياسية اثناء التفاوض والحذر من الالتفاف على ما يتفق عليه .
3 – معالجة المشاكل التي يعاني منها شعبنا في المجالات الاقتصادية والمعيشية وتوفير المواد الاولية والسياسية والثقافية .
4 – الشروع بمعالجة قضايا المهجرين والمهاجرين وتوفير كل المستلزمات لهم .
5– الاسراع على تثبيت وترصين الاوضاع الامنية وتطبيق القوانين واعادت الاعمار .
6– العمل في سبيل نبذ الطائفية المقيتة وحل قضايا الميليشيات المنبوذة المنفلتة .
7– تفعيل دور البرلمان المنتخب والحكومة المكلفة بتنفيذ المهام الموكل لها .
ان قوة الحكومة تركن في تراص الشعب وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وفق اسس ديمقراطية يمكن من خلالها نزع الخوف الذي ينتاب السيد رئيس الجمهورية وهو محق في ذلك على حاضر ومستقبل وكرامة الشعب والوطن .


 

free web counter