| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

 

الأثنين 16/7/ 2007

 

 


الى متـى تسـتمر هـذه المهـزلـة السـياسـية ؟


علـي حســين الخـزاعــي – مالمـو

سـياسـيو اليـوم يضـحكـون علـى ذقـون الشـعب العـراقي , فـهذه الكتلـة وتلـك المجـموعـة وهـذا الحليـف أو الطـائفـة والنـائـب الموقـر الى الوزيـر المحتـرم , كلهـم من طينـة واحـدة لا يميــز بينهـم غيـر الانتمـاء الى هـذا التنظـيم أو الطـائفـة من خـلال لـون وفكـر الانتمـاء الحـزبي أو القميـص السـياسـي الـذي يـرتديـه ( قـومي ضـيق أو طـائفـي * ســني , شــيعي أو مـذهبـي مقيـت ) هـذه الألوان التـي تعـم الشـارع السـياسـي حيـث تشــبع النـاس بالـوعـود والتصـريحـات الفـارغـة من دون أي تحقيـق لأبسـط مقـومـات الحيـات المسـتقرة .
لـم يكـن شـعبنا بحـاجـة الى الـوعـود الكـاذبـة والتصـريحـات الرنـانـة ولا الى حمـلات ادانـة فـارغـة لايقـاف نـزيـف الـدم العـراقي الـذي يـراق عبـر عمليـات الخطف والاغتـيال والقصـف العشـوائـي , بـل الى معـالجـات جـادة وتطبيـق البـرنامـج الحـكومـي فـي تفعيـل المصـالحـة الـوطنيـة بيـن القـوى المشـاركـة في العمليـة السـياسـية قبـل كـل شــئ من أجـل أعـادت الثقـة بيـن الحكـومـة والشـعب من جهـة وبيـن الشـعب والمجلـس النيـابي من جهـة ثـانيـة .
لقـد طـرحت فـي الفـترات الســابقـة هـذه القضـيـة الحيـويـة والتـي تهـم حيـاة النـاس وذلـك فـي أهميـة معـالجـة المعضـلات الاقتصـاديـة والاجتمـاعيـة والسـياسـية والثقـافيـة تـزامنـا مـع المعـالجـات الأمنـيـة وليـس بمعـزل عنـها لأهميـة تلـك الحـالـة
فـي وضـع معـالجـات يمكـن من خـلالهـا تـوفيـر أبسـط مسـتلزمـات الحيـاة اليـوميـة وأن اعتمـاد الحـوار بيـن القـوى السـياسـية ومشـاركـة القـوى العـراقيـة المخلصـة التـي هـي خـارج العمليـة السـياسـية هـو الســبيل لتفعيـل المصـالحـة الوطنيـة التـي هـي اليـوم مفتـاح حـل الجـانـب السـياسـي فـي العـراق .
أن وحـدة القـوى السـياسـية واعتمـاد خطـاب سـياسـي مـوحـد اليـوم هـو مطـلـب جمـاهيـري ملـح لأن ذلـك يسـهـل التفـاهـم السـليم بيـن القـوى العـراقيـة ويـؤدي الى تسـهيل تنفيـذ المهـام الـمراد تحقيقهـا لمصـلحـة الشـعب , أن تشـكيـل العـديـد من التحـالفـات حـق مشـروع للقـوى السـياسـية ذات التـوجهـات المشـتركـة لكـن الـوضـع فـي العـراق لا يحتمـل غـير العمـل المشـترك بيـن القـوى السـياسـية المخلصـة لأن مـا يحصـل اليـوم هـو نتـاج الاحتـلال و سـياسـة المحاصـصة المقيتـة ممـا يـزيـد علـى ذلـك الصـراع الغيـر منصـف علـى السـلطـة السـياسـية , هـو أمـر يتنـاقـض مـع الـوجهـة السـياسـية لبنـاء عـراق جـديـد ديمقـراطـي فيـدرالي تعـددي مـوحـد .
الـواقـع يـؤكـد أن مثـل هـذه التحـالفـات والجبهـات سـوف لا تخـدم الشـعب لأنهـا تـؤدي الى تهميـش دور قـوى سـياسـية عـراقيـة وأبعـاد قـوى أخـرى وكـذلك الى تأسـيـس دكتـاتوريـة جـديدة سـبق وأن حـذر منهـا الكثيـر من الأحـزاب المخلصـة في
أهميـة الخـلاص من الدكتـاتـورية سـواء كـانت فـرديـة أو دكتـاتوريـة الأكثـريـة , أن تهميـش دور أي قـوة سـياسـية لا تخـدم قـوى العـراق السـياسـية الخـيرة يـؤدي الى تعطـل جهـد يمكـن أن يفلـح فـي المشـاركـة فـي بنـاء الـوطـن .
أن علـى القـوى السـياسـية البحـث عـن أهـم الثغـرات فـي العمليـة السـياسـية وعلـى كـل حـزب أن يبحـث بشـكل جـدي قبـل كـل شـئ ويعيـد النظـر فـي سـياسـته وبرنـامجـه ويضـع مصلـحة الشـعب العـراقي فـي أولـويـات مهـامـه وعليـه أن يعمـل لنـبذ المحـاصصة وينقـذ العمليـة السـياسـية من كـل أشـكال ثقـافـة العنـف والتهميـش ويجنـد نفسـه للتعـاون الجـاد مـع القـوى المخلـصـة ويثبـت الهـويـة الـوطنيـة فـي بـرنامجـه بـديـلا عـن الهـويـة الطـائفيـة .
أن الـواجـب الحتمـي اليـوم هـو العمـل الجدي للخـلاص من الميليشـيات المنفلتـة ومعـالجـة كـل مـا لـه عـلاقـة بهـا , والحقيقـة أن الميليشـيات لهـا دور كبيـر فـي تفشـي الاختطـاف والقتـل المـروع وسـرقـة أمـوال النـاس والمؤسـسـات وتـوسـيع مظـاهـر الفسـاد المالـي والأداري , وهـي أفضـل حـاضـنة لتـواجـد المـرتزقـة من أيتـام صــدام من ( جيـش القـدس وفـدائيـي صـدام ) وقـد أشـارت بعـض المعلـومات الخبـرية عـن اعتقـال شـبكـة مجـرمـة تقـصـف الأحيـاء السـكنيـة والمنطـقـة الخضـراء , أفـرادهـا من العنـاصــر القـياديـة لجيـش المهـدي متكـونـة من ( أيـاد حسـن الـوائلي وشـقيقـه فـاضـل حسـن الوائلي مـع عبـد اللـه البـلداوي ) , تـرى هـل فعـلا هـم ممن يـؤمنـون بالـدين الاسـلامي الحنيـف أم أنهـم من رجـال النظـام السـابق , أنـه مجـرد ســؤال لا يحتـاج الى تعليـق ولنـأخـذ هـذا الأمـر علـى سـبيل المثـال فهنـاك آلاف الأمثـلة وبتقـديري أن الحـل ليـس فـي مثـل هـذه التحـالفـات بـل فـي أيجـاد آليـة منـاســبة لمعـالجـة العـوائق عبـر الخطـاب السـياسـي الـموحـد ووحـدة القـوى المخلصـة بعـد الخـلاص من كـل أشـكال التهميـش والاسـتحـواذ وحـب الـذات ووضـع مصـلحـة الشـعب فـوق كـل شـئ .