| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

الأربعاء 18/6/ 2008



حامية حرامية

علي حسين الخزاعي

طالب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاة المسؤوليين العراقيين خلال زيارته لبغـداد في شهر مارس الماضي بعدم التوقيع على الاتفاقية العراقية – الامريكية , مبديا استعداد ايران للقيام بالدور الامني في العراق , جاء ذلك حسب ما نقلته وكالة pukMEDIA  .
لايخفى على احد مطامع دول الجوار ودورهم المشين في اشعال الدمار في العراق سواء عبر استغلال الظروف المأساوية التي مرت على الشعب بعد زجه في حروب لاناقة له فيها ولا جمل او بعد سقوط نظام الدولة السرية واستغلال كل تلك الاوضاع الاستثنائية التي آلت بالعراق وشعبه الى حافة الهاوية جراء الاحتلال وتحويل العراق الى ساحة حرب رئيسية لمواجهة الارهاب العالمي .
لقد استغلت كل القوى تلك الظروف سواء كانت ضد امريكا عدوة الشعوب او لتحقيق مآرب سياسية واقتصادية على حساب العراق وشعبه , وقد سبق لنا وفي موضوعات متنوعة , التنويه الى اهمية حرص الادارة الامريكية للبقاء في العراق والهدف من وراء ذلك الذي لايكمن في الموارد الاولية وخاصة البترول العراقي فحسب بل في اهمية وضع العراق الجغرافي وتنفيذ مخططهم الكبير الشرق اوسطي , وكذا الامر بالنسبة لأيران وطموحاتها في الانتقام من الشعب العراقي جراء ما اقترفه النظام العراقي الصدامي ضدهم والاكثر هو التنفيذ لسياسة تصدير الثورة الاسلامية , فهل حقا ان لأيران الحرص على الدور الامني في العراق اكثر من العراقيين انفسهم ؟
لاشك ان في العراق لايوجد شك بين اثنين من الوطنيين المخلصين والحريصين على حاضر ومستقبل العراق للتدخلات السافرة لدول الجوار ومن دون استثناء والاكثر ان مصر ( قلب الامة العربية النابض ) تكرر في كل مرة اهمية حرصهم على المصالح المصرية في العراق ومصالح الامة العربية وهم يبعدون عن الحدود العراقية آلاف الاميال , هذه قضية يراد التوقف عندها , لان ورائها الكثير من التفسيرات ولا نعرف ماهي المصالح الذاتية لمصر في العراق وهم الاكثر دراية لسياسة مصر العروبة ودورها في الخراب السياسي الذي حل بالعراق منذ العام / 1959 م .
تعتبر ايران من الدول الاكثر اتساعا من حيث الحدود والجيرة مع العراق وهناك مشاكل حدودية بين البلدين منذ عصور بعيدة ولم تحسم نتيجة لسياسات الانظمة المتعاقبة في البلدين , حيث ان الامر لم يعد كما كان في السابق , ونحن اليوم نبذل اقصى الجهد من اجل ان يكون هناك حسن جوار وعلاقات تعتمد مصالح الشعوب في مقدمة الاولويات ولا اعتقد ان هناك من المخلصين في قبول التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد كان .
فالامر والحقائق الدامغة تشير الى تدخل الكثير من الدول في شؤون العراق الداخلية , وهذا ناتج ليس فقط لضعف العراق اليوم بل بسبب الاحتلال وقبول الامريكان لهذا الواقع رغبة منها في ابقاء العراق ضعيفا , فايران لايهمها الأمن العراقي والا ماكانت لتدعم القوى الارهابية والميليشيات المنفلتة حسب التصريحات والادلة التي تتوفر لدى الحكومة العراقية ( تصريح للناطق الرسمي للحكومة العراقية , ان الوفد الحكومي يحمل معه ادلة عن التدخلات الايرانية في شؤون العراق ) , ان ايران اكثر بلدان العالم توترا وطمعا في العراق وهذه مشكلة لايمكن حسمها وحصرها في اطار قانوني من دون الخلاص من البند السابع وحصول العراق على الاستقلال الكامل والناجز , وعليه فان الدور الايراني المشين لايقل خطورة عن دور اي من دول الجوار التي تضع مصالحها الاقتصادية على حساب شعبنا ومصيره . فالسيد محمود احمدي نجاة غير مبالي بمصلحة الشعب العراقي وان تعهده بقيام ايران بالدور الامني في العراق يحمل في طياته دعوة لشرعية التدخل عبر اتفاق مزعوم يريده من اجل الحصول على الضوء الاخضر لرجالات النظام الايراني ومخابراتهم في التحرك في العراق دون اي رادع .
على الحكومة العراقية ومجلس النواب الحذر من كل تلك التحركات المشبوهة ووضع مصلحة الشعب والوطن في الاولوية عند التفاوض مع اي جهة كانت ولخدمة امن الوطن وسيادته , فالسيد الرئيس الايراني لايختلف عن الرئيس الامريكي فكلاهما حامية حرامية والى الابد .
 

free web counter