| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي حسين الخزاعي

6

 

 

السبت 15/12/ 2007



منظمات المجتمع المدني – واقع وآفاق

علي حسين الخزاعي
السويد

(المجتمع المدني , عبارة عن مجتمع يتألف من مواطنين احرار , يستطيعون وقادرين على العيش سوية وبشكل مشترك , بحسب القواعد التي أختطوها , والتي أصبحت عادات لا يمكن تجاوزها) المصدر .. (بعض أشكاليات المجتمع المدني والمجتمع السياسي والديمقراطية ,صالح ياسر) .
**********************
وهذا ما نلاحظه , فأن الدور الاساسي في المجتمع المدني هو ضرورة وجود مؤسسات تعمل على تعزيز التطور الديمقراطي من خلال توفير الشروط الاساسية لتعميق الوظائف لتكون بمثابة البنية التحتية لتطوير وتنسيق المجتمع وفقا على المعطيات الساسية الديمقراطية .
ومن هنا لابد من التوقف عند واقع منظمات المجتمع المدني , وآفاقها بدءا منذ ما قبل سقوط النظام , حيث في الواقع لايمكن تسمية منظمات مجتمع مدني تعيش في ظل الانظمة الشمولية كونها منظمات ديمقراطية مستقله لذاتها وتعبر عن مصالح فئات وشرائح اجتماعية وتدافع عنها ,فالكل يعلم أن نظام صدام المقبور شرع قوانين واصدر قرارات مجحفة بحق تلك المنظمات واشترط شرعية وجودها بالعمل تحت خيمة الحزب والثورة , وكان المخالف لذلك يقاد الى مقصلة الاعدام وكان الهدف واحد والشعار واحد والايديولوجية واحدة والغاية خدمة الحزب ورأس النظام وقد تم تحويل كل المنظمات المهنية الى مجسات مخابراتية ضد ابناء الشعب وضد المنتمين الى تلك المنظمات , لذلك فأن تلك المنظمات أفتقدت الى الشرعية كونها منظمات مجتمع مدني وفقدت استقلاليتها واصبحت خاضعة لارادت الحزب وارتبطت مباشرة بالسلطة التنفيذية وبمكتب صدام مباشرة وتحولت الى بوق للنظام الدكتاتوري ومنفذة لاحياء المناسبات الخاصة بالحزب الحاكم .
هذا الواقع كان وراء فشل تلك المنظمات لأخذ دورها الحقيقي والى انهيارها مباشرة بعد سقوط النظام , لكنها عادت الى الوجود بسبب الاحتلال والفوضى السياسية وسياسية المحاصصة الطائفية وتحت راية الديمقراطية الليبرالية المزيفة فأصبح كل شيء جائز بحكم الواقع المزري في الحياة اليومية على الساحة السياسية الى جانب سقوط الدولة مع سقوط الحكومة وعدم وجود مؤسسات دولة لضبط الامور وتدقيقها مما ساعد ذلك أزلام النظام للعودة الى العمل في جميع المجالات لينشروا في الدنيا فسادا بهدف صنع العراقيل وتخريب العمل والحياة .
ولنفس الاسباب تطور العمل الحزبي التعددي وبرزت احزاب لم يكن لها وجود فأتجه الاكثرية لتأسيس منظمات لها وسط الشباب والنساء والعمال , فأنتشر العمل والتشويه في المنظمات المهنية والجماهيرية وسميت بمنظمات المجتمع لمدني , هذا الواقع المؤلم كرس على المنظمات الجماهيرية مع التكريس المتعمد للحالة القومية الضيقة والطائفية المقيتة التي سببت الويلات والشرخ الكبير بين اعضاء الشريحة الواحدة في المجتمع فكيف بواقع حال الشعب , وهنا اود ان اطرح بعض الامثلة للحركة الطلابية اكثر من اتحاد , للشبيبة العراقية أكثر من اتحاد , للمرأة العراقية اكثر من جمعية ورابطة وللعمال اكثر من لجنة واتحاد نقابي , وكل يدعي أنه الممثل الحقيقي لهذه الشرائح والطبقات الاجتماعية , فتختلط على البسطاء قضايا وضوح الرؤى والتمييز بين من يمثلها عن حق ومن يريد تسييس هذه المنظمة او تلك لاهداف حزبية ضيقة .
أن تسييس منظمات المجتمع المدني يسلبها حقها كونها منظمات مستقلة تمثل الوجه المشرق للجماهير وهي الشكل الافضل للمعارضة السلمية على المسرح السياسي , والمعروف ان تلك الممارسات لم تقتصر على تلك القوى والاحزاب السياسية بل تعدت الى ان اصدرت حكومة الجعفري قرارها المرقم 8750 وتم بموجبه تجميد نشاط تلك المنظمات ومصادرت ممتلكاتها وحجز اموالها بالكامل , وكان الهدف من وراء ذلك تحويل تلك المنظمات الى اجهزة خاصة بالحكومة كما كان عليها ايام النظام المباد والاكثر من ذلك اصدار قرار في تشكيل وزارة باسم وزارة المجتمع المدني والذي يكبل تلك المنظمات بقيود صلدة تابعة ومن خلالها يتم اعادة بناء مؤسسات الدولة وفق الاسس الديمقراطية .
للسلطة التنفيذية وهو امر مخالف حتما لكل القيم والمفاهيم الديمقراطية حيث المفترض ان تكون لمنظمات المجتمع المدني الصوت المستقل والحر والمدافع عن مصالح الشعب والوطن , وعليها أن تتوحد في منظمات وفقا على الانتخابات الشفافة والديمقراطية بعيدا عن تدخل القوى السياسية والعودة الى الهوية الوطنية الحقة , بعدها اجراء لقاء بين مندوبي تلك المنظمات المنتخبة لانتخاب من يمثلها ليكون علاقتها بالسلطة التشريعية ( المجلس النيابي ) للعب الدور السليم والصحيح لخدمة الشرائح والفئات الاجتماعية التي تمثلها .

آفاق منظمات المجتمع المدني :
هناك آفاق رحبة لتطور الحياة السياسة والثقافية في حالة اطلاق الحريات العامة والديمقراطية لمنظمات المجتمع المدني وبشرط ان تضع قواها لخدمة الشعب بكل اطيافه الجميلة , على أن نتخلص من الروح الحزبية الضيقة والتعصب القومي والطائفي ونزعات التسلط والثأر .
لقد اثبتت منظمات المجتمع المدني في العالم دورها الرفيع في بناء البنى التحتية في بلدانها وعليها تعتمد الشعوب لتطوير الحياة الثقافية والحياة العامة ومنها تستمد الشعوب قوتها في بناء البنى التحتية ومنها تصنع قادة لبلادها , وواقع اليوم يفرض نفسه وبألحاح لتطوير منظمات المجتمع المدني على الاسس السليمة الديمقراطية .


 

Counters