| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الخميس 19/6/ 2008



دور اليسار في معالجة العقد العراقية

علي حسين الخزاعي

تتوجه القوى السياسية العراقية على جولة جديدة من الصراع السياسي التنافسي من اجل رسم ملامح مستقبل العراق السياسي , الاقتصادي , الاجتماعي والثقافي بشكل عام , حيث ان للعراقيين تجارب جيدة ووافية من الانتخابات السابقة التي جرت في العراق بعد سقوط النظام المباد , وما حصل فيها من خروقات وتجاوزات تتنافى مع القوانين والاعراف الديمقراطية والدولية في ادارة العمليات الانتخابية .
في مثل هذه الظروف التي يعيشها شعبنا , يتطلب الدراسة المعمقة للتجربة السابقة من قبل كل القوى بهدف استخلاص الدروس ومنع اعادتها خدمة للنهج الوطني التواق لبناء وطن معافى من كل الاوضاع الاستثنائية يجري في ظله بناء مؤسسات الدولة على الاسس الديمقراطية .
في مثل هذه الظروف التي يعاني منها شعبنا يتطلب من القوى السياسية التفكير الجدي في نقد السياسات السابقة واعادة النظر بمجرى الامور والعمل على وضع الاسس الصحيحة التي لابد لها ان يتم ومن خلالها رفض كل الاسباب التي كانت سببا لما آلت عليه القضية العراقية السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والامني .
لقد اثبتت الايام السابقة ولغاية اليوم فشل سياسة المحاصصة الطائفية التي لم تجلب سوى تفشي البطالة والفقر المدقع والفساد المالي والاداري وانعدام الخدمات والغلاء الفاحش وانتشار الميليشيات المافيوية المنفلته وفوضي سياسية عارمة لكل مناحي الحياة والتي ادت الى التسابق وراء تقسيم السلطة والنفوذ .
ان تلك السياسة التي عمقت واطالة من عمر الاحتلال , حالت دون اشراك العديد من القوى السياسية المخلصة للشعب سواء عن طريق سياسة التهميش او الاقصاء والتي لم يستفاد منها غير اعداء الشعب والوطن من الصداميين والتكفيريين والوهابيين والمجرمين المرتزقة الداخلين الى العراق عبر الحدود المفتوحة بمساعدة دول الجوار التي لم تبخل بشيء في تقديم مساعداتها المادية واللوجستية والعسكرية , لتلك القوى بهدف تدمير التجربة واعاقة ولادة الديمقراطية في العراق خوفا على مضاجعهم اللئيمة .
ان لليسار العراقي وفي مقدمته الحزب الشيوعي العراقي تاريخ مجيد وخبرة كبيرة في سوح النضال , والاكثر من ذلك وجود كوادر متخصصة على جميع الاصعدة يمتازون بالنزاهة والاخلاص والخلق الرفيع والحرص على حاضر البلد ومستقبله والاقتدار على ادارة المهام لخدمة الشعب وبناء الوطن , فهم الاحرص على مصالح الشعب , لذلك فالامر يتطلب بالاخذ بأفكارهم واشراك كوادرهم العلمية والمتخصصة في اعادة بناء الوطن اولا , ثم الضرورة تتطلب من كل القوى الى نبذ التعصب الحزبي وترك المصالح الحزبية الضيقة ووضع مصالح الشعب والوطن في الاولوية في كل مناحي العمل السياسي والمجالات الاخرى ثانيا , عليهم نبذ سياسة التهميش والاقصاء لكل خير يستعد لخدمة الوطن شرط اعتماد وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
وعلى الشيوعيين وقوى اليسار , بعد ان اثبتوا للعالم وللشعب عن نزاهتهم واخلاصهم في العمل عليهم :

1 – العمل , على تنسيق العمل وايجاد برنامج مشترك انتخابي ( سياسي , اقتصادي , اجتماعي وثقافي ) .

2 – طرح برنامج واقعي يعبر عن مصالح الكادحين وعموم الشعب العراقي .

3 – المصداقية والواقعية في الشعارات التي لابد وان تعبر عن معانات الجماهير وطموحاتهم في الخلاص من الاوضاع الاستثنائية .

4 – اقامة الندوات الجماهيرية وادارت الحوارات بما يرفع من الوعي السياسي وتعريفهم عن اهمية منح اصواتهم الى جهات لايندمون عليها مستقبلا وتمثل طموحاتهم .

5 – ضرورة وضع الاسس الصحيحة حول ماهية حقوق الانسان والبحث فيه خاصة دور الشباب في الحياة كقادة مستقبل .

6 – الاهتمام بقضايا المرأة ودورها على المسرح السياسي وحقها في المساواة مع شقيقها الرجل في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعمل في مجالات السياسية ومنظمات المجتمع المدني .

7 – اهمية اطلاق الحريات الديمقراطية وبناء مؤسسات الدولة وفق نفس المعايير الديمقراطية ورفض التحزبية الضيقة والعمل على اصدار قانون لتشكيل الاحزاب من اجل وضع حد للفوضى السياسية والتعددية الحزبية المنفلته.

8 – ضرورة التأثير الايجابي على الجماهير واقناعها في اهمية الفصل بين الدين والدولة والسياسة حماية للدين الحنيف وابعادا للتشويهات التي تختلق من قبل بعض القوى السياسية في استغلالها للرموز الدينية بشكل مشوه كدعاية انتخابية .

 

free web counter