| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الخميس 19/6/ 2008



عاصفة الانفالات البعثية

علي حسين الخزاعي

في آيار الماضي يكون قد مضت على الانفالات السيئة الصيت عقدين من الزمن المر , عشرون عاما ونيف ولم تندمل جراحات الانفالات ولم تشرع القوانين المنصفة بحق من أنفلوا , ولم تعاد الحقوق لمن شملهم الانفالات من ابناء شعبنا من الكادحين عمالا وفلاحين وكسبة .
تلك الحقوق الشرعية لم تعد الى اصحابها بعد زوال النظام السابق الى مزبلة التاريخ واعدام رأسه العفن بحجج اخرى لم تكن اكبر من القضايا الحساسة والاساسية , كأن يكون قضية قانون تنظيف السجون والذي شمل في تصفية السجناء السياسيين والمعارضين للنظام الدكتاتوري بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية او القومية او الطائفية والمذهبية قبل ايام من سقوطه المشين وتسليمه مفاتيح بغداد للمحتلين الامريكان .
عشرون عاما ونيف , ولم تزل الآلام في نفوسنا ومعانات الظروف الصعبة التي مرت علينا في كوردستان في مخيلتنا , ولازالت اصوات المدافع والقصف يدوي في آذاننا وصور عن نزوح العوائل والاطفال بأتجاه الحدود اما اعيننا , اضافة للأعداد التي سلمت نفسها الى النظام ليساقوا الى المصير المجهول الذي لم يعرف عنهم شيئا الابعد سقوطه , في المقابر الجماعية قسم منهم والقسم الاكبر مجهولي المصيري .
لقد عاشت الثورة الشعبية في كوردستان ظروف المد الثوري بعد الاتفاق والمصالحة بين الحزبين الكوردستانيين وبجهود حزبهم الشقيق الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يمثل حمامة سلام في سماء كوردستان الحبيبة حسب وصف السيد جلال الطالباني آنذاك , اضافة الى جهود القوى الكوردستانية الاخرى .
بعد الهزيمة الشنيعة للنظام العراقي وجيشه الجرار امام الجيش الايراني واعلانه بالنصر المؤزر كالعادة , قام بمغامرته الشريرة ضد شعبنا العراقي في كوردستان وتفرغ لاعلان الحرب وتنفيذ انفالاته المشينة التي راح ضحيتها الآلاف من الفقراء نساءا واطفالا وشيوخ .
لقد ناضل الحزب الشيوعي العراقي بفصائل انصاره الابطال مع اخوتهم المناضلين البيشمركة وخاضوا صراعا مريرا ضد الدكتاتوري رافعين شعار اسقاط النظام قبل الحرب العراقية – الايرانية , لمعرفتهم النوايا الخفية لنظام البعث وما يخبئه ضد شعبنا وقواه الديمقراطية والوطنية .
لقد قدم الحزب الشيوعي آلاف من كوادره واعضاءه ومؤازريه شهداءا في سبيل قضية الشعب العادلة وعلى مسارح النضال السياسي قرابين من اجل الحياة الزاهرة الكريمة والوطن الحر المستقل .
باستثناء القائد والزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم لم ينصف احدا ولغاية اليوم اي من شهداء الحزب الشيوعي العراقي منذ ولادته الميمونة عام / 1934 , هذه القضية تعتبر من القضايا الوطنية التي لابد من ألفات النظر اليها بل يفترض بالقوى السياسية التي تحكم البلاد ان تفكر بها مثلما تفكر باعضائها ومؤازريها , وهنا نحن لسنا بصدد الحصول على منة من اي طرف , لكنه واجب قانوني وشرعي وانساني واخلاقي , فلم يكن الشيوعيين هواة السجون ولا من عشاق الموت بل هم عشاق الحياة , لذلك كانوا في المقدمة ضد الدكتاتورية والارهاب وكل انواع الاضطهاد الطبقي والسياسي والاجتماعي .
نحن لسنا طلاب الموت كما اسلفنا , بل ندعوا الى الانصاف القانوني لشهدائنا وشهداء الشعب الابرار وتشريع قانون تقاعدي لعوائلهم وقبلها رد اعتبار لهم كشهداء للشعب والوطن .
ان تشريع قانون منفصل باعتبار فلان من الناس متقاعدا ويرد له الاعتبار , مهما كان موقعه يؤدي الى الوقوع في اخطاء وتجافي بحق من يستحقونه , لذلك ندعوا من موقع المسؤولية الى اصدار قانون : ( رد اعتبار لكل شهيد وقف ضد الانظمة الدكتاتورية منذ ولادة الدولة العراقية واحتساب رواتب تقاعدية لعوائلهم ) وفقا على المعايير القانونية والانسانية وكذلك ( شمول القتلة والمجرمين وكل من تلطخت يديه بدماء شهداء الشعب بالتحقيق في جرائمهم وتقديمهم الى القضاء العادل ) , ولاننسى الامر بالنسبة ( للمجرمين الذين لايمكن تقديمهم الى المحاكم اما بسبب الوفاة او بسبب الهروب خارج الوطن ) , نطالب في تقديم اسمائهم الى القضاء العادل واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم وادانتهم على افعالهم المشينة , فهناك الكثير منهم من خانوا الوطن عبر علاقاتهم المخابراتية او قتلهم لاعداد غير قليلة من ضحايا الاختلاف الفكري والحقد الطبقي .
ان الانصاف بذلك الامر هو من صفات المؤمنين والديمقراطيين والناس اصحاب الضمائر الحية , فأين الانصاف يا اصحاب العلاقة والمسؤولية امام الشعب والقانون والتأريخ ؟
 

free web counter