| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

علي الخزاعي

6

 

 

 

 الخميس 14/12/ 2006

 

 

المصالحة الوطنية ... الخيار الافضل !

علي الخزاعي - السويد

ما من شك ان المصالحة الوطنية هي الخيار الافضل لتشذيب العملية السياسية من الشوائب والاخطاء والنواقص والتي بدأت منذ سقوط الطاغية ولغاية اليوم , ولاجل ان لا يكون المؤتمر المرتقب مجرد هواء في شبك وحوار متبادل في فراغ وتبادل في التصريحات النارية ومقابلات فردية بعيده عن القضية الوطنية وتغليب البعض للمصالح القومية الضيقة والطائفية المقيتة , لابد من اتخاذ جملة من الاجراءات الذاتية والموضوعية .

لا اعتقد ان هناك من يملك ذرة من الحس الوطني يمكن او يسمح لنفسه ان يبرئ ساحة البعثيين والصداميين من كل تلك الجرائم التي اقترفت بحق الشعب العراقي طوال العقود الاربعة الماضية ولا تبرئة ساحة من ساهم في اسناد البعث ونظام صدام في زج العراق وشعبه في كل تلك المهالك الكبرى التي لم يشهدها تاريخ دول العالم في العصر الحديث فكل من ابناءالشعب دون استثناء اخذ حصته من مكارم قائد الامه حفظه الله ورعاه وزمرته المجرمه , اضافة الى تشريد الملايين من ابناء الشعب في بلاد الغربة بسبب قساوة النظام وظلم الطاغية , فهل يعقل مشاركة بعثيين في المؤتمر .......!لننظر الى قضية واحدة لاغير ,,, هل يمكن لاحد ان يشكل او يعيد تاسيس حزب دون وجود دعم مادي ولوجستي وهل هناك من البعثيين المتضررين من النظام السابق حقا تحتضنهم دول الجوار ودول الخليج ان لم يكونوا هؤلاء على صلة بعائلة صدام ... اشك في ذلك وان وجد مثل هؤلاء فليست لديهم ناقة ولا جمل في هذه العملية , فكل الذين خارج الوطن او الاغلبية منهم لهم نفس الهدف الخياني وهو اعادة الامور الى مجاريها السابقه وكلهم من المتضررين من سقوط الطاغية وما التحركات المكوكية في دول الخليج ودول الجوار الا دليل قاطع على ذلك والانكى من كل ذلك التحرك الاوروبي الامريكي لانقاذ رأس الطاغية ضدام ( راجع مقالة سابقه عن تحرك المحامي الايطالي جيفوني دي ستيفانو ودوره لنقل صدام وبقرار صادر من القضاء الامريكي الاعلى وفقا على دعوة رفعها السيد حيدر عزيز السيد على جاسم بدعوى انه قتل بالخطء ويطالب بالتعويض وكذلك لقاء المحامي الايطالي ستيفانو مع ابنة القائد الفذ رئيس الحفر رغد في عمان للتنسيق لتنفيذ العمليه ) , من جانب اخر فان كانت الرغبة لمشاركة البعثيين ... لماذا كل هذه الصرفيات من تجهيز طائرات خاصة وحماية لهم عند نقلهم من الخارج الى بغداد ولم يتم تعويضهم برفاقهم المتواجدين في المجلس النيابي والسلطة التنفيذية امثال ( الدليمي ونديم الجابري والمطلك والهاشمي والسامرائي والعاني والزوبعي والعلياني والقائمة تطول من العناصر السلفية والارهابية ) لماذا كل هذا التبذير والتعب وزيادة الطين بلة والاتيان بافاعي اكثر سموم وزيادة القتل والذبح لابناء الشعب اكثر مما هو عليه .

مصالحة من اجل من ؟
القاعدة الاساسية التي يمكن ان تعتمد لتنفيذ اي مؤتمر لابد ان تعتمد ارضية صلبة وقوية ... فترتيب البيت العراقي امر في غاية الاهمية وهنا المقصود --صيانة المجلس النيابي وتطوير عمله ووحدة خطابه السياسي وبرمجة مهامه والتزام اعضاءه من دون استثناء وغيرها من الامور التي تترتب لتطوير المجلس ونوعية اجتماعاته وقراراته -- كل هذه تؤدي بالتالي الى اعطاء قوة اكبر للحكومة ودفع معنوي ومادي لتحقيق المؤتمر والخروج بمقررات ناجحة وعملية واكثر عقلانية لحل المعضلات السياسية والامنيه والاقتصادية ... الخ والا ما معنى المصالحة والجميع في تنافر وتناقض لاحصر له وكيف ستكون وجهة المصالحة والجميع في موقف مسبق وغير منسجم .

الاسس التي يمكن ان تعتمد والاهداف ....!
ان اي مؤتمر يعقد في ظل هذه الظروف المعقدة دون وجود اسس صحيحة تعتمد من قبل المشاركين نتيجتها ستكون فاشلة حتما وهو في نفس الوقت تخدم القوى المتضررة من نجاح المؤتمر , وهنا اقصد ان تصفية القلوب ووضع النوايا الطيبة والعمل من اجل وضع مصلحة الشعب في المقدمة قولا وفعلا فوق كل الهويات والمصالح الحزبية الضيقة والقومية والطائفية والاثنية المقيته والعمل بجد من اجل وضع اللمسات السليمة كل من طرفه في بودقة المصلحة الوطنية من اجل تحقيق :

1- اشاعة الديمقراطية الحقيقية والحريات العامة .
2- حل الميليشيات وتطهير اجهزة الدولة ومؤسساتها الامنية والعسكريه وجعل السلاح بيد الدولة لوحدها .
3- اعادة تاهيل مؤسسات الدولة بعد تطهيرها من العناصر الطائفية والحرامية .
4- تفعيل دور منظمات المجتمع المدني .
5- اعادة تاهيل المعامل الخاصة والعامة والحكومية بهدف القضاء على البطالة .
6- وضع خطط وفقا للبرنامج الحكومي لمعالجة القضايا الخاصة بهموم الجماهير وذلك لتوفير المحروقات والكهرباء والماء والعلاج الطبي وقضايا التهجير الداخلي الطائفي .
7- العمل للقضاء على المافيات المنظمه وفرق الموت الرهيبة .

اضافة الى امور عديدة يمكن ان تاخذ بنظر الاعتبار وما يخدم الشعب بعيدا عم المصالح الحزبية والمحاصصة الطائفية ... فالمصلحة الوطنية تقتضي اليوم اجراء مصالحة حقيقية بين مكونات الشعب السياسية اكثر من اي وقت مضى لانها اصبحت حاجة موضوعية وضرورة قصوى لاعادة الاستقرار والامن والسلام واعادة بناء الوطن .