| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأربعاء 1/12/ 2010



بداية خنق الحريات العامة

علي حسين الخزاعي

أخبار غير سارة ولكنها كانت متوقعة , حيث وردتنا معلومات مؤسفة نقلت على الصحافة العراقية أفادة بأن مدير التربية في محافظة بابل السيد حمادي العوادي قام بطرد الكادر الاعلامي لفضائية الحرة العراقية بسبب التشهير وعرض السلبيات عن المدارس الطينية في المحافظة مما أدى الى تضامن الاعلاميين مع كادر الحرة الاعلامي في عدم تغطية الاوبريت البابلي , والخبر الثاني المؤلم الذي أفاد بأن الشرطة والسلطات الامنية التابعة للسياحة قد داهمت في وقت متأخر من مساء يوم الاحد المصادف 28 / 11 / 2010 مبنى الاتحاد العام للأدباء في بغداد وإجبار الشاعر الفريد سمعان بتوقيع محضر إغلاق النادي وبشكل نهائي.

هذه الاخبار تثير القلق والريبة عن عودة الابن الضال الى سلوكه السابق في معادات الثقافة والمثقفين والادباء وكل المبدعين وهي بالتالي تعتبر خرقا كبيرا للوعود التي قطعتها القوى المتنفذة في الانتخابات السابقة أمام ناخبيهم في حماية الحريات العامة والدفاع عنها .

ان هذه الممارسات لاتختلف عن ممارسات النظام السابق إن لم تكن أكثر قساوة خاصة ونحن نعيش أجواء الادعاء بالحياة البرلمانية والكثير من المسؤولين يدعون بالدفاع عن الحريات العامة وهم على ابواب تشكيل الحكومة المرتقبة , ورغم رعونة النظام السابق وعنجهيته واصداره لقرارات مجحفة بضمنها القرار السيء الصيت المرقم
(82 لسنة 1994) والخاص بإغلاق النوادي الليلية إلا أنه لم يتجرء بغلق نادي الاتحاد العام للأدباء بأعتباره صرحا ثقافيا كبيرا يمثل صوت المبدعين وليس نادي ليلي للمرح والطربكة .

أن استمرار مثل هذه المهازل ضد مبدعي العراق ومثقفيه أمر غير جديد ولكن ان تصل الى هذا المستوى غير المسؤول فهو أمر مشين لايقبله أي عاقل .
ان الاعتداء على نادي الاتحاد هو بمثابة اعتداء على كل المبدعين ويدخل في خانة الارهاب بأعتبار ان الارهاب أنواع فليس الارهاب يعني القتل والتفجير فحسب بل أن اسلوب قمع حرية التفكير والرأي هو ارهاب , قمع الحريات العامة هو ارهاب , قمع الانتماء والاعتقاد هو ارهاب بالاضافة الى اساليب القتل المتنوعة التي عاشها ابناء شعبنا خلال الفترة المنصرمة والقاسم المشترك بين كل هؤلاء هو العمل على معادات كل ما هو تقدمي لايقبله الطرف الآخر فيستعمل القوة ولا شيء آخر.

كما نوهة في بداية الامر فقد مورست اعمال ارهاب متنوعة لا اود تعدادها من قبل العديد من المسؤولين من وزراء ومدراء عامين دون اي رادع ولا مراعات لمشاعر الناس الذي تم التجاوز عليهم والمؤسف عدم وجود من يحاول ايقاف كل هذه التجاوزات والخروقات من السلطتين التشريعية والتنفيذية .

ان واجبات الاعلاميين وهم يحملون رسالة انسانية هي ... التنقيب عن الاخطاء والسلبيات والكشف عنها امام المسؤولين والمعنيين من اجل معالجتها وكذلك تبيان الحقائق كما هي للناس وتقييم الايجابيات , فلو كان السبب هو كشف العورات لوجود مدارس طينية مهملة في مناطق بابل فهي حقيقة سبق لنا وان رأينا الكثير منها في ضواحي الحلة القريبة من المركز نفسه فهل بامكان السيد مدير تربية بابل ان يغطي شعاع الشمس بغربال .

أن هذا الامر نضعه نصب عيون المسؤولين في الدولة العراقية وأمام السيد نوري المالكي بأعتباره المسؤول الأول عن حماية حياة الناس وحقوقهم , فهل سيحقق العدالة لرد الاعتبا ر لمندوب فضائية الحرة ورد اعتبار لنادي الاتحاد العام وللسيد الشاعر الكبير الفريد سمعان أم هي بداية لخنق الحريات العامة ونحن على ابواب تشكيل الحكومة الجديدة .

أن المبدعين والمثقفين هم ملح الطعام وزينة الحياة , فهم يملكون الحق في ممارسة طقوسهم كما يمارس الآخرين طقوسهم على طريقتهم الخاصة  .
 

free web counter